كشفت صحيفة التلغراف عن طلب إيراني رسمي موجَّه إلى طالبان للحصول على قائمة تضم 25 ألف مواطن أفغاني تعاونوا مع بريطانيا، في محاولة لتعقّب عملاء محتملين لجهاز الاستخبارات البريطانية (MI6) داخل إيران، واستخدامهم كورقة ضغط في المفاوضات النووية المقبلة. السلطات الإيرانية شكلت لجنة خاصة بهذا الملف وبدأت بالفعل بتنفيذ عمليات اعتقال على الحدود.
القائمة المعروفة إعلاميًا بـ«قائمة الموت» تحتوي على أسماء وأرقام وعناوين شخصية لعسكريين وموظفين حكوميين أفغان تعاونوا مع القوات البريطانية وتقدموا بطلبات لجوء، وقد تم تسريبها عن طريق الخطأ من قبل جندي بريطاني قبل ثلاث سنوات، في واحدة من أسوأ التسريبات الأمنية في تاريخ بريطانيا الحديث، ما دفع الحكومة حينها إلى فرض حظر إعلامي صارم على تغطية القضية.
ووفقًا للتقارير، بدأ التنسيق بين طهران وطالبان يؤتي ثماره، حيث تم بالفعل اعتقال أحد الأفغان المدرجين في القائمة داخل الأراضي الإيرانية وتسليمه لمعسكرات الترحيل. من جهتها اعتبرت طالبان التسريب «كنزًا استخباراتيًا» وأمرت باعتقال أكبر عدد ممكن من الأشخاص الواردة أسماؤهم فيه، لاستخدامهم كورقة مساومة مع الغرب.
تأتي هذه التطورات بينما تقترب المهلة النهائية لتفعيل «آلية الزناد» من نهايتها، وهي الآلية التي قد تعيد فرض جميع العقوبات الدولية على إيران إذا لم تلتزم بشروط الاتفاق النووي. وقد ألمحت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى احتمال تأجيل تفعيل الآلية إذا قدمت طهران خطوات ملموسة، بينما تصر إيران على حقها في التخصيب النووي وتربط الملف بهويتها الوطنية.
ولطالما استخدم النظام الإيراني تكتيك احتجاز الرهائن كورقة مساومة في محادثاته مع الغرب؛ إذ تحتجز طهران حاليًا مواطنين من دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا، وتواجههم بتهم خطيرة كالتجسس لصالح أجهزة استخبارات أجنبية. ويعتبر مراقبون هذا النمط من الابتزاز أداة ضغط فعّالة ولكنها خطيرة، قد تزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي في الأسابيع المقبلة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك