العدد : ١٧٢٨٣ - الجمعة ١٨ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٣ - الجمعة ١٨ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ محرّم ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

القضاء الفرنسي يأمر بالإفراج عن اللبناني جورج عبدالله بعد 40 عاما في السجن

الجمعة ١٨ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

باريس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أمر‭ ‬القضاء‭ ‬الفرنسي‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬بالافراج‭ ‬عن‭ ‬الناشط‭ ‬اللبناني‭ ‬المؤيد‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬جورج‭ ‬ابراهيم‭ ‬عبدالله‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬عليه‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬اغتيال‭ ‬دبلوماسي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬وآخر‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬السجناء‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭. ‬وسيفرج‭ ‬عن‭ ‬عبدالله‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬يوليو‭ ‬الحالي‭ ‬بعد‭ ‬أربعين‭ ‬عاما‭ ‬أمضاها‭ ‬خلف‭ ‬القضبان‭. ‬وأصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬قرارها‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬غير‭ ‬علنية‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬العدل‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬جورج‭ ‬ابراهيم‭ ‬عبدالله‭ ‬البالغ‭ ‬74‭ ‬عاما‭ ‬والمسجون‭ ‬في‭ ‬لانميزان‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬أوت‭- ‬بيرينه‭ ‬بجنوب‭ ‬فرنسا‭. ‬

وصرح‭ ‬محاميه‭ ‬جان‭ ‬لوي‭ ‬شالانسيه‭ ‬لدى‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬الجلسة‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬انتصار‭ ‬قضائي‭ ‬وفضيحة‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬خرج‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬بسبب‭ ‬سلوك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وجميع‭ ‬الرؤساء‭ ‬الفرنسيين‮»‬‭. ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬أعرب‭ ‬شقيقه‭ ‬روبير‭ ‬عبدالله‭ ‬عن‭ ‬‮«‬سعادته‮»‬‭ ‬بالقرار‭ ‬‮«‬بعدما‭ ‬جرت‭ ‬عرقلة‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يأتي‭ ‬يوم‭ ‬يصبح‭ ‬فيه‭ ‬حرا‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬حررت‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإسرائيلية‮»‬‭. ‬

حُكم‭ ‬على‭ ‬جورج‭ ‬إبراهيم‭ ‬عبدالله‭ ‬البالغ‭ ‬حاليا‭ ‬74‭ ‬عاما،‭ ‬سنة‭ ‬1987‭ ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬بتهمة‭ ‬الضلوع‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬دبلوماسي‭ ‬أمريكي‭ ‬وآخر‭ ‬إسرائيلي‭ ‬عام‭ ‬1982‭. ‬وبات‭ ‬مؤهلا‭ ‬للإفراج‭ ‬المشروط‭ ‬منذ‭ ‬25‭ ‬عاما،‭ ‬لكن‭ ‬12‭ ‬طلبا‭ ‬لإطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬رُفضت‭ ‬كلها‭. ‬ولم‭ ‬تعرف‭ ‬تفاصيل‭ ‬الإفراج‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬من‭ ‬الشهر،‭ ‬لكن‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬مشروط‭ ‬بأن‭ ‬يغادر‭ ‬الأراضي‭ ‬الفرنسية‭ ‬ولا‭ ‬يعود‭ ‬إليها‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬بحسب‭ ‬عدة‭ ‬مصادر‭ ‬قبل‭ ‬الجلسة‭ ‬أن‭ ‬تقتاد‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬النظام‭ ‬عبدالله‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬تارب‭ (‬جنوب‭) ‬قبل‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬رواسي‭ ‬بضاحية‭ ‬باريس،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬سيستقل‭ ‬رحلة‭ ‬إلى‭ ‬بيروت‭.‬

وكان‭ ‬لبنان‭ ‬الذي‭ ‬يطالب‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراحه،‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬لمحكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬خطية‭ ‬أنه‭ ‬سيتكفل‭ ‬بتنظيم‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬البلد‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يعلق‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬ولن‭ ‬يمنع‭ ‬بالتالي‭ ‬جورج‭ ‬عبدالله‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭. ‬واعتبرت‭ ‬مجموعة‭ ‬الدعم‭ ‬للمعتقل‭ ‬إعلان‭ ‬الإفراج‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬انتصارا‮»‬،‭ ‬مبدية‭ ‬أملها‭ ‬في‭ ‬ألا‭ ‬تتم‭ ‬‮«‬عرقلة‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭. ‬وقال‭ ‬توم‭ ‬مارتن‭ ‬العضو‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬ستنتصر‮»‬‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬أولا‭ ‬انتصار‭ ‬لجورج‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬بقي‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬رغم‭ ‬اعتقاله‭ ‬أربعين‭ ‬عاما‭ ‬وفيا‭ ‬لمبادئه‭ ‬السياسية‭ ‬ولهويته‭ ‬كناشط‭ ‬شيوعي‭ ‬معاد‭ ‬للإمبريالية‮»‬‭. ‬

وباستثناء‭ ‬عدد‭ ‬ضئيل‭ ‬من‭ ‬المؤيدين‭ ‬الذين‭ ‬واصلوا‭ ‬التظاهر‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬أمام‭ ‬سجن‭ ‬عبدالله‭ ‬وبضعة‭ ‬برلمانيين‭ ‬يساريين،‭ ‬بات‭ ‬المعتقل‭ ‬منسيا‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬العدو‭ ‬الأول‭ ‬لفرنسا‭ ‬وأحد‭ ‬أشهر‭ ‬سجنائها‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬سبب‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬قضية‭ ‬اغتيال‭ ‬الدبلوماسيين،‭ ‬بل‭ ‬لأنه‭ ‬اعتبر‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬موجة‭ ‬اعتداءات‭ ‬شهدتها‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬1985‭-‬1986‭ ‬وأوقعت‭ ‬13‭ ‬قتيلا‭ ‬ناشرة‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭. ‬

وبعد‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬عبدالله‭ ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬تم‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحقيقيين‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬ارتباط‭ ‬بإيران‭. ‬لم‭ ‬يُقرّ‭ ‬جورج‭ ‬عبدالله‭ ‬بضلوعه‭ ‬في‭ ‬عمليتي‭ ‬الاغتيال‭ ‬اللتين‭ ‬صنفهما‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬أعمال‭ ‬‮«‬المقاومة‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬القمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والأمريكي‮»‬‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬اللبنانية‭ (‬1975-1990‭) ‬والغزو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لجنوب‭ ‬لبنان‭ ‬عام‭ ‬1978‭. ‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬أن‭ ‬عبدالله‭ ‬بات‭ ‬‮«‬رمزا‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬للنضال‭ ‬الفلسطيني‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجموعة‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتزعمها‭ ‬عبدالله‭ ‬وتضم‭ ‬مسيحيين‭ ‬لبنانيين‭ ‬علمانيين‭ ‬وماركسيين‭ ‬وناشطين‭ ‬مؤيدين‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الفصائل‭ ‬المسلحة‭ ‬الثورية‭ ‬اللبنانية‮»‬،‭ ‬باتت‭ ‬منحلة‭ ‬‮«‬ولم‭ ‬ترتكب‭ ‬أي‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬منذ‭ ‬1984‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا