العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

نموذج التعلم.. وكيفية الخروج من منطقة الراحة؟

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٠٦ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2025‭ ‬نشرتُ‭ ‬مقالاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة‭ ‬بعنوان‭ (‬الركون‭ ‬إلى‭ ‬الراحة‭ ‬ونموذج‭ ‬التعلم‭ ‬والنمو‭ ‬الشخصي‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬لقد‭ ‬حظي‭ ‬المقال‭ ‬بردود‭ ‬فعل‭ ‬جميلة‭ ‬وعديدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وخاصة‭ ‬عند‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وتطوير‭ ‬الذات‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

وطلب‭ ‬مني‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬والأخوات‭ ‬المختصين‭ ‬استكمال‭ ‬المقال‭ ‬وذلك‭ ‬بالكتابة‭ ‬أو‭ ‬وضع‭ ‬دليل‭ ‬مصغر‭ ‬لكيفية‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة،‭ ‬ولكني‭ ‬أجلت‭ ‬الموضوع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬كثرة‭ ‬الموضوعات‭ ‬وتنوعها،‭ ‬وبعضها‭ ‬يهتم‭ ‬بالشأن‭ ‬العربي‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬قررت‭ ‬بالفعل‭ ‬أن‭ ‬استكمل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬وهذا‭ ‬الدليل‭ ‬المصغر،‭ ‬لنتحدث‭ ‬عن‭ ‬الكيفية‭ ‬العملية‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭.‬

لقد‭ ‬عرفنّا‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ (‬comfort‭ ‬zone‭) ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬حالة‭ ‬سلوكية‭ ‬يمارسها‭ ‬الإنسان‭ ‬بلا‭ ‬توتر‭ ‬أو‭ ‬خطر،‭ ‬بسبب‭ ‬اعتياده‭ ‬على‭ ‬ممارستها‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬روتيني‭ ‬محدد‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تجلب‭ ‬الخطر‭ ‬النفسي‭ ‬لصاحبها‭. ‬فهي‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬المرء‭ ‬شعورًا‭ ‬بالراحة‭ ‬النفسية‭ ‬والأمان‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تبعده‭ ‬عن‭ ‬الطموح‭ ‬والسعي‭ ‬وراء‭ ‬أحلامه‭ ‬والتقدم‭ ‬والإبداع‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التكيّف‭ ‬الذهني‭ ‬شعور‭ ‬بالأمان‭ ‬والراحة‭. ‬

وقلنا‭ ‬إنه‭ ‬يعتقد‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ناتجًا‭ ‬عن‭ ‬عوامل‭ ‬عدة‭ ‬مثل‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬التغيير،‭ ‬العادات‭ ‬المكتسبة،‭ ‬والتكرار‭ ‬اليومي‭ ‬للنشاطات‭ ‬المألوفة،‭ ‬إذ‭ ‬تشير‭ ‬تلك‭ ‬الأبحاث‭ ‬أن‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬يتطلب‭ ‬شجاعة‭ ‬وتفكيرًا‭ ‬إيجابيًا،‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬فرصًا‭ ‬جديدة‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الشخص‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬والتغيير‭. ‬

حسن،‭ ‬كيف‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة؟

من‭ ‬خلال‭ ‬دراستنا‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬العلماء‭ ‬اعتمدوا‭ ‬على‭ ‬12‭ ‬خطوة‭ ‬وطريقة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬ونحن‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الجيد‭ ‬ممارسة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات،‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬إلزامية،‭ ‬وإنما‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬اعتماد‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الخطوات‭ ‬وبعض‭ ‬الطرق،‭ ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جادًا‭ ‬في‭ ‬ممارستها‭ ‬مواظبًا‭ ‬عليها،‭ ‬فالجلوس‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬يحتاج‭ ‬من‭ ‬المرء‭ ‬الراغب‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬كبيرة‭ ‬وإرادة‭ ‬حديدية،‭ ‬والصبر‭ ‬على‭ ‬التعب‭ ‬والإرهاق،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬عملية‭ ‬سهلة‭ ‬وإنما‭ ‬إن‭ ‬تمت‭ ‬ممارستها‭ ‬بالطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬وأتت‭ ‬نتائجها‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬فإنها‭ ‬حتمًا‭ ‬ستكون‭ ‬رائعة‭. ‬لنبدأ‭:‬

تأجيل‭ ‬البدايات؛‭ ‬دائمًا‭ ‬وأبدًا‭ ‬تكون‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬والبدايات‭ ‬مخيفة،‭ ‬فكلما‭ ‬رغبنا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬يقول‭ ‬لك‭ ‬قلبك‭ ‬وربما‭ ‬عقلك‭ ‬‮«‬تريث‭ ‬قليلاً،‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬فأنت‭ ‬لست‭ ‬مستعدًا‮»‬،‭ ‬فتؤجل‭ ‬الحركة،‭ ‬وتأجلت‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى،‭ ‬كلما‭ ‬أجلت‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى،‭ ‬زاد‭ ‬الخوف‭ ‬وصعُب‭ ‬الإنجاز‭. ‬

إذًا،‭ ‬ما‭ ‬الحل‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬الأولى؟‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حل‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وتكن‭ ‬شجاعًا‭ ‬وتبدأ‭ ‬فورًا‭.‬

البقاء‭ ‬في‭ ‬الروتين‭ ‬اليومي؛‭ ‬الروتين‭ ‬اليومي‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬المتع‭ ‬والكسل‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيشه‭ ‬الإنسان،‭ ‬فمن‭ ‬يود‭ ‬تغير‭ ‬روتينه‭ ‬اليومي،‭ ‬فالمرء‭ ‬يصحو‭ ‬في‭ ‬الصباح،‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬يعمل‭ ‬عدة‭ ‬ساعات،‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬يرتاح،‭ ‬يخرج‭ ‬لزيارة‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬وينام‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭ ‬يأخذ‭ ‬الراتب‭. ‬والحياة‭ ‬جميلة‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬خط‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يتغير،‭ ‬تتكرر‭ ‬الأيام‭ ‬ويمضي‭ ‬العمر،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬جديد‭. ‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الروتين‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬تقتل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الإنسان‭ ‬الحرية‭ ‬والتحرر،‭ ‬وانطلاق‭ ‬الفكر،‭ ‬حينئذ‭ ‬يصبح‭ ‬الروتين‭ ‬هو‭ ‬القيد‭ ‬الذي‭ ‬يقيد‭ ‬الإنسان‭ ‬فيه‭ ‬نفسه،‭ ‬فيقتل‭ ‬الإبداع‭ ‬ويمنع‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬الأشياء‭ ‬الجديدة،‭ ‬وحينها‭ ‬يصبح‭ ‬التغيير‭ ‬البسيط‭ ‬قصة‭ ‬رعب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحملها‭. ‬

لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينغرس‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬الروتين‭ ‬اليومي‭ ‬غلاف‭ ‬رقيق‭ ‬يحيط‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهذا‭ ‬الغلاف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتمزق‭ ‬بحركة‭ ‬بسيطة‭.‬

الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخيار‭ ‬الآمن‭ ‬دائمًا؛‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬نقع‭ ‬بين‭ ‬أمرين،‭ ‬أو‭ ‬نُجبر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نختار‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أمرين،‭ ‬فنقع‭ ‬في‭ ‬حيرة،‭ ‬أيهما‭ ‬نختار؟‭ ‬ماذا‭ ‬تختار‭ ‬وظيفة‭ ‬إدارية،‭ ‬ولكنها‭ ‬مليئة‭ ‬بالمشاكل‭ ‬والبحث‭ ‬والجهد‭ ‬وعدد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬المشاكسين،‭ ‬أم‭ ‬وظيفة‭ ‬موظف‭ ‬بسيط‭ ‬يقبع‭ ‬خلف‭ ‬مكتبه‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬ويقدم‭ ‬خدمات‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬بكل‭ ‬هدوء؟‭ ‬ماذا‭ ‬تختار‭ ‬زوجة‭ ‬غنية،‭ ‬ولكنها‭ ‬مشاكسة‭ ‬أم‭ ‬امرأة‭ ‬هادئة،‭ ‬ولكنها‭ ‬فقيرة؟

أنت‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬خيارين؛‭ ‬هل‭ ‬تختار‭ ‬أم‭ ‬ستذهب‭ ‬إلى‭ ‬إنسان‭ ‬آخر‭ ‬يساعدك‭ ‬في‭ ‬الاختيار،‭ ‬أين‭ ‬تذهب؟‭ ‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رغبتنا‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الخيارات‭ ‬السهلة‭ ‬لا‭ ‬تطور‭ ‬الإنسان‭ ‬مهما‭ ‬اتخذ‭ ‬من‭ ‬أعذار،‭ ‬فالتحديات‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬تصنع‭ ‬الفرق‭.‬

التمسك‭ ‬بنفس‭ ‬الأساليب‭ ‬دائمًا؛‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬اللعب،‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يلعب‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬ناجحة،‭ ‬لأنك‭ ‬ستصبح‭ ‬مكشوفًا،‭ ‬فالغريم‭ ‬سيعرف‭ ‬تكتيكاتك‭ ‬وحركاته‭ ‬وخططك،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬الخطة‭ ‬فاشلة‭ ‬أو‭ ‬قديمة‭ ‬أو‭ ‬مكررة‭ ‬ولم‭ ‬تجن‭ ‬من‭ ‬ممارستها‭ ‬أي‭ ‬منفعة،‭ ‬فماذا‭ ‬ستكون‭ ‬النتيجة؟‭ ‬حتمًا‭ ‬ستفشل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعمله‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬يمارسون‭ ‬نفس‭ ‬الأساليب‭ ‬ويتمسكون‭ ‬بها‭ ‬لأنهم‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬غيرها،‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬أساليب‭ ‬وخطط‭ ‬أخرى‭. ‬فتفشل‭ ‬حياتهم،‭ ‬ويجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬التحرك‭ ‬أو‭ ‬التغيير‭. ‬ولكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬أنهم‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يغيروا‭ ‬طريقتهم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحياة،‭ ‬أو‭ ‬الأمور‭ ‬أو‭ ‬المشاكل‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬فإنهم‭ ‬لن‭ ‬يروا‭ ‬نتائج‭ ‬مختلفة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬النتيجة‭ ‬ستبقى‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭.‬

التردد‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات؛‭ ‬كلنا‭ ‬يعرف‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬نخاف‭ ‬الخطأ‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬عالقين‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخيارات،‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬نتحرك،‭ ‬وكما‭ ‬يقال‭ ‬في‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ (‬إذا‭ ‬بغيت‭ ‬تحيره‭ ‬خيره‭) ‬أو‭ (‬خيره‭ ‬وحيره‭). ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬الذي‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬أن‭ ‬يفكر،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬أن‭ ‬يستشير،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬بالطرق‭ ‬العلمية‭ ‬المنهجية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬ولقد‭ ‬تحدثنا‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأساليب‭ ‬المنهجية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬التفكير‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬يجدها‭ ‬مناسبة،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬من‭ ‬نتائجها‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬الإيجابية‭.‬

رفض‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬المختلفة؛‭ ‬كررنا‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬أن‭ ‬تستشير،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬عيب‭ ‬فيه،‭ ‬وحتى‭ ‬أثناء‭ ‬الحوارات‭ ‬أو‭ ‬طرح‭ ‬الأفكار،‭ ‬لأن‭ ‬رفض‭ ‬الإنسان‭ ‬لسماع‭ ‬أفكار‭ ‬الآخرين‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬الذهني‭ ‬والنمو‭. ‬وإن‭ ‬شئت‭ ‬فإنه‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬فكري‭ ‬أو‭ ‬حياتي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬بسبب‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬بسيطة‭ ‬طرحت‭ ‬عليك،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يساعدك‭ ‬للنظر‭ ‬من‭ ‬نافذة‭ ‬الآخرين‭.‬

تجنب‭ ‬الفرص‭ ‬الجديدة؛‭ ‬في‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬الاستشارات‭ ‬الشخصية‭ ‬والدورات‭ ‬العامة‭ ‬ندرب‭ ‬الأفراد‭ ‬على‭ ‬قول‭ (‬لا‭)‬،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬يساعد‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الضغوط،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬معلومًا‭ ‬أن‭ ‬قول‭ (‬لا‭) ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬جديد،‭ ‬وبصورة‭ ‬دائمة‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬تفكير‭ ‬قد‭ ‬يحرم‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬تغير‭ ‬حياته‭. ‬لذلك‭ ‬للراغبين‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬بعقلانية‭ ‬ومنهجية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ (‬نعم‭) ‬أو‭ (‬لا‭)‬،‭ ‬لأنها‭ ‬ستغير‭ ‬حياته‭.‬

التجارب‭ ‬التطوعية؛‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬تجربة‭ ‬جميلة‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ومقابلة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بمختلف‭ ‬نوعياتهم،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬إنساني‭ ‬يقدم‭ ‬فيه‭ ‬المرء‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬وقته‭ ‬لخدمة‭ ‬الآخرين،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬ممتع‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬يقدم‭ ‬خدمات‭ ‬وتجارب‭ ‬جديدة‭ ‬للإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعيشه‭ ‬الإنسان،‭ ‬فعدم‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬جديدة‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬مهاراته‭ ‬ويُضعف‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه‭.‬

التهرب‭ ‬من‭ ‬المخاوف؛‭ ‬الخوف‭ ‬شعور‭ ‬إنساني‭ ‬طبيعي،‭ ‬فكلنا‭ ‬نخاف‭ ‬ونتردد،‭ ‬ولكن‭ ‬الخوف‭ ‬لا‭ ‬يختفي‭ ‬بالهروب‭ ‬بل‭ ‬بالمواجهة‭. ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نفتح‭ ‬النافذة‭ ‬ونلقي‭ ‬بمخاوفنا‭ ‬منها‭ ‬وبعدها‭ ‬نقول‭ ‬انتهي‭ ‬الخوف،‭ ‬فهذا‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬والحقيقة،‭ ‬وإنما‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحمل‭ ‬خوفنا‭ ‬معنا‭ ‬ونصعد‭ ‬السلم‭ ‬درجة‭ ‬درجة‭ ‬وعند‭ ‬كل‭ ‬عتبة‭ ‬نتخلص‭ ‬من‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬السلم‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬تخلصنا‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬تمامًا‭.‬

عدم‭ ‬تحدي‭ ‬نفسك‭ ‬يوميًا؛‭ ‬الركون‭ ‬إلى‭ ‬الدعة‭ ‬والراحة‭ ‬رغبة‭ ‬يحبها‭ ‬كل‭ ‬إنسان،‭ ‬يقوم‭ ‬متأخرًا‭ ‬من‭ ‬السرير،‭ ‬يتثاءب‭ ‬ويتمدد،‭ ‬هذه‭ ‬الراحة‭ ‬جميلة،‭ ‬وكلنا‭ ‬يحب‭ ‬ذلك،‭ ‬والقليل‭ ‬منا‭ ‬من‭ ‬يحب‭ ‬الاستيقاظ‭ ‬مبكرًا‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الإجازات‭. ‬لمثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬البشر‭ ‬يُعد‭ ‬الاستيقاظ‭ ‬من‭ ‬النوم‭ ‬باكرًا‭ ‬والسعي‭ ‬للرزق‭ ‬ومقابلة‭ ‬الناس‭ ‬مغامرة‭ ‬كبيرة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬والاتجاهات‭. ‬لذلك‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬أن‭ ‬يجعلوا‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬تحديًا،‭ ‬فالخروج‭ ‬من‭ ‬السرير‭ ‬تحدٍ،‭ ‬والعمل‭ ‬تحدٍ،‭ ‬ومقابلة‭ ‬الناس‭ ‬تحدٍ‭ ‬وهكذا،‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬تواجهنا‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬وبعض‭ ‬الإرهاق،‭ ‬ولكنها‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬قضية‭ ‬وجودية،‭ ‬فغياب‭ ‬التحديات‭ ‬اليومية‭ ‬يجعل‭ ‬حياتنا‭ ‬مملة‭ ‬وتؤخر‭ ‬تطورنا‭.‬

الرغبة‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القرارات؛‭ ‬قراراتنا‭ ‬عادة‭ ‬نأخذها‭ ‬بأنفسنا،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬وأكرر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬مانع‭ ‬أن‭ ‬تدع‭ ‬الآخرين‭ ‬يقررون‭ ‬لتكشف‭ ‬طرقًا‭ ‬مختلفة‭ ‬ومفيدة،‭ ‬وأفكارا‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬لك‭ ‬على‭ ‬بال‭.‬

نسيان‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬فرصة‭ ‬جديدة؛‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬إخفاقات‭ ‬وفشل‭ ‬الأمس،‭ ‬فالحياة‭ ‬تتقلب‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النجاحات‭ ‬والاخفاقات،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬ولكن‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭ ‬أن‭ ‬نتمسك‭ ‬بإخفاقات‭ ‬الأمس،‭ ‬ونضع‭ ‬خدنا‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬ونبكي‭ ‬ونولول‭ ‬على‭ ‬الأمس،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يمنعنا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬إمكانيات‭ ‬اليوم،‭ ‬وجمال‭ ‬الحركة‭ ‬ونجاحاتنا‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬صغيرة‭.‬

منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬جميلة‭ ‬وممتعة،‭ ‬ولكنها‭ ‬مملة،‭ ‬والبقاء‭ ‬فيها‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬تخلق‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الإنسان‭ ‬الترهل‭ ‬والتخمة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الإنسان‭ ‬الطبيعي‭ ‬حتمًا‭ ‬سيفكر‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬بمجرد‭ ‬حركة‭ ‬بسيطة‭ ‬فهي‭ ‬مغلفة‭ ‬بغلاف‭ ‬رقيق،‭ ‬كل‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬المرء‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الحركة،‭ ‬والنجاح‭ ‬حافز‭ ‬مهم‭.‬


Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا