العدد : ١٧٣٠٣ - الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٣ - الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ صفر ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

العطش يفتك بغزة وسط تلوث المياه الجوفية وتضرر البنية التحتية

الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

غزة‭/‬القاهرة‭ ‬‭ (‬رويترز‭): ‬يضطر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬الذين‭ ‬نهش‭ ‬الجوع‭ ‬أبدانهم‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬مسافات‭ ‬عبر‭ ‬المناطق‭ ‬المدمرة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لجلب‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬لأغراض‭ ‬الشرب‭ ‬والنظافة،‭ ‬في‭ ‬ترحال‭ ‬لا‭ ‬يوفر‭ ‬لهم‭ ‬رغم‭ ‬مشقته‭ ‬إلا‭ ‬قدرا‭ ‬يسيرا‭ ‬من‭ ‬المطلوب‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الناس‭. ‬

وبينما‭ ‬تحول‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬الجوع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬مبادرة‭ ‬التصنيف‭ ‬المتكامل‭ ‬لمراحل‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وهي‭ ‬مرصد‭ ‬عالمي‭ ‬للجوع،‭ ‬إن‭ ‬مجاعة‭ ‬تتكشف‭ ‬هناك‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬22‭ ‬شهرا،‭ ‬فإن‭ ‬أزمة‭ ‬المياه‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬وفقا‭ ‬لمنظمات‭ ‬الإغاثة‭. ‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المياه‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬وحدات‭ ‬تحلية‭ ‬صغيرة‭ ‬تابعة‭ ‬لمنظمات‭ ‬الإغاثة،‭ ‬فإن‭ ‬معظمها‭ ‬يستخرج‭ ‬من‭ ‬آبار‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬مياه‭ ‬جوفية‭ ‬شديدة‭ ‬الملوحة‭ ‬وأصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬تلوثا‭ ‬بسبب‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والمواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬التي‭ ‬تتسرب‭ ‬من‭ ‬الأنقاض،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬حالات‭ ‬الإسهال‭ ‬والالتهاب‭ ‬الكبدي‭. ‬

وتوقف‭ ‬الضخ‭ ‬عبر‭ ‬خطوط‭ ‬المياه‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تغذي‭ ‬غزة‭ ‬بمعظم‭ ‬مياهها‭ ‬النظيفة‭. ‬وأوقفت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إمدادات‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬عن‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬العدوان‭. ‬ورغم‭ ‬استئنافها‭ ‬لبعض‭ ‬الإمدادات‭ ‬لاحقا،‭ ‬فإن‭ ‬خطوط‭ ‬المياه‭ ‬تعرضت‭ ‬لأضرار‭. ‬ويقول‭ ‬مسؤولو‭ ‬سلطة‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬أي‭ ‬مياه‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭. ‬

ولحق‭ ‬الدمار‭ ‬بمعظم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭. ‬وتعتمد‭ ‬مضخات‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬مولدات‭ ‬صغيرة،‭ ‬والتي‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬النادر‭ ‬توافر‭ ‬الوقود‭ ‬لها‭. ‬

ويقول‭ ‬معاذ‭ ‬مخيمر،‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬23‭ ‬عاما‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬طالبا‭ ‬جامعيا‭ ‬قبل‭ ‬العدوان،‭ ‬إنه‭ ‬يضطر‭ ‬الى‭ ‬السير‭ ‬مسافة‭ ‬كيلومتر‭ ‬تقريبا‭ ‬والوقوف‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬مدة‭ ‬ساعتين‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مياه‭. ‬ويضطر‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬الى‭ ‬القيام‭ ‬بالمهمة‭ ‬ذاتها‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬يوميا‭. ‬ويقوم‭ ‬بوضع‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬عربة‭ ‬يدوية‭ ‬معدنية‭ ‬صغيرة‭ ‬عائدا‭ ‬إلى‭ ‬خيمة‭ ‬العائلة‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬وعرة‭. ‬

ويتساءل‭ ‬مخيمر‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬متى‭ ‬سوف‭ ‬نضطر‭ ‬إلى‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحال؟‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬ينقل‭ ‬عبوتين‭ ‬كبيرتين‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬شديد‭ ‬الملوحة‭ ‬لاستخدامهما‭ ‬في‭ ‬التنظيف‭ ‬وعبوتين‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬النظيف‭ ‬للشرب‭. ‬

وقالت‭ ‬والدته‭ ‬أم‭ ‬معاذ‭ (‬53‭ ‬عاما‭) ‬إن‭ ‬ابنها‭ ‬يقوم‭ ‬بإحضار‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬لها‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬الكبيرة‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬شخصا‭ ‬وتعيش‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الخيام‭ ‬في‭ ‬دير‭ ‬البلح‭ ‬وسط‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬

وأضافت‭ ‬‮«‬الأطفال‭ ‬يأتون‭ ‬ويذهبون،‭ ‬والجو‭ ‬حار‭. ‬يظلون‭ ‬يشعرون‭ ‬بالعطش‭. ‬من‭ ‬يدري‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬سنستطيع‭ ‬الملء‭ ‬غدا‭ ‬مجددا؟‮»‬‭. ‬

ويتكرر‭ ‬الكفاح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نقطة‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬القطاع‭ ‬الصغير‭ ‬المكتظ‭ ‬بالسكان‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬الجميع‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬إيواء‭ ‬مؤقتة‭ ‬أو‭ ‬خيام‭ ‬بدون‭ ‬مرافق‭ ‬صرف‭ ‬صحي‭ ‬أو‭ ‬سبل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظافة‭ ‬العامة‭ ‬ولا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬للشرب‭ ‬والطهي‭ ‬والغسيل،‭ ‬وسط‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭. ‬

وقال‭ ‬جيمس‭ ‬إلدر‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‭ (‬اليونيسف‭) ‬إن‭ ‬الحرمان‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬أصبح‭ ‬قاتلا‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الجوع‭ ‬والجفاف‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب،‭ ‬بل‭ ‬أصبحا‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬المباشرة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا