تماشيا مع النقلة النوعية التي تشهدها كرة الطائرة في المنطقة، كشف رئيس الاتحاد العماني للعبة المهندس إبراهيم المقبالي في حوار خاص لـ«أخبار الخليج الرياضي» عن حزمة خطوات تطويرية تهدف إلى رفع جودة المنافسات وتعزيز البنية الاحترافية للعبة في السلطنة، أبرزها اعتماد تقنية «فيديو التحدي». كما وجه رسائل للاعبين والمدربين والجماهير، مؤكدا أن تحقيق النجاح يتطلب تكامل الأدوار بين جميع عناصر المنظومة.
1- ما هي رؤيتكم الاستراتيجية لتطوير الكرة الطائرة في سلطنة عمان خلال السنوات القادمة؟
أولت إدارتا الاتحاد – السابقة والحالية – اهتماما ملحوظا بالفئات العمرية، من خلال تخصيص مدرب مستقل للفئة، وآخر للمنتخب الأول، وتنفيذ عملية الإحلال بشكل تدريجي على مستوى المنتخب الأول، وشمل الاهتمام أيضا الكرة الطائرة الشاطئية عبر إعداد منتخبات رديفة والزج بها في مشاركات خارجية، وفصل لاعبي الصالات عن الشاطئية، وتفعيل مراكز التدريب، وذلك ضمن استراتيجية الاتحاد لتطوير اللعبة على المدى البعيد.
2- هل هناك خطة زمنية واضحة لرفع مستوى المنتخبات الوطنية في جميع الفئات السنية؟
نأمل وفق الخطة المعتمدة، أن يترجم العمل ضمن هذا السياق خلال السنوات الثلاث القادمة على أقل تقدير، وأن تظهر بوادر ذلك تدريجيا، ما لم تطرأ مفاجآت غير محسوبة تعيق ما نصبو إليه.
3- إلى أي مدى تتكامل خطط الاتحاد مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب في دعم اللعبة؟
وزارة الثقافة والرياضة هي الداعم الأساسي لمسيرتنا وشريكنا الحيوي في دفع رياضتنا نحو التقدم، ونثمن العلاقة التكاملية الراسخة معها، وبهذه المناسبة، نعبر عن بالغ تقديرنا لصاحب السمو ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، على دعمه المتواصل للمنتخبات الوطنية ومسابقات الكرة الطائرة على وجه التحديد، كما نشيد بجهود كوادر الوزارة ومتابعتهم لخطط الاتحاد، فهي تمثل مرجعية أساسية لتحقيق تطلعاتنا المستقبلية.
4- ما مدى كفاية البنية التحتية الحالية للعبة؟ وهل هناك مشاريع لتطوير الصالات والمرافق؟
يفتقر منتخب الكرة الطائرة إلى صالة رياضية خاصة، إذ لا توجد سوى صالة واحدة تابعة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب في مسقط، مقابل امتلاك الأندية صالاتها الخاصة، وقد خوطبت الوزارة بهذا الشأن، على أمل أن يوفر مشروع المدينة الرياضية المتكاملة في ولاية المصنعة صالة متخصصة تدعم أنشطة الاتحاد واستضافة البطولات.
5- كيف تقيمون مستوى المدربين المحليين؟ وهل هناك خطط لتأهيلهم أم التعويل على الكوادر الأجنبية؟
تتفاوت مستويات المدربين لدينا بين من يكتفي بالحصول على الشهادة دون مزاولة التدريب، ومن يعزف عن خوضه رغم التأهيل، في مقابل آخرين نشطين يعملون مع مختلف الدرجات في الأندية، ولدينا حاليا نحو خمسين مدربا مؤهلا، ونظمنا دورتين بإشراف الاتحاد الدولي، مع دورة جديدة قادمة، ونأمل استمرار هذه الجهود لتأهيل المزيد من الكوادر التدريبية مستقبلا.
3- هل لدى الاتحاد برامج لاكتشاف المواهب في المدارس أو عبر الأندية؟
أطلق الاتحاد مشروعه لاكتشاف وتطوير المواهب، بتعيين الكابتن جمال المعمري لتشكيل منتخب الشباب، وبدأ العمل ميدانيا في مختلف المناطق،
ويجري الإعداد لتوقيع اتفاقية مع اتحاد الرياضة المدرسية، إلى جانب التعاون مع اتحاد الرياضة الجامعية، كما ستقام لأول مرة بطولة خاصة على مستوى المدارس الحكومية والخاصة، بهدف استكشاف عناصر واعدة من الجنسين لدعم قاعدة اللعبة.
7- ما تقييمكم لمستوى الدوري العماني للكرة الطائرة؟ وهل ترون أنه يحقق الأهداف المطلوبة؟
شهد الموسم الماضي تنافسا كبيرا على جميع المستويات، حتى إن هوية المتأهلين إلى المباراة النهائية بقيت معلقة حتى اللحظات الأخيرة، هذا المستوى العالي انعكس بشكل إيجابي على استقرار المنتخب، وأود أن أشيد شخصيا بالجهود التي تبذلها الأندية رغم التحديات، ودعمها المستمر لأنشطة الاتحاد، كما أن صعود ناديين من محافظة ظفار إلى مصاف الدرجة الأولى يعد ثمرة لهذا العمل الجاد، وجهود الأندية تبعث على الفخر والاطمئنان لمستقبل اللعبة.
8- كيف يمكن تحسين التنافسية بين الأندية؟ وهل هناك نية لتوسيع قاعدة الفرق المشاركة؟
بلا شك، فإن تواصلنا الدائم مع الأندية أسهم في تحفيزها وتعزيز روح المنافسة والطموح لديها لنيل اللقب، وقد وفرنا دعما كاملا للأندية المشاركة في كأس صاحب الجلالة للشباب، لما لهذه البطولة من مكانة مرموقة واهتمام رسمي كبير.
وفي هذا الإطار، تمت مضاعفة الجوائز المالية للمراكز الثلاثة الأولى، ما يعزز التنافس ويحفز على تقديم الأفضل، مع منح الفريقين الأول والثاني فرصة تمثيل المملكة خارجيا في البطولة العربية أو غرب آسيا.
9- ما موقف الاتحاد من مسألة الاحتراف في الدوري العماني؟ وهل هناك خطوات فعلية في هذا الاتجاه؟
لا شك أن الاحتراف الحقيقي يرفع المستوى الفني ويحسن الأداء، وخصوصا مع تفرغ اللاعب وتركيزه، ونحن نؤيد هذا التوجه.
لكن ما يطبق حاليا بعيد عن الاحتراف المهني، ولا يمكن قبوله.
صحيح أن هناك جهودا لتفريغ اللاعبين من وظائفهم، وهي خطوة إيجابية، لكنها غير كافية.
ما نحتاج إليه هو منظومة احتراف متكاملة داخل الأندية، لأن البيئة السليمة ستنعكس مباشرة على أداء المنتخب.
10- أين تقف المنتخبات الوطنية الآن على الصعيد الإقليمي والآسيوي؟ وما طموحاتكم للمرحلة القادمة؟
بفضل الله، منتخباتنا حاضرة بقوة على المستوى الإقليمي، إذ نحتل حاليا المركز الثالث في غرب آسيا، والمركز الرابع عربيا، إلى جانب المركز الثالث خليجيا، أما على صعيد الكرة الطائرة الشاطئية، فنفخر بنتائجنا التي تثلج الصدر عربيا وعلى مستوى غرب آسيا، هذه النتائج لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة منهجية واضحة وضعها الاتحاد، ونرى أننا نسير بخطى ثابتة في الطريق الصحيح.
11- هل أنتم راضون عن نتائج المنتخبات في السنوات الأخيرة؟ وما الأسباب وراء التذبذب في الأداء؟
نحن نؤمن بالتفاؤل الواقعي ونسعى للتطور دون مطاردة المستحيل أو التراجع، نواجه منتخبات قوية مثل قطر، البحرين، وتونس، ما يعود بالنفع على منتخباتنا، هدفنا واضح ويتمثل في الصعود إلى منصات التتويج.
نعتبر نتائجنا مرضية، وخاصة أننا منذ 2019 كنا خارج التصنيف الدولي، واليوم نحن في المركز الـ70 عالميًا، والرابع عربيا، لا نرى تذبذبا في الأداء، بل تقدما ثابتا رغم التحديات مثل الإحلال والإصابات، ونسير بثبات نحو المستقبل.
12- كيف يتم اختيار لاعبي المنتخبات؟ وهل هناك معايير واضحة ومعلنة؟
مسألة اختيار اللاعبين تعد من اختصاص الجهاز الفني الذي يملك معاييره الفنية الخاصة، ونحن كمجلس إدارة لا نتدخل في هذه الجوانب، فالاختيار يعتمد على تقييم الجهاز الفني لأداء اللاعبين ومدى تطورهم، وترفع الأسماء المقترحة من قبله ليتم اعتمادها لاحقا من لجنة المنتخبات الوطنية.
13- ما أبرز التحديات التي تواجه الكرة الطائرة العمانية حاليا؟
نواجه تحديات كبيرة في مقدمتها ضرورة توفير البنية التحتية الملائمة، وتعد منطقة الباطنة من أبرز المناطق نشاطا في ممارسة اللعبة، ونسعى حاليا إلى توسيع رقعة الممارسة، بما يسهم في توسيع قاعدة اختيار اللاعبين. كما نواجه تحديا آخر يتمثل في الأداء الإداري داخل الأندية، والذي له تأثير مباشر في رفع مستوى اللعبة أو هبوطها. إضافة إلى ذلك، فإن انتقال اللاعبين بين الأندية يشكل ربكة للاعب على مستوى العمل.
14- هل التمويل يمثل عائقا حقيقيا أمام تنفيذ الخطط الطموحة؟
يعد التمويل عنصرا حاسما لأي جهة تسعى لتطوير منظومتها، فبدون الدعم المالي الكافي، يبقى التخطيط حبيس الأوراق، ويصبح عائقا كبيرا أمام تحقيق الطموحات بعيدة المدى.
15- كيف يتعامل الاتحاد مع الانتقادات الإعلامية والجماهيرية؟ وهل تأخذونها بعين الاعتبار؟
الإعلام شريك فاعل عندما يكون نقده بناء ويهدف إلى المصلحة العامة، أما النقد الذي يستند فقط إلى العواطف أو يتسم بالعشوائية، فلا نلتفت إليه. شخصيا، لا أعير اهتماما للنقد لمجرد النقد، ولا لمن يحركه الحب أو الكره، بل أُقدر الرأي الصادر من جهات نعلم يقينا أنها تسعى للتطوير والإصلاح، أما الأصوات التي تطلق بدوافع خاصة أو لأهداف غير واضحة، فلن تؤثر فينا ولن تغيّر من مسارنا شيئا، نحن نرحب بكل من يمد يده للتعاون ويسعى بصدق لمساندتنا في تنفيذ خططنا وتحقيق أهدافنا.
16- كيف ترون دور الاتحاد العماني في المنظومة القارية والدولية للكرة الطائرة؟
نحن في مجلس إدارة الاتحاد العماني للكرة الطائرة نفخر بما تحقق من حضور مميز على المستويين القاري والدولي، حيث أتشرف بعضوية مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية، ومنصبي كنائب رئيس الاتحادين العربي وغرب آسيا، وعضو الاتحاد الآسيوي، وعضو لجنة التجمعات القارية بالاتحاد الدولي، وهناك أعضاء إداريون متوزعون على لجان الاتحادات الإقليمية والقارية.
ولأول مرة في تاريخ الاتحاد نحقق هذا التمثيل الواسع، ما يعكس ثقة المؤسسات الرياضية بكوادرنا، ويعزز دور عمان في صناعة القرار الرياضي، ويسهم في تطوير اللعبة محليا.
17- ما تقييمكم لتغطية الإعلام المحلي للعبة؟ وهل ترون أن اللعبة تحظى بما تستحقه من اهتمام؟
بالرغم من وجود تغطية إعلامية، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى طموحاتنا. كنا نأمل في شراكة إعلامية أوسع مع الجهات الناقلة، وندرك في الوقت ذاته التحديات التي تواجههم، خصوصا في ظل غياب النقل التلفزيوني المنتظم للعبة، واقتصاره على بعض الفعاليات بشكل متواضع، نأمل أن يكون التلفزيون شريكا فعالا في دعم ونشر اللعبة، رغم أن الكلمة اليوم أصبحت لمنصات التواصل الاجتماعي، وهي التي حققنا من خلالها تجربة ناجحة في الاتحاد العماني، وأسهمت في زيادة المتابعة والاهتمام باللعبة.
91- كيف يمكن جذب الجماهير إلى صالات الكرة الطائرة وزيادة التفاعل المجتمعي؟
الجمهور العماني عاشق للكرة الطائرة، وهي ثاني أكثر الألعاب شعبية في السلطنة. وقد شهد الموسم الماضي حضورا جماهيريا فاق التوقعات، حتى أن بعض الجماهير لم تتمكن من دخول الصالة في النهائي، رغم غياب الحوافز. كما أثبتت البطولات الدولية المستضافة مدى شغف العمانيين باللعبة، ونحن في الاتحاد نقدر هذا الشغف، ونعمل على مبادرات تحفز الجمهور وتكرمه بما يليق بدعمه المتواصل.
20- ما الرسالة التي توجهونها للاعبين، المدربين، الأندية، والجماهير في سلطنة عمان؟
تماشيا مع تطور اللعبة، استقطبنا تقنية «فيديو التحدي»، لنصبح ثالث دولة بالمنطقة بعد قطر والبحرين في تطبيقها، أوصي اللاعبين بالحفاظ على صحتهم وتفادي الملاعب الشعبية لضمان عدم الإصابة، وأحث المدربين على تطوير أنفسهم باستمرار، فالميدان كفيل بصقل المهارات، ولا يجب أن يكون الجانب المادي عائقا للطموح.
أشكر الأندية على تعاونها الدائم مع الاتحاد، وأدعو الجماهير إلى تكثيف حضورهم ودعم فرقهم، إذ خصصت جوائز للرابطات الجماهيرية، وسيعلن لاحقا عن معاييرها.
وختاما، يخطو الاتحاد العماني للكرة الطائرة بثبات نحو مستقبل احترافي مشرق، مدعوما برؤية واضحة ومبادرات طموحة وشراكات فاعلة.
الإنجازات الحالية تمهد الطريق لمسار يتطلب تكامل الجهود من جميع أطراف المنظومة.
ومع اعتماد تقنيات حديثة وتوسيع قاعدة المواهب، تقترب السلطنة من حضور قوي إقليميا ودوليا.
الطموح كبير، والطريق إلى منصات التتويج بدأ بالفعل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك