يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
لعنة الطائفية التي تلاحقنا
على امتداد العقود الماضية لاحقتنا لعنة الطائفية في الدول العربية ودفعنا ولا نزال ندفع ثمنا فادحا لهذه اللعنة.
لعنة الطائفية لم تحل بنا لأن مجتمعاتنا العربية تعرف تنوعا دينيا وطائفيا او بها أقليات، فهذا هو حالها عبر التاريخ وهذا في حد ذاته مصدر اثراء وقوة.
اللعنة حلت بنا بسبب وجود مشاريع لدول وقوى أجنبية تستهدف دولنا ومجتمعاتنا، وتسعى لتحقيق اهداف استراتيجية كبرى لهذه الدول والقوى، وتعتبر الورقة الطائفية أكبر اوراقها على الاطلاق وسعت الى استخدامها سياسيا.
نشير هنا خصوصا الى مشروعين كبيرين في المنطقة العربية شهدنا ما لحق بنا من اخطار بسببهما في السنوات الطويلة الماضية:
1- المشروع الإيراني الذي انطلق بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران، وهو كما نعلم مشروع طائفي توسعي سعى إلى اضعاف وتدمير دول عربية املا في فرض هيمنة إيرانية.
المشروع الإيراني سعى إلى استخدام ورقة الشيعة العرب كأكبر ورقة لحساب المصالح الإيرانية. وفي سبيل ذلك اجج الخلافات والصراعات الطائفية، وانشأ قوى ومليشيات عميلة له في عدة دول عربية وسعى من خلالها إلى تدمير هذه الدول. ونعرف جميعا ما حل بدولنا العربية بسبب هذا المشروع.
2 – المشروع الغربي، وهو أيضا مشروع استراتيجي أهدافه وابعاده معلنة ومعروفة.
المشروع الغربي قام على تمزيق الدول العربية وتقسيمها إلى دويلات، وفي القلب من هذا المشروع استخدام الطائفية وورقة الأقليات في الدول العربي أداة أساسية لتحقيق أهدافه.
المشروعان الإيراني والغربي التقيا اذن عند اهداف واحدة هي اضعاف وتدمير الدول العربية واغراقها في الفوضى، واستخدام الطائفية أداة أساسية.
شهدنا على امتداد السنوات الطويلة الماضية النتائج الكارثية لاستخدام الطائفية أداة للمشروعين والثمن الفادح الذي دفعته دولنا.
أول هذه النتائج كان تأجيج الفتن والصراعات الطائفية في عديد من الدول العربية. لم تقف هذه الفتن والصراعات عند الحدود السياسية، وانما شهدت عديد من دولنا صراعات طائفية دموية مسلحة راح ضحيتها عشرات الآلاف.
وثاني هذه النتائج انه جرى تدمير مؤسسات الدولة بحيث أصبحت عاجزة تماما لا حول لها ولا قوة في مواجهة القوى والمليشيات الطائفية التي فرضت سطوتها وهيمنت على مقدرات الدولة.
ثالث هذه النتائج انه ارتبطت باستفحال الطائفية ظاهرة قوى ومليشيات عميلة للخارج تخدم اجندات اجنبية لا علاقة لها بأي مصلحة وطنية. هذه الحالة في حد ذاتها كرست قيم عدم الولاء للوطن واعلاء المصلحة الطائفية على أي مصلحة وطنية.
نعلم جميعا انه بسبب لعنة الطائفية على هذا النحو ضاعت أربع دول عربية بالمعنى الحرفي، هي لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن. ضاعت بمعنى ان الدولة لم تعد موجودة بالمعنى المفهوم المتعارف عليه، وأصبحت القوى والمليشيات الطائفية هي التي تحكم وتقرر، واستفحل الصراع الطائفي الى حدود خطيرة نعلمها. وفي خضم هذا لم تستطع تحقيق أي تقدم من أي نوع.
لماذا نثير موضوع لعنة الطائفية اليوم؟
لأنه في الفترة الماضية قرأت تقارير خطيرة تحذر من مرحلة جديدة من استخدام الطائفية كورقة كبرى في تطورات تشهدها دول عربية وخصوصا سوريا ولبنان.
بعبارة ادق، سوريا ولبنان شهدا قيادة جديدة تحاول الخروج من لعنة الطائفية واستعادة الدولة وبناء نظام جديد على أسس جديدة. في ظل هذا الوضع، هناك مخططات جديدة لتأجيج الطائفية واستخدامها لمحاولة مواجهة هذا التحول الجديد وافشاله.
وهذا حديث آخر بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك