غزة - الوكالات: رصدت مصادر طبية أمس ارتفاعا ملحوظا في معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة.
وقالت المصادر أمس، إن «مجاعة كارثية ومجازر دامية قرب مراكز المساعدات الأمريكية (مصائد الموت) تهدد حياة آلاف المواطنين في قطاع غزة».
وأضافت أن «القطاع يمر بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة».
وأفادت بأن «مجمع ناصر الطبي استقبل 32 شهيدا منذ فجر (اليوم) وعشرات الإصابات نتيجة مجزرة الاحتلال باستهدافهم في مراكز توزيع المساعدات الأمريكية جنوب قطاع غزة».
وحذرت المصادر من «كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة إذا استمر هذا الصمت الدولي»، مطالبة المجتمع الدولي، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية، بـ «التحرك العاجل والفعلي لوقف هذه المجازر وفتح الممرات الإنسانية لتوريد الغذاء والدواء والوقود بشكل آمن ومنتظم».
في السياق ذاته قالت «شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية» إن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل الكارثة الإنسانية، نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية. وحذرت الشبكة من تسجيل وفيات، لا سيما الأطفال وكبار السن، من سياسة التجويع، وطالبت بإدخال المساعدات إلى غزة فورا، في ظل انعدام كامل للطحين بالقطاع.
في غضون ذلك ذاته أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أنها تمتلك مخزونا غذائيا كافيا لجميع سكان قطاع غزة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، لكن الاحتلال لا يسمح بدخوله. وأوضحت الوكالة في منشور عبر منصة إكس، أن هذه الإمدادات، ومنها ما هو مخزن في مستودع بمدينة العريش المصرية، جاهزة للتوزيع، مشيرة إلى أن الأنظمة اللوجستية قائمة.
ودعت أونروا إلى فتح المعابر ورفع الحصار، مؤكدة أنها مستعدة للقيام بواجبها الإنساني ومساعدة السكان، ومنهم مليون طفل.
ويعيش مليونا إنسان في قطاع غزة أزمة إنسانية على المستويات كافة، حيث تغلق سلطات الاحتلال المعابر منذ 2 مارس 2025، وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما سبَّب تفشي المجاعة داخل القطاع.
والجمعة قال عاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة إن الأعمال العدائية اليومية، والوفيات التي يمكن الوقاية منها، وتفاقم نقص الوقود، والنزوح واليأس، تعمل على تطبيع الحرمان الجماعي لسكان غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن السلطات الإسرائيلية أصدرت أمرا آخر بالنزوح، هذه المرة لأجزاء من شمال غزة. وهناك أيضا تقارير مقلقة للغاية عن أطفال وبالغين يعانون من سوء التغذية في المستشفيات مع قلة الموارد لعلاجهم.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن أزمة الطاقة مستمرة في التفاقم على الرغم من استئناف واردات الوقود المحدودة، وقد أجبر نفاده على توقف جمع النفايات الصلبة خلال اليومين الماضيين، كما تم إغلاق المزيد من آبار المياه، خاصة في دير البلح.
وأضاف المكتب أن خدمات صحية محددة مثل غسيل الكلى قد تم تقليصها أو إغلاقها، وسيتعين إنهاء خدمات أخرى أيضا بسبب نقص الوقود، بينما يجري تخصيص الوقود المتاح المحدود بشكل أساسي لخدمات الصحة والمياه والاتصالات، بالإضافة إلى تشغيل المركبات.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن حركة المساعدات الإنسانية داخل غزة لا تزال مقيدة، حيث تم تسهيل سبع فقط من 13 محاولة لتنسيق حركة عمال الإغاثة والإمدادات مع السلطات الإسرائيلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك