حاصلة على جائزة سفيرة الإبداع الدولي من دولة الإمارات وعلى المركز الأول في برنامج إعداد القادة الشباب وعلى شهادة المتدرب المتميز من المعهد العربي للتخطيط بالكويت.. جميلة حسن سيف لــ«أخبار الخليج»:
يقول الكاتب والشاعر البريطاني الشهير شكسبير: «تحقيق النجاح يكمن في الاستفادة القصوى من الإمكانيات التي لديك»!
بمعنى آخر لا يجب أن نربط نجاح أي إنسان بامتلاك أشياء محددة، بل بالذكاء والمهارات التي يتقنها وبدرجة استغلاله لشغفه، وباستفادته من الفرص التي تصادفه وبتغلبه على كل ما يواجهه من عقبات.
وانطلاقا من هذا المنطق يمكن القول مجازا إن عصر الشهادات العلمية اليوم يمر بحالة احتضار ليحل محله عصر المهارات، وهذا ما سنكتشفه إذا تعمقنا في سيرة بعض الأشخاص وبحثنا في كثير من جوانبها الشخصية والاجتماعية والتي سوف نجدها في بعض الأحيان أفضل بمئات المرات من حياة آخرين يحملون درجات علمية مرموقة.
وهذا ما حدث على أرض الواقع مع هذه المرأة التي تؤكد تجربتها أن المؤهلات الأكاديمية ليست دائما أفضل مؤشر على تحقيق النجاح، ومن ثم تحقيق السعادة في الحياة، وعلى أن كل الشواهد تقول إن للنجاح أبوابا وطرقا شتى والتعليم ما هو إلا أحدها، فقد ضحت بدراستها الجامعية في سبيل تحقيق حلم الطفولة بأن تصبح من سيدات الأعمال، فراحت تعكف على تطوير ذاتها ومهاراتها بشتى الطرق حتى تركت بصمتها الخاصة في عالم النساء المتألقات.
جميلة حسن سيف، امرأة عصامية ومكافحة بامتياز، صاحبة مشوار ثري من العطاء والإنجاز في العمل الاجتماعي، لذلك استحقت وعن جدارة أن تحصل على جائزة سفيرة الإبداع الدولي من دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى المركز الأول في برنامج إعداد القادة الشباب في نسخته الثانية وعلى شهادة المتدرب المتميز من المعهد العربي للتخطيط بالكويت.
حول هذه التجربة كان الحوار التالي:
متى بدأت علاقتك بالعمل الاجتماعي؟
- علاقتي بالعمل الاجتماعي بدأت من الطفولة، حيث كنت أحرص دائما وفي سن مبكرة للغاية على المشاركة في مختلف البرامج والأنشطة، حتى أنني كنت أشعر بأن التطوع شيء مغروس بداخلي، وقد شاركت في أعمال تطوعية متنوعة مع جمعيات خيرية وجهات مختلفة سواء داخل البحرين أو خارجها، وأذكر أنني كنت أساعد معلمتي في بعض الأمور بمبادرة مني، وفي مرحلة الدراسة الإعدادية أدركت مدى شغفي بخدمة مجتمعي وحصلت خلال المرحلة الثانوية على شهادة تميز في هذا المجال.
كيف كانت الانطلاقة؟
- لقد شاركت في تكوين أول فريق للإسعافات الأولية التابع لجمعية «كلمة طيبة» ضمن فريق «كن مستعدا»، ومن هنا كانت الانطلاقة والتعمق في هذا المجال، وكان طموحي المستقبلي أن أصبح سيدة أعمال في المستقبل لذلك التحقت بالمسار التجاري، ثم حدث أن توقف مشواري العلمي.
لماذا؟
- لقد طغى طموحي العملي على العلمي، فبعد حصولي على الشهادة الثانوية العامة أطلقت أول مشروع تجاري لي، وبالطبع كان قرارا صعبا ولكنه أشبع شغفي بشدة ولكني في نفس الوقت لم أتوقف قط عن تطوير ذاتي ومهاراتي وحققت ذلك عبر الالتحاق بالمئات من الدورات والورش في مختلف المجالات، وحصلت على كثير من الشهادات المتخصصة منها دبلوم في تصميم الأزياء من جامعة كامبردج ببريطانيا، ودخلت هذا العالم الشيق وأتقنت فنونه وأطلقت براند خاصا بي، وأصبح لي مصدر دخل ثابت علما بأنني بدأت من الصفر وبرأسمال قدره 25 دينارا فقط ثم حصلت على وظيفة
وما تلك الوظيفة؟
- بعد أن توقف مشروعي التجاري بحثت عن فرصة عمل فالتحقت بمستشفى الملك حمد الجامعي للعمل وفي نفس الوقت لدراسة مجال التمريض، وكان ذلك مدة عامين تقريبا، ثم انتقلت بعدها إلى العمل لدى مركز عائشة للتدخل المبكر، وكانت هذه المحطة بداية جديدة بالنسبة إلي في مشواري خاصة بعد مروري بظروف شخصية صعبة للغاية أدت إلى عزلتني بعض الشيء فترة ما، إلا أنها منحتني كثيرا من القوة والعزيمة لاحقا، ومن خلال هذا العمل أعددت كثيرا من البرامج والأنشطة التطوعية بالتنسيق مع أكثر من جهة في هذا المجال، كما شاركت في عديد من المناسبات والاحتفالات والمهرجانات المتنوعة.
أهم الإنجازات؟
- من أهم الإنجازات التي أفخر بها عضويتي التطوعية بالمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وكذلك بجمعية الريادة الشبابية، وبالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، فضلا عن انضمامي إلى فريق سفراء الخير التطوعي بدولة الإمارات المتحدة وتطوعي في جمعية «الكلمة الطيبة» و«الجمعية البحرينية للشفافية»، كما كنت «مارشال» في الاتحاد البحريني للسيارات وغيرها من المشاركات، علما بأنني تفرغت لعملي التطوعي منذ عام 2008 وحتى اليوم، أما الانطلاقة العالمية خارج مملكة البحرين فقد جاءت من خلال مشاركتي في منتدى الاستثمار العالمي لريادة الأعمال.
ماذا عن جائزة سفيرة الإبداع؟
- هذه الجائزة المهمة التي أشعرتني بكثير من الفخر والاعتزاز والتي لقبتني بسفيرة الإبداع الدولي «حصلت عليها ضمن فريق سفراء الخير التطوعي بدولة الإمارات المتحدة، وقد جاءت بالطبع نتاجا لجهود مكثفة وغزيرة في العمل الخيري سواء داخل البحرين أو خارجها، ومن ثم تتويجا لمشوار طويل من العطاء الذي اتخذت منه رسالة لي في الحياة ومن دون أي مقابل، فهو يمثل بالنسبة إلي شغفي الأول والأساسي وسيظل، كما أنني سعيدة كذلك بأنني أصبحت مدربة إسعافات أولية بعد حصولي على شهادة متخصصة في هذا المجال من قبل إحدى المنظمات الأمريكية.
كيف تحقيق التوازن بين مسؤولياتك؟
- بالرغم من تشعب مسؤولياتي وأنشطتي ومهامي بشكل عام، إلا أنني لا أجد أي تنازع أو تضارب فيما بينها، وقد يرجع السبب في ذلك إلى تمتعي بمهارة وفن إدارة الوقت وتدريبي على ذلك طوال مشواري، إلى جانب الحرص الدائم على تحديد الأولويات والأهداف بحسب كل مرحلة، وهو أمر يتطلب بالطبع الكثير من الجهد والتخطيط، هذا فضلا عن التركيز المتواصل على تطوير ذاتي ومهاراتي بشتى الطرق.
خطتك الحالية؟
- في الواقع ورغم أنني في فترة من الفترات لم أشعر بأن مواصلة مشواري التعليمي من الأولويات بالنسبة إلي إلا أنني اليوم أتمنى إكمال مسيرتي بعد توقف سنوات طويلة والحصول على الشهادات العلمية التي تمكنني إلى جانب خبراتي المتنوعة في عديد من المجالات من الحصول على وظيفة ثابتة تضمن لي دخلا مستقرا، ولا أجد هذا أمرا صعبا أو مستحيلا طالما توفرت الإرادة والعزيمة.
رسالتك لأي فتاة؟
- رسالتي لأي فتاة هي «لا للفشل أو الاستسلام» في هذا الزمن الصعب الذي نعيشه اليوم، وهذا من واقع تجربتي الخاصة ومن الدروس والعبر التي تعلمتها من الحياة وخاصة في الأوقات الصعبة والأزمات، فالمطلوب هو المواصلة وعدم التوقف عند أي عثرات أو آراء محبطة وما أكثرها في هذا الزمان، وهذا ما حدث معي على أرض الواقع، فكم من تجارب صعبة استفدت منها الكثير عبر مسيرتي، المهم هو التوكل على الله سبحانه وتعالى وليس التواكل، وهذا هو سلاحي في مواجهة أي صعوبات قد تعترض طريقي، والأهم أن تعمل ما تحب وتكتشف شغفها مبكرا وتطور من ذاتها ومواهبها حتى لو لم تكمل مشوارها التعليمي.
ما الأهم في رأيك الخبرة أم الدراسة؟
- هذا السؤال أراه محيرا بعض الشيء، وقد يجيب البعض عليه بأن الدراسة هي الأهم، إلا أن الواقع العملي يؤكد عكس ذلك، فأغلب جهات التوظيف تدقق في المهارات والخبرات التي يمتلكها المتقدم للوظيفة، للوقوف على مسألة ماذا سيضيف لجهة العمل، صحيح أن الشهادة تعد في كثير من الأحيان مفتاحا لنيل الوظيفة، ولكن تلعب الخبرة اليوم دورا كبيرا في الحصول على فرص العمل، وعموما ليس كل شهادة أو خبرة عملية تعامل بشكل متساو لدى جهات العمل، بل يتفاوت الأمر في ذلك في أحيان كثيرة.
حلمك القادم؟
- لا شك أن الأحلام والآمال والطموحات كثيرة طالما حييت، أما أقربها لي في الفترة الحالية فهو الاجتهاد في مشروعي لتصميم الأزياء إلى أقصى درجة، وتطويره بما يحقق لي شهرة أوسع، هذا فضلا عن تحقيق أمنية الحصول على وظيفة في مجال العلاقات العامة بأي جهة حكومية، والتي أراها تناسب ميولي وخبراتي التي تراكمت عبر سنوات طويلة من العمل والجد والاجتهاد والصبر والمثابرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك