بيروت – (أ ف ب): بان جليا منذ اللحظة الأولى لإعلان وفاته وشقيقه الأصغر أندريا سيلفا في حادث سير مروع على الحدود البرتغالية-الإسبانية، مكانة المهاجم البرتغالي ديوغا جوتا كلاعب وانسان، ليس فقط عند جماهير فريقه ليفربول وأبناء بلده بل بالنسبة للعالم بأجمعه.
حقق جوتا الشهرة من دون أن يفقد تواضعه وهذا نابع من نشأته ومشاهدته لأبيه وأمه يضحيان من أجل أن يحقق حلمه كلاعب كرة قدم، وهو شيء بقي عالقا في ذهنه حتى مصرعه المأساوي الخميس.
يُعتقد أن جوتا سافر أيضا برا وبحرا للوصول إلى بورتو من أجل حفل حفل زفافه قبل 11 يوما من الفاجعة التي حرمت روتي من زوجها وعشقها وأولاده الثلاثة من حنان الأب وأبويه من الابن اللذين كافحا طيلة حياتهما من أجل أن يحقق حلما قاده إلى أحد أهم الأندية في العالم وللدفاع عن ألوان المنتخب الوطني.
في مقابلة مع «بي بي سي» أجريت مؤخرا، تحدث جوتا عن التضحيات التي قدمها والداه لضمان تحقيق حلمه بأن يكون من بين أفضل اللاعبين في العالم، كاشفا أنه حتى عندما كان في السادسة عشرة من عمره، كانا مضطرين لدفع المال كي يمارس كرة القدم بدلا من الانضمام إلى أكاديمية ناد محترف.
عندما سُئل عما سيقوله لنفسه كفتى في السادسة عشرة من عمره، أجاب «الأمر صعب، لاسيما أني لم أكن من يدفع، بل كان والداي من يدفعان. أتذكر أن ذلك كان أصعب شيء بالنسبة لي لأني كنت أرى معاناتهما في الحصول على المال من أجل النادي، وأعتقد أن ذلك جعلني مدينا لهما مهما حاولت أن أعوض عليهما، وقد حاولت بكل تأكيد». بدأ ابن بورتو مسيرته الاحترافية في نادي باسوس دي فيريرا في ضواحي بورتو مسقط رأسه، قبل أن يتم اكتشافه من قبل أتلتيكو مدريد الاسباني.
في عام 2020، تعاقد ليفربول ومدربه الألماني آنذاك يورغن كلوب ومع الـ«ريدز»، وصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا (2022) وفاز بأربعة ألقاب: كأس الرابطة (2022، 2024)، كأس الاتحاد الإنكليزي (2022) والدوري الإنكليزي الممتاز في نهاية نيسان/أبريل، وهو اللقب الـ20 في تاريخ النادي.
مع البرتغال، خاض جوتا 49 مباراة دولية، سجل خلالها 14 هدفا، وتوج بلقبين في دوري الأمم الأوروبية (2019، 2025)، وكان في خدمة النجم كريستيانو رونالدو.
كل ذلك تحقق بفضل تضحيات الوالدين و«في النهاية، كل موقف يمر به المرء... يشكل تجربة يجب أن نتعلم منها، وعندما نواجه مثل هذه الصعوبات، أعتقد أن ذلك يجعلنا أشخاصا أفضل في النهاية».
وقال جوتا أيضا إن والديه غرسا فيه روح المثابرة، بغض النظر عما سيحدث في مسيرته الكروية، مضيفا أنهما علماه «عدم الاستسلام بشكل رئيسي، حتى خلال اللعب في الدوريات الدنيا».
ورأى أن ذلك لا ينطبق عليه فقط بل على الجميع و«الوصول إلى القمة ممكن دائما. أعتقد أن عدم الاستسلام هو الفكرة الأساسية».
أمس الجمعة صلى على جثمان جوتا وشقيقه في كنيسة صغيرة مجاورة لكنيسة غوندومار حيث تقام اليوم السبت مراسم الجنازة وحيث سيودع العالم لاعبا وانسانا ترك أثره أينما حل، إن كان على الصعيد الرياضي أو على الصعيد الإنساني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك