الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«قرية البلديون الصغار»
بعض البرامج والمبادرات المتميزة.. تترك أثرا.. تزرع غرسا.. تنمي فكرا.. وتطور سلوكا.. وتنعكس إيجابيا على ثقة الناس بخدمات الدولة.. ولعل العمل البلدي مجال زاخر لتحقيق ما ينشده المجتمع، لأنه مرتبط بالخدمات المباشرة مع المواطنين.. يلامس احتياجاتهم، ويتفاعل مع متطلباتهم اليومية.
بالأمس القريب قامت بلدية المنطقة الجنوبية، بمناسبة ختام مبادرتها التوعوية «قرية البلديون الصغار»، التي أقيمت في مجمع الواحة التجاري بالرفاع، بتكريم المساهمين والمشاركين في الفعالية، تقديراً لجهودهم المتميزة، ومساهماتهم الفاعلة في نجاح الفعالية، التي شهدت حضورا كبيراً من فئة الأطفال والناشئة وعائلاتهم.
وتقديرا لمبادرة بلدية الجنوبية، وتشجيعا لباقي مؤسسات الدولة، نود التأكيد أن تكريم المتطوعين والمساهمين في أي برامج وفعالية هو عمل حضاري، وواجب وطني، إذ إن كلمة «شكرا» لا تكفي مع من سخّر وقته وضحّى بجهده من أجل مشروع وطني ومجتمعي.
مبادرة بلدية الجنوبية تأتي في وقت شهدت فيه العديد من المتنزهات والمرافق العامة سوء استخدام وعدم اهتمام ومراعاة لاشتراطات النظافة والسلامة العامة.. ولعل التركيز على تثقيف الصغار في أي مجتمع هو هدف ذكي وحكيم، لأن في التزام الصغار بالنظافة تثقيفا ملزما للكبار.
والجميل أن «قرية البلديون الصغار» هدفت إلى تعزيز الوعي البيئي لدى مختلف فئات المجتمع، وترسيخ ثقافة السلوكيات الإيجابية في الحفاظ على النظافة، وتصحيح الممارسات الخاطئة، ودور النظافة في تحقيق الاستدامة.
والجميل كذلك أن القرية شهدت مشاركة مميزة من الفنانين البحرينيين الشباب، مثل خليل الرميثي والبسام علي ومحمد صقر، وفي هذا الأمر التربوي استثمار حصيف للشخصيات المجتمعية والمؤثرة في تحقيق الهدف المنشود من الفعالية. كما شارك في فعالية القرية: دار المنار لرعاية الوالدين، وفريق نبضة حياة التطوعي، وعدد من طلبة الجامعة، بجانب شرطة المجتمع.
يذكر أن القرية تضمنت أركانًا تعليمية وتفاعلية مصممة خصيصًا للأطفال، وشملت ورش عمل مختلفة للرسم على الزجاج، وتشكيل العلب البلاستيكية إلى منتجات معاد تدويرها، وكذلك استخدام الورق والكارتون في عمل أشكال فنية يستفاد منها، وركناً لرواية القصص ذات المضمون البيئي، وركناً مصاحبا للرسم على الوجوه، ومحاضرات تثقيفية، وعروضاً فيلمية توعوية، لأبرز مهام البلدية، تهدف إلى غرس قيم المحافظة على البيئة لدى الأطفال، وذلك بمشاركة شخصية «سعيد» المحببة للأطفال، وشخصية «دروبي» التي هي عبارة عن قنينة ماء، والمعاد تدويرها من منتجات ومواد مختلفة.
أفكار مبدعة، وغير مكلفة، بأياد بحرينية، وشراكة مجتمعية.. تستحق الشكر والتشجيع والإشادة.. وكل التحية والتقدير للمهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون البلديات والزراعة، لأنني أعرف شخصيا حرصه على تعزيز التوعية المجتمعية، وإيمانه الراسخ بأن المجتمع شريك في العمل البلدي، وأن غرس قيم البيئة عند الأطفال هو الاستثمار البيئي المستدام.. والشكر واجب وموصول للمهندس عيسى عبدالرحمن البوعينين مدير عام بلدية المنطقة الجنوبية ورئيس المجلس البلدي بالمنطقة الجنوبية السيد عبدالله إبراهيم عبداللطيف، وكافة فرق العمل التي ساهمت في نجاح الفعالية المتميزة.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك