العدد : ١٧٣٤٢ - الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٢ - الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

ألوان

الطقاقة نورة ونقلة نوعية في مسرح الرعب

الجمعة ١١ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

أن‭ ‬تقطع‭ ‬تذكرة‭ ‬طائرتك‭ ‬وتحلق‭ ‬خصيصاً‭ ‬لحضور‭ ‬عرض‭ ‬مسرحي‭ ‬فهذا‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رسالة‭ ‬وهدف‭ ‬وغاية‭ ‬وانعكاس‭ ‬للمعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬لدور‭ ‬الفن‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬السياحة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والقطاعات‭ ‬الأخرى‭. ‬نعم،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬بمجرد‭ ‬ما‭ ‬شاهدت‭ ‬إعلان‭ ‬مسرحية‭ (‬الطقاقة‭ ‬نورة‭ / ‬عرس‭ ‬الجن‭) ‬والتي‭ ‬عرضت‭ ‬مؤخراً‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬مسرح‭ ‬نادي‭ ‬القادسية‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭. ‬هممت‭ ‬بحجز‭ ‬تذكرتي‭ ‬وفندقي‭ ‬وتذكرة‭ ‬المسرحية‭ ‬وذهبت‭ ‬محملاً‭ ‬بالشوق‭ ‬متعطشاً‭ ‬لمشاهدة‭ ‬فن‭ ‬راقٍ‭ ‬أصبح‭ ‬عملة‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭.‬

في‭ ‬مسرحية‭ (‬الطقاقة‭ ‬نورة‭ / ‬عرس‭ ‬الجن‭) ‬توفرت‭ ‬جميع‭ ‬عوامل‭ ‬الفن‭ ‬الهادف،‭ ‬فأساس‭ ‬المسرحية‭ ‬الفنان‭ ‬والمنتج‭ ‬والمخرج‭ ‬والمؤلف‭ ‬القدير‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المسلم،‭ ‬فالدكتور‭ ‬تاريخه‭ ‬حافل‭ ‬بالأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬المشرفة،‭ ‬مسرحيات‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬مسلسلات،‭ ‬ولعلي‭ ‬لا‭ ‬أذيع‭ ‬سراً‭ ‬فأنا‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬مسرح‭ ‬السلام‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬فكنت‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬أعماله‭ ‬عندما‭ ‬تعرض‭ ‬في‭ ‬بلدي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ (‬صرخة‭ ‬رعب‭ / ‬البيت‭ ‬المسكون‭ / ‬مثلث‭ ‬برمودا‭).‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬أساسيات‭ ‬نجاح‭ ‬المسرحية‭ ‬بل‭ ‬ركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬الفنانة‭ ‬هدى‭ ‬حسين‭ ‬وقيامها‭ ‬بدور‭ ‬البطولة‭ ‬بشخصية‭ (‬الطقاقة‭ ‬نورة‭)‬،‭ ‬تألق‭ ‬ووهج‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬وخفة‭ ‬دم‭ ‬وكوميدية‭ ‬موقف‭ ‬ممزوج‭ ‬بالدراما‭ ‬وكمية‭ ‬من‭ ‬الرعب،‭ ‬كما‭ ‬تمكنت‭ ‬الفنانة‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬رقصة‭ ‬السامري‭ ‬الرقصة‭ ‬المعروفة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬الغناء‭ ‬بصوت‭ ‬كرواني‭ ‬يسر‭ ‬السامع‭ ‬مسجلاً‭ ‬كان‭ ‬أو‭ ‬غناءً‭ ‬حياً،‭ ‬وكذلك‭ ‬أبدعت‭ ‬الفنانة‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬أغنية‭ (‬يا‭ ‬أهل‭ ‬السامر‭) ‬للفنان‭ ‬القدير‭ (‬عبدالله‭ ‬رويشد‭) ‬وأغنية‭ (‬يا‭ ‬حسين‭) ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الأغاني،‭ ‬كالعادة‭ ‬أبدعت‭ ‬هدى‭ ‬حسين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬وأثبتت‭ ‬أنها‭ ‬الرقم‭ ‬الصعب‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬دراما‭ ‬ومسرح‭ ‬وفنانة‭ ‬شاملة‭ ‬دون‭ ‬منازع‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬كان‭ ‬أداء‭ ‬الممثلين‭ ‬وإتقانهم‭ ‬لأداء‭ ‬شخصياتهم‭ ‬بمنتهى‭ ‬الإبداع،‭ ‬فالفنان‭ ‬القدير‭ ‬محمد‭ ‬العجيمي‭ ‬تألق‭ ‬بشخصية‭ (‬كرومي‭) ‬وكان‭ ‬خفيف‭ ‬الظل‭ ‬كالمعتاد‭ ‬وبرشاقة‭ ‬وتألق‭ (‬الذئب‭) ‬الذي‭ ‬عرفناه‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1988‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ (‬ليلى‭ ‬والذيب‭)‬،‭ ‬أما‭ ‬الفنانة‭ ‬ميس‭ ‬قمر‭ ‬تألقت‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ (‬زهور‭)‬‭ ‬نظيرة‭ ‬ومنافسة‭ (‬نورة‭) ‬وتميزت‭ ‬بأداء‭ ‬يدخل‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬اندماج‭ ‬مع‭ ‬الشخصية،‭ ‬وأما‭ ‬الفنان‭ ‬مشعل‭ ‬الشايع‭ ‬قام‭ ‬بشخصية‭ (‬صلاح‭ ‬مدير‭ ‬الأفراح‭) ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬وبحضور‭ ‬متميز‭ ‬أمام‭ ‬كم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬والجمهور،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬أن‭ ‬أشكر‭ ‬جميع‭ ‬الممثلين‭ ‬في‭ ‬المسرحية‭ ‬ودون‭ ‬استثناء‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬وإتقانهم‭ ‬للشخصيات‭ ‬التي‭ ‬جسدوها‭.‬

كما‭ ‬قلت‭ ‬في‭ ‬العنوان‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الرعب،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬القصة‭ ‬محبوكة‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬وفي‭ ‬طياتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬الهامة‭ ‬للفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬وأهمها‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬ودون‭ ‬الاتكال‭ ‬على‭ ‬الغير‭ ‬في‭ ‬المهنة‭. ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬القصة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬أحرقها‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬إيماناً‭ ‬مني‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬سيستمر‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وأنصح‭ ‬بعمل‭ ‬جولة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الحبيبة‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬مشاهدته‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجمهور،‭ ‬وأما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬السينوغرافيا‭ ‬والموسيقى‭ ‬والديكور‭ ‬والأزياء‭ ‬والمجاميع‭ ‬فدائماً‭ ‬مسرح‭ ‬السلام‭ ‬سباق‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬ودائماً‭ ‬ينافس‭ ‬نفسه‭ ‬ويتفوق‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وبكل‭ ‬تجربة‭ ‬يزداد‭ ‬نضوجاً‭. ‬وآخرًا‭ ‬وليس‭ ‬آخراً‭ ‬أقدم‭ ‬الشكر‭ ‬والعرفان‭ ‬لسيد‭ ‬العمل‭ ‬مخرج‭ ‬العمل‭ ‬محمد‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المسلم‭ ‬وأهنيه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المسرحية‭ ‬الناضجة‭ ‬متمنياً‭ ‬له‭ ‬دوام‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭. ‬حقاً‭ ‬مسرحية‭ ‬فخمة‭ ‬وعرض‭ ‬متكامل‭ ‬يستحق‭ ‬المشاهدة‭ ‬و‭(‬العنوة‭).‬

خالد‭ ‬خليل‭ ‬جناحي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا