عالم يتغير

فوزية رشيد
مهزلة الأمن الإسرائيلي: ماذا عن أمن دول المنطقة؟!
{ هذا الكيان الذي باسم أمنه يصول ويجول في المنطقة فوق كل قانون وكل شريعة وكل مبادئ أخلاقية وإنسانية! ويحتل ويقتل بوحشية، وحرب إبادته ضد أهل غزة لا يريد إيقافها، حتى لو علا صوت كل شعوب العالم ضدها! بل ويتجول باحتلاله وعدوانه من غزة إلى لبنان إلى سوريا، ليقرر مؤخراً أن يلعب أيضاً دور «شرطي المنطقة»! فهو الذي لا يريد استقراراً لسوريا، ولا يريد إرجاع أراضيها، حتى تلك التي احتلها مؤخراً باسم (أمنه)! وإنما يريد تقسيم وتهشيم الجغرافيا السورية، وتنفيذ خطة «ممر داوود» باسم حماية الدروز، المنقسمين على أنفسهم بين من يلبي طلب الحماية من الكيان، وبين وطنيين يريدون حماية الأرض السورية وسيادتها وأمنها الداخلي! فيأتي «الهجري» زعيم في الطائفة الدرزية في السويداء ليشعل فتيل الاقتتال، حتى تقترب البوصلة من حرب أهلية طاحنه هناك بعد 14 عاماً من معاناة السوريين من الفوضى والاقتتال! وهو أي «الهجري» يحقق بذلك الهدف الصهيوني للتدخل في سوريا، والتوغل أكثر وفرض أوامره على السيادة الوطنية السورية بمنع قواتها الدخول الى «السويداء» ثم السماح لها لمدة 48 ساعة فقط! فمن أعطى للكيان الصهيوني ممارسة هذا الدور فيما الدروز مكون سوري تعايش مع العشائر البدوية منذ القديم، والسويداء جزء من أراضي سوريا وسيادتها؟!
{ هذه الذهنية الصهيونية التي تتجاوز كل المعايير القانونية الدولية والمعايير الأخلاقية والانسانية، هي ذهنية مشبعة بالعنصرية واستباحة سيادة الدول الأخرى! وتتحرك وفق ما تسميه الدفاع عن أمنها، فتعرّض أمن وسيادة واستقلالية الدول الأخرى لانتهاكاتها وعدوانها واحتلالها من دون وجه حق بل واقتطاع أجزاء منها كما تفعل في لبنان وفعلت في سوريا من احتلال أجزاء في جنوب جغرافيتها! بل وصلت إلى الحدود القصوى حين قصفت «القصر الرئاسي» ثم مبنى «وزارة الدفاع السورية»! وبذلك تتجاوز مرة بعد مرة وتحت ذات العنوان وهو «حماية أمنها» لتصبح هي الطرف الوحيد الذي يعتدي طوال الوقت على أمن دول عربية، والادعاء بحماية «الأقليات» مثل الدروز والأكراد في سوريا رغم أنهم مكونات في الدولة السورية، على أمل تحقيق تعاونهم المستقبلي في (تفتيت الأرض السورية وتقسيمها) والوقوع في فخ الثورات السورية أو في ارضها او في تنفيذ «ممر داوود» باعتبار «السويداء» نقطة الارتكاز لتنفيذ هذا المشروع!
{ بذلك نصل الى شريعة الغاب وحدود الكيان المفتوحة على حدود دول المنطقة، وحيث هي الكيان الذي بلا حدود حتى الان وبذلك يتهيأ الكيان لابتلاعها واحدة بعد الأخرى أي حدود الدول الأخرى، بحجة الخوف على أمنها! هذا الخوف الذي لا نهاية له ولن ينتهي حتى لو احتلت كل دول المنطقة العربية ودول في العالم فالشهية مفتوحة! مما يعكس حجة واهية للتوسع والاحتلال والطمع في أراضي هذه الدول بدون وجه حق! ومما يعكس فكراً استعمارياً متقدماً، لا يعنيه القانون الدولي ولا سيادة الدول ولا المبادئ الدولية! بل ما يعنيه هو تحقيق الفوضى وبث الصراع والنزاعات بحجة دعم الأقليات هنا، وبالتالي هو «منهج شيطاني» يتجاوز كل ما هو إنساني وأممي وقانوني!
{ إنه المنطق الذي لا يضع أي اعتبار لأمن الدول الأخرى، ولا لسيادتها ولا لحدودها، فلا شيء له وزن في اعتبار هذا الكيان طالما الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة، يدعمه ويحميه ويمده بالعتاد والسلاح والمال والدعاية ليواصل عدوانيته و«فكره التوسعي المتطرف» والذي تجاوز فكر كل الاستعمارات السابقة! وفي هذا يقف القانون الدولي في حالة الفراغ ومثله تقف المنظمات الدولية والأمم المتحدة، لأن من ينتقد منها هذا الكيان الإرهابي والعدواني، سرعان ما تتم مهاجمته بل وفرض العقوبات عليه!
{ وبذلك يوماً بعد يوم، لا يهدد هذا الكيان (باسم الدفاع عن أمنه) أمن كل الدول العربية فقط وانما هو ينتزع من البشرية كلها مفاهيمها ومعاييرها القانونية والحقوقية والانسانية والأخلاقية، ويتصرف وكأنه فوق البشر والدول جميعاً! فمن أعطاه هذا الحق الاستثنائي ليمثل هكذا خطر على الأمم والبشر؟!
الجواب لا أحد! والجواب أيضاً هو دول الغرب الاستعمارية التي بلغ انسياقها وراء هذا الكيان الغريب والمتطرف، حد التضحية حتى بمبادئها وقيمها التي تدعيها! ولذلك كل شيء تعرفه الأمم والدول ينهار أمام أعينها على يد هذا الكيان الإرهابي! وشعاره هو أنه يفعل ذلك للحفاظ على أمنه! وهو شعار (مطاطي يستوعب تهديد أمن أي دولة في العالم) وأولها أمن واستقرار دول المنطقة العربية! لأن الفكر المتطرف غاية التطرف الذي يتبعه يجعله يتصرف تحت وهم أنه «شعب الله المختار»! وهو الفكر الذي أسس له «حاخامات اليهود»، لينطلقوا من خلاله في احتلال الدول وممارسة القتل والإبادة بأريحية، مما يجعل هذا الكيان المتطرف أحد أخطر المرضى النفسيين كما قلنا سابقاً في العالم كله! والسؤال: إلى متى؟! ومن يوقف هذا الكيان المريض عن نهجه الشيطاني؟!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك