العدد : ١٧٢٩٠ - الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٠ - الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ محرّم ١٤٤٧هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

مهزلة الأمن الإسرائيلي: ماذا عن أمن دول المنطقة؟!

{ هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬باسم‭ ‬أمنه‭ ‬يصول‭ ‬ويجول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬قانون‭ ‬وكل‭ ‬شريعة‭ ‬وكل‭ ‬مبادئ‭ ‬أخلاقية‭ ‬وإنسانية‭! ‬ويحتل‭ ‬ويقتل‭ ‬بوحشية،‭ ‬وحرب‭ ‬إبادته‭ ‬ضد‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬إيقافها،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬علا‭ ‬صوت‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬ضدها‭! ‬بل‭ ‬ويتجول‭ ‬باحتلاله‭ ‬وعدوانه‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬ليقرر‭ ‬مؤخراً‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬أيضاً‭ ‬دور‭ ‬‮«‬شرطي‭ ‬المنطقة‮»‬‭! ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬استقراراً‭ ‬لسوريا،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬إرجاع‭ ‬أراضيها،‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬احتلها‭ ‬مؤخراً‭ ‬باسم‭ (‬أمنه‭)! ‬وإنما‭ ‬يريد‭ ‬تقسيم‭ ‬وتهشيم‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السورية،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬ممر‭ ‬داوود‮»‬‭ ‬باسم‭ ‬حماية‭ ‬الدروز،‭ ‬المنقسمين‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يلبي‭ ‬طلب‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الكيان،‭ ‬وبين‭ ‬وطنيين‭ ‬يريدون‭ ‬حماية‭ ‬الأرض‭ ‬السورية‭ ‬وسيادتها‭ ‬وأمنها‭ ‬الداخلي‭! ‬فيأتي‭ ‬‮«‬الهجري‮»‬‭ ‬زعيم‭ ‬في‭ ‬الطائفة‭ ‬الدرزية‭ ‬في‭ ‬السويداء‭ ‬ليشعل‭ ‬فتيل‭ ‬الاقتتال،‭ ‬حتى‭ ‬تقترب‭ ‬البوصلة‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬طاحنه‭ ‬هناك‭ ‬بعد‭ ‬14‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬السوريين‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والاقتتال‭! ‬وهو‭ ‬أي‭ ‬‮«‬الهجري‮»‬‭ ‬يحقق‭ ‬بذلك‭ ‬الهدف‭ ‬الصهيوني‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬والتوغل‭ ‬أكثر‭ ‬وفرض‭ ‬أوامره‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬السورية‭ ‬بمنع‭ ‬قواتها‭ ‬الدخول‭ ‬الى‭ ‬‮«‬السويداء‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬لمدة‭ ‬48‭ ‬ساعة‭ ‬فقط‭! ‬فمن‭ ‬أعطى‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ممارسة‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬فيما‭ ‬الدروز‭ ‬مكون‭ ‬سوري‭ ‬تعايش‭ ‬مع‭ ‬العشائر‭ ‬البدوية‭ ‬منذ‭ ‬القديم،‭ ‬والسويداء‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬سوريا‭ ‬وسيادتها؟‭!‬

{‭ ‬هذه‭ ‬الذهنية‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬كل‭ ‬المعايير‭ ‬القانونية‭ ‬الدولية‭ ‬والمعايير‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والانسانية،‭ ‬هي‭ ‬ذهنية‭ ‬مشبعة‭ ‬بالعنصرية‭ ‬واستباحة‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭! ‬وتتحرك‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تسميه‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمنها،‭ ‬فتعرّض‭ ‬أمن‭ ‬وسيادة‭ ‬واستقلالية‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬لانتهاكاتها‭ ‬وعدوانها‭ ‬واحتلالها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬بل‭ ‬واقتطاع‭ ‬أجزاء‭ ‬منها‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وفعلت‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬أجزاء‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬جغرافيتها‭! ‬بل‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬القصوى‭ ‬حين‭ ‬قصفت‭ ‬‮«‬القصر‭ ‬الرئاسي‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬مبنى‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬السورية‮»‬‭! ‬وبذلك‭ ‬تتجاوز‭ ‬مرة‭ ‬بعد‭ ‬مرة‭ ‬وتحت‭ ‬ذات‭ ‬العنوان‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬حماية‭ ‬أمنها‮»‬‭ ‬لتصبح‭ ‬هي‭ ‬الطرف‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يعتدي‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬والادعاء‭ ‬بحماية‭ ‬‮«‬الأقليات‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬الدروز‭ ‬والأكراد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬مكونات‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬السورية،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬تحقيق‭ ‬تعاونهم‭ ‬المستقبلي‭ ‬في‭ (‬تفتيت‭ ‬الأرض‭ ‬السورية‭ ‬وتقسيمها‭) ‬والوقوع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الثورات‭ ‬السورية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ارضها‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬‮«‬ممر‭ ‬داوود‮»‬‭ ‬باعتبار‭ ‬‮«‬السويداء‮»‬‭ ‬نقطة‭ ‬الارتكاز‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭!‬

{‭ ‬بذلك‭ ‬نصل‭ ‬الى‭ ‬شريعة‭ ‬الغاب‭ ‬وحدود‭ ‬الكيان‭ ‬المفتوحة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وحيث‭ ‬هي‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬وبذلك‭ ‬يتهيأ‭ ‬الكيان‭ ‬لابتلاعها‭ ‬واحدة‭ ‬بعد‭ ‬الأخرى‭ ‬أي‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬بحجة‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬أمنها‭! ‬هذا‭ ‬الخوف‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له‭ ‬ولن‭ ‬ينتهي‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬احتلت‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فالشهية‭ ‬مفتوحة‭! ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬حجة‭ ‬واهية‭ ‬للتوسع‭ ‬والاحتلال‭ ‬والطمع‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بدون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭! ‬ومما‭ ‬يعكس‭ ‬فكراً‭ ‬استعمارياً‭ ‬متقدماً،‭ ‬لا‭ ‬يعنيه‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ولا‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬ولا‭ ‬المبادئ‭ ‬الدولية‭! ‬بل‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوضى‭ ‬وبث‭ ‬الصراع‭ ‬والنزاعات‭ ‬بحجة‭ ‬دعم‭ ‬الأقليات‭ ‬هنا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬منهج‭ ‬شيطاني‮»‬‭ ‬يتجاوز‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إنساني‭ ‬وأممي‭ ‬وقانوني‭!‬

{‭ ‬إنه‭ ‬المنطق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يضع‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬لأمن‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولا‭ ‬لسيادتها‭ ‬ولا‭ ‬لحدودها،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬له‭ ‬وزن‭ ‬في‭ ‬اعتبار‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬طالما‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬يدعمه‭ ‬ويحميه‭ ‬ويمده‭ ‬بالعتاد‭ ‬والسلاح‭ ‬والمال‭ ‬والدعاية‭ ‬ليواصل‭ ‬عدوانيته‭ ‬و‮«‬فكره‭ ‬التوسعي‭ ‬المتطرف‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬تجاوز‭ ‬فكر‭ ‬كل‭ ‬الاستعمارات‭ ‬السابقة‭! ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬يقف‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الفراغ‭ ‬ومثله‭ ‬تقف‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬ينتقد‭ ‬منها‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الإرهابي‭ ‬والعدواني،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬مهاجمته‭ ‬بل‭ ‬وفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬عليه‭!‬

{‭ ‬وبذلك‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬لا‭ ‬يهدد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ (‬باسم‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمنه‭) ‬أمن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فقط‭ ‬وانما‭ ‬هو‭ ‬ينتزع‭ ‬من‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬مفاهيمها‭ ‬ومعاييرها‭ ‬القانونية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والانسانية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬ويتصرف‭ ‬وكأنه‭ ‬فوق‭ ‬البشر‭ ‬والدول‭ ‬جميعاً‭! ‬فمن‭ ‬أعطاه‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬الاستثنائي‭ ‬ليمثل‭ ‬هكذا‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬والبشر؟‭!‬

الجواب‭ ‬لا‭ ‬أحد‭! ‬والجواب‭ ‬أيضاً‭ ‬هو‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعمارية‭ ‬التي‭ ‬بلغ‭ ‬انسياقها‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الغريب‭ ‬والمتطرف،‭ ‬حد‭ ‬التضحية‭ ‬حتى‭ ‬بمبادئها‭ ‬وقيمها‭ ‬التي‭ ‬تدعيها‭! ‬ولذلك‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تعرفه‭ ‬الأمم‭ ‬والدول‭ ‬ينهار‭ ‬أمام‭ ‬أعينها‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الإرهابي‭! ‬وشعاره‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنه‭! ‬وهو‭ ‬شعار‭ (‬مطاطي‭ ‬يستوعب‭ ‬تهديد‭ ‬أمن‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭) ‬وأولها‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭! ‬لأن‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬غاية‭ ‬التطرف‭ ‬الذي‭ ‬يتبعه‭ ‬يجعله‭ ‬يتصرف‭ ‬تحت‭ ‬وهم‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المختار‮»‬‭! ‬وهو‭ ‬الفكر‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬له‭ ‬‮«‬حاخامات‭ ‬اليهود‮»‬،‭ ‬لينطلقوا‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬الدول‭ ‬وممارسة‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة‭ ‬بأريحية،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬المتطرف‭ ‬أحد‭ ‬أخطر‭ ‬المرضى‭ ‬النفسيين‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬سابقاً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬والسؤال‭: ‬إلى‭ ‬متى؟‭! ‬ومن‭ ‬يوقف‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬المريض‭ ‬عن‭ ‬نهجه‭ ‬الشيطاني؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا