صاحبة أول روضة في البحرين تطبق أسلوب الرياضيات الذهنية في تعليم الأطفال..
من أوائل المؤسسين للحضانات في منطقة سار.. سيدة الأعمال بوران خليل الأنصاري لـ«أخبار الخليج»:
من أقوال فيكتور هوجو: «لا قوة كقوة الضمير.. ولا مجد كمجد الذكاء»!
من هنا جاءت أهمية الرياضيات الذهنية، التي تعتبر إحدى وسائل تنمية الذكاء، حيث يكون الاعتماد فيها بالأساس على التفكير الذاتي، واستخدام العقل للقيام بالعمليات الحسابية من دون أي مساعدة من الآلات أو الأجهزة، وهي من المهارات الضرورية التي يجب أن يتدرب عليها البشر خاصة في مراحل العمر الأولي.
وانطلاقا من هذه القناعة أسست سيدة الأعمال بوران خليل الأنصاري أول روضة في البحرين تعتمد على أسلوب الرياضيات الذهنية في التعليم، حيث ترى أنها عبارة عن لعبة مهارات يكون فيها العنصر الذهني أهم من البدني، وهي تسمح للأطفال بإجراء العمليات الحسابية في رؤوسهم وتدريبهم على ذلك بهدف رفع درجة الذكاء لديهم، وذلك منذ نعومة أظفارهم، لتصبح مع الوقت والممارسة والتدريب جزءا من طريقة تفكيرهم يرتبط بواقع حياتهم اليومية.

هي تؤمن بحق بأنه إذا أردنا أن نحقق السلام الحقيقي في العالم فعلينا ان نبدأ بتعليم الأطفال، ولكن ليس أي تعليم، بل ذلك الذي من شأنه أن ينمي ويطور من ذكائهم الذي يقاس بالطبع بأفعالهم وانجازاتهم، لذلك راحت تبحث عن أقصر الطرق التي يمكن من خلالها تطوير القدرات الذهنية لدي الجيل الجديد حتى لو تم ذلك باللعب، ومن ثم تحقيق النجاح والسعادة في الحياة.
حول هذه التجربة التعليمية التربوية الخاصة كان الحوار التالي:
حدثينا عن طفولتك؟
منذ صغري وأنا أعشق التعامل مع الأطفال والاختلاط بهم ومساعدتهم، هذا فضلا عن حبي للعديد من الهوايات منها الفن والسباحة والقراءة والسفر، أما حلمي في ذلك الوقت فكان أن أصبح طبيبة أو امتلك مشروعا خاصا، ولكني لم أتمكن من تحقيق حلم الطب لأسباب خاصة، وقد قادتني الظروف إلى دراسة تخصص الإدارة والتسويق بجامعة البحرين، وبعد التخرج عملت في شركة طيران الخليج مدة 16 عاما.
متى جاءت فكرة مشروعك الخاص؟
بعد رحلة العمل الطويلة بشركة طيران الخليج وحصولي على رسالة الماجستير تقاعدت مبكرا، وهنا فكرت في تحقيق حلم المشروع الخاص الذي ظل يراودني سنوات طوال، وقد قررت أن يرتبط بمجال تعليم الأطفال على اعتبار انهم يمثلون المستقبل لأي مجتمع، ولكن ليس أي تعليم بل ذلك الذي يسهم بشكل كبير في تشكيل شخصيتهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الذهنية ومن هنا جاءت فكرة استخدام أسلوب الرياضيات الذهنية.
كيف كانت البدايات؟
حين فكرت في مشروع يخدم الطفل ومن ثم المجتمع ويكون في مجال التعليم أنشأت حضانة في منطقة سار، وكانت من أوائل الحضانات حينذاك في تلك المنطقة، وبعد فترة من نجاح المشروع وبناء جسر قوي من الألفة والمحبة والاحترام مع أولياء الأمور قررت افتتاح أول روضة من نوعها تعتمد على التعليم بتطبيق أسلوب الرياضيات الذهنية بشكل أساسي وقد لاقت ترحيبا شديدا من الآباء.
لماذا الرياضيات الذهنية؟
الرياضيات الذهنية ترتبط بشكل أساسي بالذاكرة التي تصبح مع الوقت في وضع الاستعداد والجاهزية لاستدعاء المعلومات، ويتم ذلك بالتدريب أسرع فأسرع الأمر الذي يترك آثاره على جميع المواد الدراسية وليس مادة الرياضيات فقط، فالحساب الذهني مهم للغاية بالنسبة للطفل ويساعده على على إجراء عمليات حسابية دون أي مساعدة من الآلات الحاسبة أو الكتابة، وهو من المهارات الضرورية التي يجب ان يتدرب عليها العقل البشري منذ الصغر سواء في التعليم أو في الحياة الطبيعة اليومية، كما أنه يسهم في تطوير مهارات الملاحظة الدقيقة، ويعزز من الثقة بالنفس ومن تنشيط الدماغ، إلى جانب تطوير الجانب العاطفي والانفعالي والإعداد الجيد لممارسة الحياة اليومية.
التحدي الأصعب؟
أصعب تحدٍّ بالنسبة لي عند إطلاق المشروع كان إتمام الإجراءات المطلوبة مع الجهات المعنية، حيث استغرق ذلك حوالي عام حتى رأى مشروعي النور، ولله الحمد جاء الحصاد ثمينا من المشروعين، وكم أنا فخورة بما اقدمه في سبيل تطوير مهارات الأطفال المختلفة ومواكبتهم للتكنولوجيا الحديثة في مختلف المجالات، خاصة في هذا العصر المتسارع التغيير الذي صنع جيلا مغايرا تماما عن ذويه في العصر السابق، فطفل اليوم أكثر انفتاحا وتطورا، وتمتعا بذكاء عالٍ، ولقد حرصت على تأكيد قيمة استخدام الورقة والقلم والعودة إلى ذلك وهي عملية صعبة بالطبع، لكن لا بد من ترغيب الأطفال في هذا الأمر، كما أدخلت وسائل حديثة في التعليم منها الواقع الافتراضي والروبوتيكس والتوست ماسترز ضمن المناهج لمواكبة كل ما هو جديد من حولنا.
وما أهمية تلك الوسائل الحديثة؟
التوست ماسترز هي منظمة عالمية تساعدك على تحسين وتطوير مهارات التواصل والالقاء والخطابة والقيادة، وهناك منهج متكامل عن مهارات التواصل والتدريب على القيادة مثل الاصغاء والتفكير النقدي وتقديم التعقيب والتحفيز، أما الواقع الافتراضي فهو يسمح بإمكانية التنقل عبر مساحة خيالية بالكامل، وهي بيئة اصطناعية توجد في الصور وليس في الحياة الواقعية، ومنذ فترة ليست ببعيدة كان يعرف بأنه جهاز خداع في أفلام الخيال العلمي اما الآن فهو عبارة تقنية واقعية ابتكارية في كل أنواع التطبيقات الاحترافية وتتزايد في الانتشار مع تطبيقات تمتد لتشمل الألعاب والترفيه وحتى الطب والقطاع العسكري.
عوامل تحقيق النجاح؟
من أهم الصعوبات التي واجهتها عبر مسيرتي هي تحقيق الموازنة بين العمل وطموحاتي المهنية والحياة الشخصية ورعاية أسرتي، وهو تحدٍ مستمر يواجه أي امرأة عاملة، ولذلك كان لزاما على تحديد الأولويات وإدارة الوقت بحسب أهمية المسؤوليات والمهام بهدف تحقيق التكامل بينهم جميعا، ولا شك ان دعم ومساندة زوجي لي في كل خطوة من خطواتي كان لها أثر طيب في تحقيق أهدافي، هذا فضلا عن تشجيع والدتي لإطلاق مشروعي، الأمر الذي دفعني إلى تحقيق ما كنت أصبو إليه.
نقطة ضعفك؟
يمكن القول بأنني أجد نفسي شخصية قوية وصبورة ومثابرة ولله الحمد، ويرجع الفضل في ذلك إلى والدي الذي تعلمت منه تلك الصفات إلى جانب الانضباط والالتزام والنظام، أما نقطة ضعفي فهي أبنائي، وهو حال غالبية الأمهات، وبصفة عامة تبقي كل امرأة بحاجة إلى الدعم المعنوي من جميع من حولها، وخاصة القريبين منها وهو أمر مهم للغاية، وهذا ما قدمه لي زوجي وأهلي، وكم انا فخورة بالمرأة البحرينية وبما وصلت إليه وحققته على مختلف الأصعدة، واتمنى حصولها على مزيد من الدعم سواء أكان ماديا أو معنويا.
أهم احتياجات الجيل الجديد؟
أنا أرى أن الترابط الأسري من أهم احتياجات الجيل الجديد خاصة في ظل عصر العالم الافتراضي الذي بات من أهم سماته وأصبح كل منا كبارا وصغارا يعيش منعزلا عن الآخر تحت سماء هذا العالم، لذلك تأتي هنا أهمية غرس قيمة التقارب بين أفراد العائلة في نفوس أبنائنا، إلى جانب تقبل واحترام الآخر عبر تعلم أسلوب التعامل والتواصل فيما بيننا، وهذا ما أحرص على تعليمه لأطفالنا من خلال المناهج المحلية والخارجية التي تهدف إلى تطوير مهاراتهم البشرية الحياتية.
مبدأ تسيرين عليه دوما؟
مبدئي دائما الذي أسير عليه عبر مسيرتي هو ان أكون انسانة واقعية، أعمل بضمير، وأراعي الخالق في كل ما أقوم به، وقدوتي في ذلك والدتي التي علمتني أجمل القيم في الحياة، وكم أعتز بشدة بمقولتها التي لا تفارق مخيلتي دائما وأبدا وكان لها أثر كبير في تشكيل شخصيتي وهي: «كوني أنت.. كوني نفسك» وتلك هي رسالتي إلى أي امرأة، أن تؤمن بنفسها وبقدراتها وطاقاتها، وأن تسعى لتحقيق شغفها بكل اصرار مهما واجهت من عثرات أو صعاب، وأن تتذكر دائما ما تركه عالم النساء من بصمات واضحة ومميزة ومؤثرة وعلى مختلف الأصعدة.
حلمك القادم؟
أحلم اليوم بأن أصبح سفيرة لوطني في المستقبل وهو حلم متجذر بعمق بداخلي منذ سنوات طوال، وكلي أمل في أن يتحقق حتى يصبح لي دور في إحداث تأثير إيجابي من حولي، انطلاقا من ايماني العميق بقوة تأثير الحوار واستخدام المهارات والخبرات المتراكمة التي أتمتع بها في عكس الصورة الصحيحة لمملكتنا الحبيبة أمام العالم.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك