فضح ببغاء ناطق يُدعى «مانجو» واحدة من أغرب قضايا المخدرات في بريطانيا، بعدما ظل يردد عبارة غريبة لكنها شديدة الدلالة: «اثنان مقابل 25»، وهي عبارة تستخدمها العصابات لتسعير المواد المخدرة في السوق السوداء، ما جعله شاهدًا غير متوقع في قضية جنائية معقدة.
وضبطت شرطة لانكشاير الببغاء أثناء مداهمة عدة منازل في بلاكبول، حيث تم العثور على كميات ضخمة من الهيروين والكوكايين، لكن المفاجأة كانت في حديث الببغاء، الذي لم يكتف بتقليد الأصوات بل كان يكرر عبارات مرتبطة ببيع المخدرات، فيما كان يلهو بأوراق نقدية أمام الكاميرا، ما وفر دليلًا مصورًا ساعد المحققين على تفكيك الشبكة.
وقاد الببغاء المحققين إلى زعيم العصابة آدم غارنيت، الذي كان يدير الإمبراطورية الإجرامية من داخل السجن بين عامي 2023 و2024 عبر هاتف محمول، حيث وُجدت مقاطع فيديو تُظهر الببغاء وهو يكرر عبارات البيع، إلى جانب تسجيلات لصفقات مخدرات وتوزيع الأموال، ما كشف حجم التنظيم والامتداد.
وأظهرت التحقيقات أن شانون هيلتون صديقة غارنيت كانت تُعلّم «مانجو» هذه العبارات أمام طفل صغير، بينما شارك في الشبكة عناصر آخرون، مثل دالبير ساندو الذي احتفظ بسجلات تفصيلية عن العمليات والأسعار، وجيسون جيراند، وغاريث بيرجيس الذي ظهر في فيديوهات موسيقية يمجد فيها الجرائم بالأموال المسروقة.
ومع تصاعد الأدلة، أصدرت محكمة «بريستون كراون» أحكامًا صارمة بحق 15 متهمًا في القضية، حيث نال زعيم الشبكة حكمًا بالسجن 19 عامًا و6 أشهر، وتوزعت الأحكام الأخرى على شركائه بالسجن مددا متفاوتة، بينما صدرت مذكرتا توقيف بحق متهمين فارّين تغيّبا عن جلسة النطق بالحكم.
وأكدت الشرطة أنها تواصل التحقيقات لتحديد مكان الفارّين، وشددت على أن هذه القضية تُظهر كيف يمكن لتفصيلة صغيرة -مثل جملة يرددها ببغاء- أن تفتح الباب لكشف شبكات إجرامية كاملة، وتعيد التأكيد أن لا أحد فوق القانون، مهما كانت وسيلة التمويه غير متوقعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك