اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
مرحلة الضبابية
كشف تقرير الاستثمار العالمي عام 2025 انخفاضا في الاستثمار الأجنبي العالمي خلال العام الماضي إلى 1.5 تريليون دولار وذلك بنسبة 11%، مشيرا الى ان مملكة البحرين من الدول التي شهدت ارتفاعا في معدلات المشاريع التي جرى إعلانها، إضافة الى رصد نمو انتقائي في الصورة الإقليمية لها، نظرا إلى المشاريع التي جرى إعلانها في وقت سابق خلال العام الماضي.
هذا التقرير الرائد في مجاله الذي صدر تحت عنوان «الاستثمار الدولي في الاقتصاد الرقمي» قدم رؤية شاملة حول اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر عالميا، حيث وفر تحليلا دقيقا لاتجاهات هذا الاستثمار موضحا أن البحرين وقعت حوالي 15 اتفاقية حول التجارة الالكترونية، ولافتا الى أن مملكة البحرين احتلت المرتبة الأولى خليجيا ضمن معدلات التدفق الداخلي والخارجي في الاستثمار الأجنبي المباشر.
بالطبع هذا الإنجاز المهم لمملكة البحرين لم يأت من فراغ بل هو نتاج سياسات واستراتيجيات مدروسة من قبل المعنيين بالأمر تحت قيادة صاحب السمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لاستقطاب الاستثمارات الرقيمة بما يدفع من عجلة التنمية الشاملة وتعزيز استدامتها على المدى الطويل.
ويبقى السؤال المطروح بقوة على الساحة اليوم هو: كيف يمكن لمملكة البحرين الحفاظ على هذه المكانة والإنجازات التي تحققت في ظل الأوضاع السياسية الراهنة؟
مما لاشك فيه أن الواقع الحالي يتطلب الاستعداد لآفاق سلبية للاستثمار الأجنبي بسبب انعدام اليقين الذي تولده الأزمات السياسية بشكل عام، هذا فضلا عن التأهب لمواجهة الحرب التجارية العالمية، والتي من شأنها أن تؤثر على مستويات الإنفاق والاستثمار في شتى أنحاء العالم.
هذه الحرب تدور في منطقة شديدة الحساسية بالنسبة الى التجارة العالمية، ويتوقع الخبراء أنها ستثقل من كاهل الاقتصاد العالمي على نحو غير مسبوق، لذلك يراقب المستثمرون عن كثب ما يحدث على الساحة وكذلك الآثار السلبية التي سوف تنتج فيما يتعلق بارتفاع التضخم وإضعاف الثقة على كافة المستويات.
لذلك يبقي التحدي الأكبر الذي يواجه مملكتنا اليوم هو التخطيط الاستراتيجي الشامل للتصدي لما قد تخلفه تلك الحرب على كافة الأصعدة في ظل دخول الاقتصاد العالمي مرحلة جديدة من الضبابية وعدم اليقين.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك