العدد : ١٧٢٩٩ - الأحد ٠٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٩ - الأحد ٠٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ صفر ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الكويت في الذكرى الـ35

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬جيلنا‭.. ‬والأجيال‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬وعاصرت‭ ‬أحداث‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬الكويت‭.. ‬يتذكر‭ ‬جيدا‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬انعطافا‭ ‬خطيرا،‭ ‬مصيريا‭ ‬ومحوريا‭ ‬للأمة‭ ‬العربية،‭ ‬مازلنا‭ ‬نعيش‭ ‬آثاره‭ ‬وتداعياته‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

لم‭ ‬نكن‭ ‬من‭ ‬متابعي‭ ‬قناة‭ ‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‭.. ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعرف‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬الفضائيات‭.. ‬هذه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬كنا‭ ‬نتابع‭ ‬الغزو‭ ‬الغاشم‭ ‬ثم‭ ‬حرب‭ ‬التحرير‭ ‬والضربات‭ ‬العسكرية‭ ‬بالبث‭ ‬والنقل‭ ‬المباشر‭.. ‬وكنا‭ ‬نسمع‭ ‬صفارات‭ ‬الإنذار‭.. ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬وصفارات‭ ‬الإنذار‭.. ‬أعادت‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬ذكريات‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬العصيبة‭ ‬والتجربة‭ ‬المريرة‭.‬

الثاني‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬1990‭ ‬كان‭ ‬يوما‭ ‬كارثيا‭ ‬بحق‭ ‬الكلمة،‭ ‬عانت‭ ‬الكويت‭ ‬والكويتيين،‭ ‬كما‭ ‬عانى‭ ‬أهل‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خصوصا‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬عموما‭.. ‬لكن‭ ‬خصوصية‭ ‬العلاقات،‭ ‬وعمقها‭ ‬وترابطها،‭ ‬ومحبة‭ ‬العالم‭ ‬للكويت،‭ ‬أعاد‭ ‬الأرض‭ ‬والشعب،‭ ‬وصحح‭ ‬الجغرافيا‭.. ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يصحح‭ ‬التاريخ‭.. ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لا‭ ‬يمحى‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬والوجدان‭ ‬والمستقبل‭.‬

اليوم‭ ‬السبت‭ ‬تحل‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ35‭ ‬للغزو‭ ‬العراقي‭ ‬للكويت‭ ‬الغالية‭ ‬التي‭ ‬يستذكرها‭ ‬الكويتيون‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.. ‬صفحات‭ ‬مؤلمة‭ ‬وذكريات‭ ‬صعبة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنسى‭ ‬مهما‭ ‬تعاقبت‭ ‬الأيام‭.. ‬فقد‭ ‬سالت‭ ‬الدماء‭ ‬وخربت‭ ‬البيوت‭ ‬وضاعت‭ ‬الآمال‭ ‬والأحلام‭.. ‬ووقعت‭ ‬أمور‭ ‬عديدة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حاضرة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬ووفقا‭ ‬للإعلام‭ ‬الكويتي،‭ ‬فقد‭ ‬أعد‭ ‬تلفزيون‭ ‬الكويت‭ ‬بجميع‭ ‬محطاته‭ ‬برامج‭ ‬وفلاشات‭ ‬خاصة‭ ‬لاستذكار‭ ‬تضحيات‭ ‬الأبطال‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬تراب‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي،‭ ‬وهناك‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المواد‭ ‬الخاصة‭ ‬للذكرى‭ ‬الـ35‭ ‬للغزو‭ ‬الغاشم‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬السنوات،‭ ‬وسيلاحظ‭ ‬المشاهد‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الشعار‭ ‬‮«‬اللوغو‮»‬،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الفلاشات‭ ‬والفواصل‭ ‬والأغاني‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تغنت‭ ‬إبان‭ ‬الغزو‭ ‬الغاشم‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬والثقة‭ ‬بعودة‭ ‬عروس‭ ‬الخليج‭.‬

برامج‭ ‬تلفزيون‭ ‬الكويت‭ ‬الرئيسية‭ ‬المباشرة‭ ‬‮«‬صباح‭ ‬الخير‭ ‬يا‭ ‬كويت‮»‬،‭ ‬‮«‬مساء‭ ‬الخير‭ ‬يا‭ ‬كويت‮»‬،‭ ‬‮«‬ليالي‭ ‬الكويت‮»‬،‭ ‬‮«‬قبل‭ ‬العصر‮»‬‭ ‬ستكون‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬بحلقات‭ ‬استثنائية‭ ‬وبصبغة‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬موادها‭ ‬وفقراتها‭ ‬التي‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬ذكرى‭ ‬الغزو‭ ‬الغاشم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬التلفزيونية‭ ‬التي‭ ‬ستعرض‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬في‭ ‬ظل‭ ‬الشتات‮»‬،‭ ‬‮«‬نداء‭ ‬العدان‮»‬،‭ ‬و«أطفال‭ ‬الغزو‮»‬،‭ ‬‮«‬صمود‭ ‬المآذن‮»‬‭ ‬و‮«‬بكين‭ ‬1990‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الفيلم‭ ‬التوثيقي‭ ‬‮«‬الإذاعة‭ ‬السرية‮»‬‭.‬

أذكر‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2021‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬أصدر‭ ‬كتابا‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬ملحمة‭ ‬العطاء‭ ‬في‭ ‬محنة‭ ‬الأشقاء‭: ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬أحداث‭ ‬غزو‭ ‬وتحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ (‬أغسطس‭ ‬1990‭ - ‬فبراير‭ ‬1991م‭)‬‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬الرسمية‭ ‬والشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬تجاه‭ ‬أحداث‭ ‬الغزو‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬ودور‭ ‬المملكة‭ ‬تجاه‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬أشقائها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭  ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬دورٌ‭ ‬أشاد‭ ‬به‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬لتبقى‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬حرةً‭ ‬وأبيةً‭ ‬على‭ ‬الغزاة‭ ‬والطامعين،‭ ‬وليبقى‭ ‬تلاحم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬نموذجاً‭ ‬للتضامن‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭.. ‬أميرا‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا‭.. ‬وهي‭ ‬تمضي‭ ‬قدما‭ ‬اليوم‭ ‬بقيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬والإنجاز‭.. ‬وأدام‭ ‬عليها‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والتقدم‭ ‬والازدهار‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا