العدد : ١٧٣٠٤ - الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٤ - الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

من كندا إلى لندن: قراءة في التحولات الدبلوماسية الغربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

يشهد‭ ‬العالم‭ ‬تحولًا‭ ‬متسارعًا‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬تتعالى‭ ‬الأصوات‭ ‬المطالِبة‭ ‬بالاعتراف‭ ‬الرسمي‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتراف‭ ‬147‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬193‭ ‬دولة‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بفلسطين‭ ‬كدولة‭ ‬مستقلة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬المؤيد‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬والذي‭ ‬استمر‭ ‬لعقود‭ ‬بين‭ ‬حكومات‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الغربية‭ ‬الرائدة،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قائمًا،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬اعتراف‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬السبع‭ ‬الكبرى،‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬غربي‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬رسميًا‭ ‬بوجود‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭.‬

وقد‭ ‬تسبب‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬والغزو،‭ ‬والاحتلال،‭ ‬والتضييق‭ ‬المتعمد‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لغزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تحالف‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرف،‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬وإن‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬23‭ ‬شهرًا‭ ‬من‭ ‬إلحاق‭ ‬معاناة‭ ‬هائلة‭ ‬بملايين‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وأعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬عن‭ ‬نيته‭ ‬اعتراف‭ ‬باريس‭ ‬بفلسطين‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يوليو‭ ‬2025،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬انعقاد‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬وتبعه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬السير‭ ‬كير‭ ‬ستارمر،‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬عزم‭ ‬حكومة‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتحقيق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

وعزز‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬المتزايد‭ ‬إعلان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الكندي‭ ‬مارك‭ ‬كارني‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬يوليو‭ ‬عن‭ ‬خطط‭ ‬حكومته‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أثناء‭ ‬دورة‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وكان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الكندي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ممثلي‭ ‬15‭ ‬دولة‭ ‬غربية‭ ‬الذين‭ ‬أعربوا‭ ‬مؤخرًا‭ ‬عن‭ ‬رغبتهم‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬اعتراف‭ ‬أوسع‭. ‬وأوضح‭ ‬جان‭ ‬نويل‭ ‬بارو،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي،‭ ‬أن‭ ‬اللقاء‭ ‬كان‭ ‬بهدف‭ ‬دعوة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يفصحوا‭ ‬عن‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للانضمام‭ ‬إلينا‭. ‬

وقد‭ ‬أكدت‭ ‬ملاك‭ ‬بن‭ ‬سلامة‭ ‬دبدوب،‭ ‬محاضرة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬بجامعة‭ ‬رويال‭ ‬هولواي‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يمثل‭ ‬خروجًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬عن‭ ‬الإجماع‭ ‬الغربي‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬بشأن‭ ‬تأجيل‭ ‬أي‭ ‬اعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬مفاوضات‭ ‬الوضع‭ ‬النهائي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التوقعات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أستراليا‭ ‬ونيوزيلندا‭ ‬هما‭ ‬الأكثر‭ ‬ترجيحًا‭ ‬للالتزام‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بفلسطين،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬ألمانيا‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬عضوا‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع،‭ ‬حذوهما‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬حيث‭ ‬رد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬سابقًا‭ ‬إعلانات‭ ‬باريس‭ ‬ولندن،‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬كارني‭ ‬بالتهديد‭ ‬بمفاوضات‭ ‬تجارية‭ ‬قد‭ ‬تجلب‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكندي‭. ‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬إذا‭ ‬انضمت‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬الإجماع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصعد‭ ‬واشنطن‭ ‬ضغوطها‭ ‬‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬‭ ‬لمنع‭ ‬ذلك‭.‬

وبعيد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬التزام‭ ‬ماكرون‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية،‭ ‬وبعد‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬ستارمر،‭ ‬تحدث‭ ‬كارني‭ ‬إلى‭ ‬الصحفيين‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬بلاده‭ ‬الطويل‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نيتها‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬سبتمبر،‭ ‬لأن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قد‭ ‬التزمت‭ ‬بقيادة‭ ‬الإصلاح‭ ‬الذي‭ ‬تشتد‭ ‬الحاجة‭ ‬إليه‭. ‬

وتمامًا‭ ‬كما‭ ‬استجاب‭ ‬ماكرون‭ ‬وستارمر‭ ‬للدعوات‭ ‬المتزايدة‭ ‬للتحرك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬برلمانيين‭ ‬وقانونيين‭ ‬ومسؤولين‭ ‬سابقين‭ ‬وحقوقيين،‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬كارني،‭ ‬فقد‭ ‬حثه‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬سفير‭ ‬ودبلوماسي‭ ‬كندي‭ ‬سابق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحذو‭ ‬حذو‭ ‬نظرائه،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬لن‭ ‬يعزز‭ ‬فقط‭ ‬التزامنا‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬بتقرير‭ ‬مصير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬رفضنا‭ ‬التام‭ ‬لأي‭ ‬مخطط‭ ‬لتهجير‭ ‬أو‭ ‬طرد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أعلنت‭ ‬لندن‭ ‬عن‭ ‬عزمها‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرف،‭ ‬كما‭ ‬وصف‭ ‬ستارمر،‭ ‬خطوات‭ ‬جوهرية‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وعدم‭ ‬ضم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وثق‭ ‬أندرو‭ ‬روث،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬كيف‭ ‬تمحورت‭ ‬مطالب‭ ‬كندا‭ ‬حول‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2026‭ ‬تُحظر‭ ‬فيها‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬إصلاحات‭ ‬ديمقراطية‭ ‬أخرى‭.‬

وعطفًا‭ ‬على‭ ‬كون‭ ‬كندا‭ ‬ثالث‭ ‬دولة‭ ‬غربية‭ ‬تلتزم‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬ذاته،‭ ‬فمن‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭ ‬نفسه‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬التالية‭ ‬التي‭ ‬ستقتدي‭ ‬بهذا‭ ‬النهج؟‭ ‬وكم‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬حاليًا‭ ‬بفلسطين،‭ ‬والتي‭ ‬ستفعل‭ ‬ذلك‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬القادمة؟

ويمكن‭ ‬رؤية‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يُحتمل‭ ‬التزامها‭ ‬بالبيان‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬حول‭ ‬فلسطين،‭ ‬والذي‭ ‬عُقد‭ ‬أواخر‭ ‬يوليو‭ ‬2025،‭ ‬وأشارت‭ ‬إليه‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬باسم‭ ‬نداء‭ ‬نيويورك‭. ‬فإلى‭ ‬جانب‭ ‬فرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وجمهورية‭ ‬أيرلندا‭ ‬والنرويج‭ ‬وسلوفينيا،‭ ‬التي‭ ‬اعترفت‭ ‬جميعها‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬التزامها‭ ‬بذلك،‭ ‬انضمت‭ ‬حكومات‭ ‬أستراليا‭ ‬وفنلندا‭ ‬وأيسلندا‭ ‬ونيوزيلندا‭ ‬والبرتغال‭ ‬إلى‭ ‬كندا‭ ‬في‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التزامها‭ ‬الراسخ‭ ‬برؤية‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬واستعدادها‭ ‬أو‭ ‬اعتبارها‭ ‬الإيجابي‭ ‬لإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬رسمية‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬أستراليا،‭ ‬كتب‭ ‬جاكوب‭ ‬غريبر‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬الأسترالية‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬أصبح‭ ‬مسألة‭ ‬متى‭ ‬وكيف‭ ‬تعترف‭ ‬أستراليا‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬حيث‭ ‬ورد‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأسترالي،‭ ‬أنتوني‭ ‬ألبانيز،‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لتحول‭ ‬تاريخي،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مترددًا‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭. ‬وفي‭ ‬تقييمه،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التردد‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ذات‭ ‬مغزى‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬رمزية‭. ‬

وتأمل‭ ‬دونالد‭ ‬روثويل،‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأسترالية،‭ ‬في‭ ‬دلالة‭ ‬إشارة‭ ‬الزخم‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأسترالي‭ ‬بفلسطين‭ ‬أصبح‭ ‬أمرًا‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭ ‬الآن‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬يظل‭ ‬احتمال‭ ‬انضمام‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأخرى‭ ‬للاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬غير‭ ‬مؤكد‭. ‬ففي‭ ‬حالتي‭ ‬ألمانيا‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬التايمز‭ ‬أن‭ ‬ممثلي‭ ‬هاتين‭ ‬الدولتين‭ ‬في‭ ‬بروكسل‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يعارضون‭ ‬اقتراح‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬القاضي‭ ‬باستبعاد‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬العلوم‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬رفضهم‭ ‬تعليق‭ ‬الترتيبات‭ ‬التجارية‭ ‬التفضيلية‭ ‬معها‭. ‬وقد‭ ‬جادلت‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالية،‭ ‬جورجيا‭ ‬ميلوني،‭ ‬بأن‭ ‬اعتراف‭ ‬حكومتها‭ ‬رسميًا‭ ‬بشيء‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬سيكون‭ ‬أمرًا‭ ‬عكسيًا‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬انتقد‭ ‬هنري‭ ‬دونوفان،‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬ذا‭ ‬سبيكتاتور،‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـالانقلاب‭ ‬الأخلاقي‭ ‬للمستشار‭ ‬الألماني‭ ‬فريدريش‭ ‬ميرز،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬رد‭ ‬فعله‭ ‬المتهاون‭ ‬تجاه‭ ‬تدمير‭ ‬إسرائيل‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭. ‬كما‭ ‬أظهرت‭ ‬تعليقات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الألماني،‭ ‬يوهان‭ ‬فادفول،‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬تعتبر‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬هو‭ ‬نهاية‭ ‬العملية،‭ ‬لا‭ ‬بدايتها،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬رفض‭ ‬برلين‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬حلفائها‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬إقراره‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬الآن‭.‬

وعند‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬استمرار‭ ‬الزخم‭ ‬المتصاعد‭ ‬للاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬يبقى‭ ‬موقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عاملًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬بشدة،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬نفوذ‭ ‬سياسي‭ ‬واقتصادي‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬حلفائها‭ ‬لمنعهم‭ ‬من‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الدولي‭.‬

فعندما‭ ‬جدد‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬تعهده‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المقبلة،‭ ‬ردّ‭ ‬ترامب‭ ‬بسخرية،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬تصريحات‭ ‬ماكرون‭ ‬لا‭ ‬تهم،‭ ‬وأن‭ ‬دعوته‭ ‬لبقية‭ ‬الدول‭ ‬لاتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬مماثل‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬أي‭ ‬وزن‭. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬فقد‭ ‬أنكر‭ ‬ترامب‭ ‬أنه‭ ‬ناقش‭ ‬المسألة‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬خلال‭ ‬لقائهما‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬السابق،‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬رأي‭ ‬بشأن‭ ‬قرار‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬سياسة‭ ‬كندا،‭ ‬فقد‭ ‬هدد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بإلغاء‭ ‬المفاوضات‭ ‬التجارية‭ ‬الجارية‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬كارني،‭ ‬وكتب‭ ‬على‭ ‬منصته‭ ‬تروث‭ ‬سوشيال‭ ‬أن‭ ‬إعلان‭ ‬أوتاوا‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬تجارية‭ ‬جديدة‭. ‬وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬برسوم‭ ‬يوم‭ ‬التحرير‭ ‬الجمركية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬حدّدت‭ ‬واشنطن‭ ‬مهلة‭ ‬تنتهي‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬لإبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة،‭ ‬مما‭ ‬يضع‭ ‬كندا‭ ‬أمام‭ ‬تهديدات‭ ‬محتملة‭ ‬بفرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬بنسبة‭ ‬35%‭ ‬على‭ ‬صادراتها‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهي‭ ‬أكبر‭ ‬أسواقها‭ ‬الخارجية‭. ‬

ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬تهديدات‭ ‬الرسوم‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬50%،‭ ‬تساءل‭ ‬ويليام‭ ‬لورانس،‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬والأستاذ‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بواشنطن،‭ ‬قائلًا‭: ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬تبنى‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬نفس‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬بريطانيا‭ ‬لإسرائيل؟‭ ‬وأجاب‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيُحدث‭ ‬تأثيرًا‭ ‬فعليًا‭ ‬على‭ ‬ترامب‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬النفوذ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬الذي‭ ‬تفرضه‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬شركائها‭ ‬قد‭ ‬يُبطئ‭ ‬الزخم‭ ‬الدولي‭ ‬الداعم‭ ‬للاعتراف‭ ‬بفلسطين‭.‬

وقد‭ ‬أبرزت‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬اعتراف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سيجعل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بها‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الاستثنائي،‭ ‬والذي‭ ‬وصفه‭ ‬بول‭ ‬آدامز‭ ‬من‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬بأنه‭ ‬أقلية‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬واحد،‭ ‬فإن‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬تتبناه‭ ‬بفخر،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬امتدادًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وأظهر‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬مؤسسة‭ ‬جالوب‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الدعم‭ ‬الشعبي‭ ‬لحرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬32%‭ ‬فقط،‭ ‬أي‭ ‬بتراجع‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬10%‭ ‬منذ‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭. ‬وحتى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬المحسوبين‭ ‬على‭ ‬تيار‭ ‬ترامب‭ ‬اجعلوا‭ ‬أمريكا‭ ‬عظيمة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬بدأوا‭ ‬الآن‭ ‬بإدانة‭ ‬ما‭ ‬وصفوه‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ورغم‭ ‬هذا‭ ‬التحول،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ترامب‭ ‬يكرر‭ ‬المزاعم‭ ‬غير‭ ‬المثبتة‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬وفريقه‭ ‬من‭ ‬المتشددين،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬اعتراف‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يُعد‭ ‬مكافأة‭ ‬لحماس‭.‬

كما‭ ‬تستمر‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬عنادها‭ ‬ورفضها‭ ‬إلقاء‭ ‬السلاح‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬فشل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬ويليام‭ ‬لورانس‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬بأن‭ ‬الجميع‭ ‬يتحرك‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مُصرًا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬غير‭ ‬مشروط‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تعارض‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬تطلعات‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أنفسهم‭.‬

وفي‭ ‬سابقة‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬استخدمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حق‭ ‬النقض،‭ ‬الفيتو،‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لإسقاط‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬يمنح‭ ‬فلسطين‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تُصعّد‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬تحركاتها‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬أي‭ ‬اعتراف‭ ‬إضافي‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تقييم‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يغفل‭ ‬السياق‭ ‬الأشمل‭. ‬وكما‭ ‬أشارت‭ ‬دبدوب،‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث،‭ ‬فرنسا،‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وكندا،‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬نيتها‭ ‬الاعتراف‭ ‬بفلسطين‭ ‬لم‭ ‬تُرفق‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأي‭ ‬خطوات‭ ‬ملموسة،‭ ‬سواء‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬أو‭ ‬وقف‭ ‬صادرات‭ ‬السلاح‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬أو‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬معها‭.‬

وبحسب‭ ‬دبدوب،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬للإجراءات‭ ‬المصاحبة‭ ‬يُظهر‭ ‬خطر‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬الاعتراف‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬رمزية‭ ‬سياسية‭ ‬لا‭ ‬تُحدث‭ ‬أي‭ ‬فارق‭ ‬فعلي‭ ‬بالنسبة‭ ‬للملايين‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬العنف‭ ‬والقمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتواصل‭.‬

رغم‭ ‬الزخم‭ ‬المتزايد‭ ‬نحو‭ ‬الاعتراف‭ ‬بفلسطين،‭ ‬فإن‭ ‬غياب‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬مصاحبة‭ ‬يهدد‭ ‬بتحويل‭ ‬هذه‭ ‬الاعترافات‭ ‬إلى‭ ‬مجرّد‭ ‬رموز‭ ‬سياسية،‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬تساؤلات‭ ‬حقيقية‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا