وقت مستقطع

علي ميرزا
الخسارة مكسب
في عالم الرياضة، ليست كل خسارة نهاية، وليست كل هزيمة سقوطا، كثيرا ما يخدع المتابع بالنتيجة الرقمية، فيظن أن من خسر خرج خالي الوفاض، بينما الحقيقة أعمق بكثير، فالخسارة في بعض الأحيان، تكون شرارة النجاح القادمة، ومفتاحا لتغيير المسار، وتدشين مرحلة جديدة أكثر وعيا ونضجا.
كم من فريق عرف الخلل في صفوفه بعد هزيمة مريرة، فأعاد ترتيب أوراقه، وصحح أخطاءه، ليعود أقوى مما كان، وكم من لاعب سقط في لحظة، فظن الناس أنها نهايته، فإذا بها نقطة التحول التي صنعت منه أسطورة، ما لم نعلمه أن الخسارة تعلم، توقظ، وتكشف. وهي في جوهرها، إن حسن التعامل معها واستثمارها الاستثمار الأمثل، لا تقل قيمة عن الانتصار.
بل إن بعض الخسائر تكسب الفريق احترام الجمهور، وتجعله أكثر تعاطفا ودعما، خاصة إذا ما كانت الخسارة مشفوعة بأداء بطولي، عندها يجبر الجميع على التحية، وربما تمنح تلك الهزيمة مكاسب كزيادة في حجم المتابعة، في العقود والرعاية، أو في رفع معنويات فريق شاب ما زال يبحث عن طريقه.
إن ما يميز الأبطال الحقيقيين ليس فقط قدرتهم على الفوز، بل طريقتهم في التعامل مع الخسارة، من يعرف كيف يخسر، يعرف كيف ينتصر، ومن يفهم معنى السقوط، يعرف كيف ومتى ينهض.
فالرياضة، في جوهرها، ليست مجرد أهداف ونقاط تسجل أو نتائج تعلن، بل هي مشوار إنساني مليء بالدروس، والخسارة حين تُستثمر جيدا، قد تكون أعظم انتصار.
لا يفهم من هذا الطرح، أن صاحب هذه الأسطر من هواة الخسارة ويشجع عليها، بل أن الرياضة تربية وتقويم، أحيانا الانتصارات تجعلنا نصد عن العيوب والنواقص والثغرات، بينما الخسارة تعري كل ذلك وغيره، وكثيرا ما تخدرنا الانتصارات، وكثيرا ما تفرض علينا الخسائر التوقف وإعادة النظر، في عالم الرياضة ليس كل فوز هو مكسب، وليس كل تعثر هو خسارة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك