غزة - (أ ف ب): قال الرئيس دونالد ترامب إن هناك مؤشرات إلى «مجاعة حقيقية» في قطاع غزة الذي ينهش الجوع سكانه، معلنا أن واشنطن ستقيم فيه مراكز لتوزيع الغذاء في حين اغتنمت وكالات الإغاثة الدولية هدنة تكتيكية أعلنتها إسرائيل للبدء بتوزيع المساعدات الأولى التي سمح بدخولها بعد حظر استمر عدة أشهر.
في الأسابيع الأخيرة، حذّرت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من خطر انتشار المجاعة بين أكثر من مليوني نسمة في القطاع الذي تحاصره إسرائيل.
وقال الرئيس الأمريكي من اسكتلندا: «نريد إطعام الأطفال ... أعني، بعض هؤلاء الأطفال، إنها مجاعة حقيقية». وأضاف «سننشئ مراكز لتوزيع الطعام يمكن للناس الدخول بحرية إليها من دون قيود. لن نبني أسيجة».
وقالت إسرائيل إن الأمم المتحدة ومنظمات دولية وزعت مساعدات في القطاع أمس بعد سماحها بدخول 120 شاحنة من مصر لأول مرة منذ شهور.
وقال جميل الصفدي (37 عاما) الذي يقيم في تل الهوى في مدينة غزة: «حصلت لأول مرة على طحين، حوالى خمسة كيلوجرامات، تقاسمتها مع جاري». وأضاف النازح الذي يعيش في خيمة مع زوجته وستة أطفال ووالده المريض: «لا أعرف مصدرها... المهم أن نحصل على طعام، لأن الجوع يكاد يقتل الجميع».
منذ أسبوعين، يستيقظ جميل قبل الفجر ويخرج بحثا عن الطعام. ولأول مرة لم يعد خالي الوفاض. لكن آخرين قالوا إن الحظ لم يحالفهم فالمساعدات إما سرقت وإما تعرض المنتظرون لإطلاق الحراس النار عليهم قرب نقاط التوزيع.
وقال أمير الرشّ الذي يقيم في منطقة الحساينة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع: «لم أحصل على أي مواد غذائية أو طحين». وأضاف النازح الذي يبلغ 33 عاما: «عندما وصلت صباح أمس الى شارع صلاح الدين للتوجه الى نقطة المساعدات الامريكية (قرب جسر وادي غزة)، أطلقوا النار على الجميع ورجعت الى البيت، رأيت مصابين وشهداء».
وقال الدفاع المدني إن شخصا واحدا على الأقل استشهد أمس في منطقة جسر وادي غزة قرب مركز تديره مؤسسة غزة الإنسانية التي أنشأتها واشنطن وإسرائيل.
في المقابل، استؤنفت عمليات إسقاط المساعدات الغذائية من الجو الأحد. وأعلنت إسبانيا أنها ستلقي 12 طنا من المساعدات من الجو الجمعة. وقالت ألمانيا أنها ستنظم جسرا جويا إنسانيا لإرسال أغذية وأدوية إلى غزة.
وقال سميح حميد، وهو شاب يبلغ 23 عاما من مدينة غزة: «أسقطت الطائرات الإسرائيلية سبعة صناديق من الطعام. وهرع العشرات لالتقاطها. شعرت وكأنها حرب».
وأضاف أنه عائد «فقط بثلاث علب فول.. الجوع لا يرحم».
في ظل ضغوط دولية مكثفة، أعلنت إسرائيل الأحد «هدنة تكتيكية» يومية لم تحدد مدتها، من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء في مناطق محددة من غزة لأغراض إنسانية.
في أوائل مارس، فرضت إسرائيل حظرا تاما على قطاع غزة، متسببة بنقص حاد في الأغذية والأدوية والوقود. ولم يسهم السماح بدخول كميات محدودة جدا في أواخر مايو بتخفيف الأزمة التي استفحلت، وسجلت مستشفيات غزة وفاة عدد كبير من الأطفال جراء سوء التغذية الحاد.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ «مستويات مقلقة جدا»، مشيرة إلى أن «الحظر المتعمد» للمساعدات أودى بكثر وهي وفيات كان من الممكن تفاديها.
وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة بدء توزيع المساعدات. وقال مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فلتشر: «هذا تقدّم، إلا أن هناك حاجة الى كميات كبيرة لتجنب المجاعة وأزمة صحية كارثية».
ووفقا للأمم المتحدة، تنتظر آلاف الشاحنات في الأردن ومصر بانتظار أن تسمح لها إسرائيل بالتوجه إلى غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك