عالم يتغير

فوزية رشيد
حتى كتاتيب تحفيظ القرآن تقلق الكيان وللغاية!
{ لأنه كيان استيطاني دخيل على المنطقة بل وعلى العالم! وقائم على منطق القوة وحدها، كقاعدة متقدمة للاستعمار الغربي، ولا صلة له بهوية أو تراث أو دين أو تاريخ الدول التي تم تأسيسه في منتصفها! فهو دائم القلق من كل شيء!
وسيكولوجية القائمين عليه متشربة بالخوف الدائم أيضاً، لأنه يدرك جيداً في دواخله أنه محتل لأرض ليست له، رغم دعاويه التاريخية المزورة وخرافاته وأساطيره التوراتية الملفقة! لذلك فهو كيان مريض منذ تأسيسه، ومستوطنوه مرضى نفسيين بالفعل لا بالمجاز! ويرون أمنهم في الاعتداء الدائم على الدول حوله، والعمل طوال الوقت على إضعافها وتفكيكها، ليأمن هو بقاءه في «فلسطين المسروقة» وليأمن دوافعه في التوسع والسيطرة! ولذلك هو أيضاً يعمل على محاربة كل ما هو عربي وإسلامي، سواء كان تراثاً أو تاريخاً أو آثاراً أو هوية، وصولاً إلى محاربة الدين الإسلامي ومُقدس هذا الدين الذي هو القرآن الكريم!
{ وفي الوقت الذي يمارس فيه الكيان التطرف والكراهية والعنصرية تجاه العرب في تعليمه ذلك للأجيال منذ الصغر، لينتج التطرف وغسل الأدمغة لليهود الصهاينة وكلهم في الكيان كذلك! ويُدرس التوراة والتلمود بما فيها من تلفيق وتزوير، لشحن الأطفال الصهاينة بالعداء واستباحة القتل للعرب باعتباره أمراً مقدساً، فإنه في الوقت ذاته يتدخل عبر سيطرته على الإعلام ومراكز البحث ومراكز القرار في العالم وفي الدول الغربية الكبرى، نقول يتدخل في التعليم العربي وفي مناهجه! وفي مراقبة خطب المساجد، وفي دس جواسيس صهاينة في الدول العربية، بصيغة أئمة ومجاهدين وقيادات في المليشيات الإرهابية المتأسلمة، وكل ذلك لمحاربة الإسلام الحقيقي بتعاليمه الوسطية وقيمه الإلهية الصحيحة، ولخلط أوراق الإسلام بالإرهاب، وهو ما عملت عليه مراكز الاستخبارات الغربية الكبرى مع الموساد التي تتحكم فيها رؤى الماسونية والصهيونية العالمية وبأساليب باتت معروفة!
{ أخيراً وصل «قطار القلق الصهيوني» إلى محطة محاربة «تحفيظ القرآن» في «الكتاتيب» وهنا كتاتيب الأزهر، التي تعمل على تحفيظ القرآن في مساجد مصر خلال فترة الصيف، ليصفها «الإعلام العبري» بأن ذلك ناتج من خطة للأزهر وهي مقلقة للغاية! ورآها صهاينة آخرون أنها تهديد للأمن الصهيوني في الكيان! جاء ذلك وفق تقرير موقع «ناسيف» الاخباري الصهيوني تحت عنوان «قلق للغاية»! رغم أن تحفيظ القرآن من خلال الكتاتيب كان منتشراً في أغلب البلاد العربية كمؤسسات تعليمية، قبل دخول مرحلة «التعليم النظامي» لتعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى حفظ القرآن وتعاليم الدين الإسلامي، وقد شهدت الكتاتيب في مصر إحياءً مؤخراً من خلال مبادرات حكومية لإعادة تفعيل دورها في المجتمع وكنشاط صيفي نافع، كما كان في الماضي حيث تخرج الكثير من علماء وقادة مصريون في تلك الكتاتيب، وأسهموا في بناء المجتمع المصري على مر العصور!
وكان لها دور كبير في الحفاظ على اللغة العربية في مصر ودول عربية أخرى خلال فترات الاحتلال التي تعرضت لها! إلى جانب أن الدين الإسلامي ومقدسه القرآن هو الدين الرسمي للدول العربية، وتحفيظ القرآن فيها شأن ديني داخلي لا مجال لتدخل أي دولة أخرى فيه! فما بالنا إذا كانت هذه الجهة هي الكيان الصهيوني، الذي يعمل ليل نهار للقضاء على هوية وقيم ودين وتاريخ المنطقة ليستولي على جغرافيتها ويهيمن عليها!
{ إن القيم الدينية والأخلاقية والحفاظ عليها هي من أسس بناء الأجيال وبناء الأوطان، وإذا كان الكيان الصهيوني يُلقن أبناءه باسم التوراة والتلمود على أسس التطرف والكراهية والعنصرية، فإن الدين الإسلامي ونصوصه القرآنية تعمل على نقيض تلك الأسس، وتشيع الرحمة والتسامح والتعايش مع كل الشعوب الأخرى بمختلف عقائدها وحضاراتها، ولكن في الوقت ذاته لا تهادن المحتلين للأوطان ولا المعتدين ومرتكبي الجرائم الكبرى ضد البشرية والجرائم الفردية، وذلك من أسس حفظ الحقوق الوطنية والإنسانية، مثلما لا تهادن من يعتدي على مقدساتها وقرآنها، فتلك تعاليم الله وإن لم يلتزم بها كثير من المسلمين خلال هذه المرحلة المصيرية! ولأن الكيان دخيل ومحتل ومغتصب للأرض، ومعتٍد على الهوية والدين، فإن ذلك ما يقلقه، ويود لو ينسف الاسلام نسفاً كما عمل عبر مراحل مختلفة من التاريخ العربي والإسلامي! وأثار الفتن والتشويه في الدين عبر «الإسرائيليات» وعبر أحبار اليهود منذ بداية الإسلام، والكل يعرف قصة «عبد الله بن سلول»! اليهودي، ومثله من دخلوا الإسلام شكلاً وظاهراً، وفي دواخلهم الأحقاد والكراهية للإسلام والمسلمين خاصة العرب!
{ حين يريد الكيان فرض تدخله حتى على المناهج العربية الإسلامية، وحين يريد منع تحفيظ القرآن، حتى تنشأ أجيال عربية لا تعرف دينها ولغتها وهويتها وتاريخها (فإن ذلك منتهى التطرف في ممارسة الإرهاب الفكري والديني)! والعمل على صناعة «أئمة أوروبيين»، كأولئك الذين زاروا الكيان مؤخراً، وقدموا ديباجات المدائح لمجرمي الحرب الصهاينة فيه!
وهو ما صدر حوله بيان من الأزهر الشريف يبين موقفه من أولئك «الأئمة المزيفين» الذين صنعتهم الاستخبارات الصهيونية باسم الإسلام، ليقوموا بدس السم في جوهره، والتحدث باسمه وتشويه قيمه ومبادئه، ومدح مجرمي الإبادة!
ومن الواضح أن الحملة التي بدأت بمحاربة الإسلام يريد اليوم الصهاينة توجيهها بقوة نحو القرآن وتحفيظه في مصر والدول العربية! ونشر مخطط «الديانات الإبراهيمية» هو ضمن تلك الحملة منذ سنوات! وعلى دولنا عدم الانصياع سواء لتغيير مناهجها، أو للهجمة المتطرفة على القرآن وتحفيظه، فهو تطرف في الاعتداء على دين الإسلام!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك