يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
العرب ومهمة إنقاذ سوريا
ذكرت أمس أن التطورات والأحداث الأخيرة التي شهدتها سوريا تشير إلى أن البلاد تواجه خطرا وجوديا داهما.. خطر اندلاع حرب طائفية أهلية وتقسيم سوريا إلى دويلات.
الدول العربية لها دور حاسم تلعبه لإنقاذ سوريا من هذا المصير المظلم.
الأمر لا يتعلق بسوريا فقط وإنما يتعلق بمصلحة كل الدول العربية.. يتعلق بالمصير العربي كله.
الكل يجب أن يدرك أنه لو أن سوريا غرقت في حرب أهلية طائفية، وأصبحت مهددة بالتقسيم فستكون هذه من أكبر الكوارث التي تحل بالدول العربية. سينفجر الصراع الطائفي في المنطقة كلها بما يعنيه ذلك من فوضى ودمار أكثر مما هو قائم بالفعل بكثير. ولو حدث هذا سيقود ذلك إلى توحش إسرائيل ومشروعها الصهيوني في المنطقة أكثر وأكثر.
لهذا الدول العربية يجب أن تتحرك لإنقاذ سوريا من هذا المصير ولضمان بقائها دولة موحدة وإبعاد خطر الحرب الأهلية عنها.
ماذا يمكن أن تفعل الدول العربية؟
نعلم أن الدول العربية تصدر بيانات متكررة بدعم الحكومة السورية ورفض التدخلات الإسرائيلية السافرة وما تقوم به وتطالب بإنهاء احتلالها للأراضي السورية. وآخر هذه البيانات بيان أصدرته عشر دول عربية.
هذه البيانات مجرد تسجيل لموقف. المطلوب ابعد من هذا.
ثلاث مهام مترابطة مطروحة على الدول العربية لإنقاذ سوريا:
أولا: مهمة مع الرئيس السوري الشرع.
الدول العربية يجب أن تدعم بالطبع كل جهود الحكومة السورية من أجل تقوية مؤسسات الدولة ومن أجل حصر السلاح بيد الدولة واحتواء كل الطوائف في مشروع توحيدي وطني.
الدول العربية يجب أن تحث الرئيس السوري على طرح مشروع جدي لاحتواء الطوائف في إطار الدولة السورية الموحدة ويكون كفيلا فعلا بإقناع مختلف القوى بتسليم السلاح للدولة.
ومن أهم القضايا هنا أن الدول العربية يجب أن تحث الشرع على إنهاء وجود القوى الطائفية المتطرفة في داخل الجيش وأجهزة الأمن التي ترتكب انتهاكات وجرائم طائفية شنيعة في كل مرة تنشب فيها اشتباكات. لا يمكن أن يكون هناك أي مشروع وطني ولا أمل في الإنقاذ مع استمرار وجود هذه القوى.
ثانيا: مهمة مع أمريكا.
لا يمكن أن يستقر الوضع في سوريا، ولا يمكن إنقاذها، ما لم يتم ردع إسرائيل ووضع حد لاحتلالها للأراضي السورية والدور الإجرامي الذي تقوم به تحت دعوى حماية الأقليات.
المسألة هنا أن أمريكا هي الوحيدة القادرة على ردع إسرائيل وتحجيم ما تفعله في سوريا.
هنا تأتي مهمة الدول العربية. يجب أن تدفع إدارة ترامب بكل السبل الممكنة إلى أن تقوم بهذا الدور وتردع إسرائيل في سوريا، ويجب أن تفهم أمريكا أن ما تقوم به إسرائيل يدمر أمن واستقرار المنطقة ويدمر المصالح الأمريكية نفسها. الدول العربية يجب أن تفعل هذا وخصوصا أن إدارة ترامب لا تتبنى بالكامل مشروع إسرائيل في سوريا، وهناك خلافات معها حول ما تقوم به على الأقل بحسب التقارير المعلنة.
ثالثا: وبالطبع بالإضافة إلى هذا، الدول العربية يجب أن تقدم الدعم للحكومة السورية في كل المجالات الاقتصادية، وحتى العسكرية. يجب أن تلعب الدول العربية دورا أساسيا في تقوية الدولة السورية وتمكينها من فرض سيطرتها الكاملة على البلاد.
هذه الجواب بعض ما يجب ان تفعله الدول العربية.
المهم أن تتصرف الدول العربية على اعتبار أن إنقاذ سوريا مهمة عربية عاجلة لا تحتمل التأخير.
يجب ألا تنتظر الدول العربية حتى تحل الكارثة ثم تكتفي بالتحسر على ما سيجري بعد ذلك.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك