الذهب
انخفض سعر الذهب بنسبة تقارب 0.18%، ليتداول حالياً عند مستوى 3,425 دولارا للأونصة.
من المنظور الأساسي، يُعزى هذا التراجع الأخير إلى التطورات الإيجابية على صعيد المفاوضات التجارية، إذ تسعى أوروبا إلى التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة قبل الأول من أغسطس. في الأثناء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقا تجاريا مع اليابان يتضمن خفض الرسوم الجمركية إلى 15%، فيما تقترب تايلند من توقيع صفقة مشابهة مع خفض الرسوم إلى 36%. أما بشأن الصين فقد صرح ترامب قائلاً: «شي دعاني إلى الصين، ومن المرجّح أن نلتقي قريباً».
في المقابل، من المتوقع أن يستفيد الذهب من بعض عوامل الدعم في الأمد القصير، إذ توحي أسواق خيارات العملات باحتمال تعرض الدولار الأمريكي لضغوط جديدة. كما يتزايد قلق المستثمرين بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ويتجلى ذلك في ارتفاع عقود مبادلة التضخم الآجلة لخمس سنوات، التي انفصلت عن نمطها الاعتيادي المرتبط بعوائد السندات لأجل عامين.
في الوقت ذاته، دخل مؤشر التقلب (VIX) في فترة موسمية نشطة. وبالنظر إلى ارتفاع مفرط في معنويات الأسواق وسخونة أسعار الأصول، يُرجّح أن نشهد تصحيحاً قصير الأجل في أسواق الأسهم، ما قد يعزز التدفقات نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.
من الناحية الفنية، بعد اختراق مثلث صاعد أشرنا إليه سابقاً هذا الأسبوع، والذي تشكّل بخط عنق بين 3,364 و3,374 دولارا وخط اتجاه صاعد يربط قيعاناً من أبرزها: 2,832 (في 28 فبراير)، 2,956 (7 أبريل)، 3,247 (30 يونيو)، 3,282 (9 يوليو)، و3,309 (17 يوليو)، بلغ الذهب مستوى 3,436 دولارا قبل أن يتعرض لعمليات جني أرباح.
ويجري حالياً تداول الذهب ضمن مثلث صاعد أوسع نطاقاً، يمتد خط عنقه بين 3,436 و3,451 دولارا، مستنداً إلى خط الاتجاه ذاته الذي يربط القيعان المذكورة. وبما أن السعر يتداول قرب مقاومة خط العنق، فمن المتوقع تسجيل تراجع خلال الجلسة. وتتمثل مستويات الدعم التالية عند 3,390 و3,364 دولارا.
النفط الخام
سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعاً طفيفاً أمس، في ظل تفاعل الأسواق مع مستجدات السياسة التجارية الأمريكية. فقد صعد خام برنت بنسبة 0.15% ليقترب من مستوى 68 دولارا بعد ثلاثة أيام من التراجع، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 0.32% ليستقر قرب 65.30 دولارا.
وجاء هذا الزخم الإيجابي بعد إعلان الرئيس ترامب توقيع اتفاقات جمركية جديدة، شملت رسوماً بنسبة 19% مع الفلبين و15% مع اليابان.
كما عززت المعنويات تصريح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت، بشأن عقد اجتماع مرتقب مع مسؤولين صينيين في ستوكهولم الأسبوع المقبل، ما يشير إلى إمكانية تمديد محادثات التجارة بين واشنطن وبكين إلى ما بعد الموعد النهائي في أغسطس. ومن اللافت أن جدول أعمال اللقاء قد يتضمن نقاشاً حول استمرار الصين في استيراد النفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات، وهو ما قد يُحدث تحولات في المشهد الجيوسياسي لسوق الطاقة.
على صعيد المخزونات، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي انخفاضاً طفيفاً في مخزونات الخام، رغم ارتفاع مخزونات نواتج التقطير. في المقابل، يشير اتساع منحنى التراجع الآجل (backwardation) في خام غرب تكساس إلى تنامي شهية المضاربين، وخاصة مع ارتفاع صافي مراكز الشراء وفقاً لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC). ويُعزى هذا إلى رهانات السوق على تحسن في الطلب، ولا سيما مع تسارع نشاط القيادة الصيفي في الولايات المتحدة والصين، ما يعزز النظرة الإيجابية على المدى القصير رغم استمرار المخاوف من تخمة معروض محتملة من أوبك+.
فنياً، يُظهر خام غرب تكساس إشارات ارتداد، إذ يجد دعماً على امتداد خط اتجاه صاعد يربط القيعان المسجلة في 6 و30 مايو، و16 و22 يوليو. وتظل الحركة السعرية محدودة ضمن نطاق ضيق، حيث يواجه السعر مقاومة عند المتوسط المتحرك البسيط لـ9 أيام عند 65.67 دولارا، في حين يوفر المتوسط المتحرك لـ50 يوماً دعماً عند 65.03 دولارا.
أما خام برنت فيتداول ضمن نطاق تقني مشابه، حيث يواجه مقاومة عند المتوسط المتحرك لـ9 أيام عند 68.43 دولارا، بينما يستمد دعماً من المتوسط المتحرك لـ50 يوماً عند 67.50 دولارا. ويشير هذا النطاق الضيق إلى احتمالية حدوث اختراق سعري قريب، رهناً بظهور محفز أو تحوّل في اتجاهات السوق.
فيجاي فاليشا - الرئيس التنفيذي للاستثمار في «سنشري فاينانشال»

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك