العدد : ١٧٣٣٤ - الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٤ - الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

الحسابات السياسية لبقاء النظام الإيراني في ضوء نتائج الحرب مع إسرائيل

بقلم: د. جاسم بونوفل

السبت ٠٥ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

المتابع‭ ‬للمشهد‭ ‬الإيراني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬ودخول‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬محدود؛‭ ‬فإن‭ ‬المرء‭ ‬يحتار‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬توصيف‭ ‬وتحليل‭ ‬دقيق‭ ‬لهذا‭ ‬المشهد‭ ‬نظراً‭ ‬الى‭ ‬تلاحق‭ ‬الأحداث‭ ‬وسرعتها‭ ‬وتطورها،‭ ‬فمنذ‭ ‬اعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬فإن‭ ‬حرب‭ ‬التصريحات‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭.‬

وكان‭ ‬تصريح‭ ‬ترامب‭ ‬بداية‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬التصريحات‭ ‬حين‭ ‬قال‭: ‬انه‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬‮«‬القدرات‭ ‬النووية‭ ‬لإيران‮»‬‭. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لم‭ ‬ينتظر‭ ‬المرشد‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬طويلا‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬ترامب،‭ ‬إذ‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬لتكذيب‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬ترامب‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬زاد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حين‭ ‬وصف‭ ‬ترامب‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬فاشل‮»‬‭ ‬وأضاف‭: ‬إن‭ ‬بلاده‭ ‬حققت‭ ‬انتصاراً‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الزائف،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬وجهت‭ ‬‮«‬صفعة‭ ‬قاسية‮»‬‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

ولم‭ ‬يمض‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬حتى‭ ‬رد‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬خامنئي‭ ‬مباشرة،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬وجه‭ ‬إدارته‭ ‬بوقف‭ ‬العمل‭ ‬بتخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬خامنئي،‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬بذلك‭ ‬وقال‭: ‬انه‭ ‬قد‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬قصفها‭ ‬مجدداً‭. ‬

العجيب‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتبادل‭ ‬فيه‭ ‬الطرفان‭ ‬التصريحات‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وتكذيب‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬الآخر‭ ‬حول‭ ‬نتائج‭ ‬الحرب،‭ ‬تكشف‭ ‬لنا‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬الإعلامية‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬الطرفين‭ ‬بإجراء‭ ‬محادثات‭ ‬سرية‭ ‬بينهما‭ ‬هدفها‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬حول‭ ‬برنامج‭ ‬إيران‭ ‬النووي‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بمستقبل‭ ‬علاقات‭ ‬إيران‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

ولما‭ ‬كانت‭ ‬أمريكا‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬الحرب،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب؛‭ ‬لذلك‭ ‬هي‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬يمسك‭ ‬بخيوط‭ ‬اللعبة،‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬نتائجها‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤيتها‭ ‬وبحسب‭ ‬المصادر‭ ‬المطلعة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬كواليس‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬فإن‭ ‬فكرتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬تقوم‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬استبعاد‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬خريطة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬وهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬هي‭ ‬نقطة‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬ونتنياهو،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬الأخير‭ ‬ان‭ ‬إيران‭ ‬بنظامها‭ ‬الحالي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭. ‬

وكان‭ ‬نتنياهو‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أهدافه‭ ‬هو‭ ‬إسقاط‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬واستبداله‭ ‬بنظام‭ ‬جديد‭ ‬لا‭ ‬يعادي‭ ‬إسرائيل‭ ‬ويكون‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتطبيع‭ ‬معها‭. ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يثق‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرغبة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تصطدم‭ ‬مع‭ ‬مقاربة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬بالإمكان‭ ‬ترويض‭ ‬النظام‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحفزات‭ ‬له،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬عدم‭ ‬اسقاطه،‭ ‬ثم‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عنه،‭ ‬والإفراج‭ ‬عن‭ ‬أمواله‭ ‬المجمدة‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لا‭ ‬يعارض‭ ‬رغبة‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬السير‭ ‬نحو‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤيته‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬المظلة‭ ‬التي‭ ‬يوفرها‭ ‬لها‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬قوتها‭ ‬وجبروتها،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬لطلب‭ ‬ترامب‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب،‭ ‬ورأت‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬مصلحتها‭ ‬أن‭ ‬تساير‭ ‬قرار‭ ‬ترامب‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار؛‭ ‬كذلك‭ ‬فأن‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬الأخير‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬النية‭ ‬في‭ ‬الإطاحة‭ ‬بنظامها‭ ‬السياسي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يهمها‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬فإنها‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتضحية‭ ‬بالغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬مقابل‭ ‬عدم‭ ‬إسقاط‭ ‬نظامها‭ ‬السياسي‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬تدرك‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬ميزان‭ ‬القوة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬صالحها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ترسانتها‭ ‬الصاروخية،‭ ‬وأنها‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬ضربات‭ ‬موجعة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬مواصلة‭ ‬الحرب‭ ‬قد‭ ‬تمهد‭  ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬الى‭  ‬انهيار‭ ‬نظامها‭ ‬وزواله‭ ‬وهذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬حكم‭ ‬الملالي‭  ‬خط‭ ‬أحمر؛‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬غرو‭ ‬أن‭ ‬تسلك‭ ‬طريق‭ ‬مؤسس‭ ‬النظام‭ ‬الحالي‭ ‬الامام‭  ‬الراحل‭ ‬الخميني‭  ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭  ‬حين‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يوليو‭ ‬1988م‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬إذاعي‭ ‬قبوله‭ ‬لقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬598‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬العراق،‭ ‬ووصف‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تجرع‭ ‬كأس‭ ‬السم‮»‬‭ ‬وشعور‭ ‬بالخجل‭ ‬‮«‬‭ ‬أمام‭ ‬تضحيات‭ ‬الشعب‭. ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بقاء‭ ‬نظام‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإيرانية‭.‬

ما‭ ‬أشبه‭ ‬الليلة‭ ‬بالبارحة،‭ ‬فها‭ ‬هي‭ ‬إيران‭ ‬اليوم‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬ان‭ ‬رفعت‭ ‬شعارات‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬الأخيرة‭. ‬

ولو‭ ‬أمعنا‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬السردية‭ ‬التي‭ ‬يرددها‭ ‬قادة‭ ‬إيران‭ ‬حول‭ ‬قبولهم‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب؛‭ ‬فسنكتشف‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬مضمون‭ ‬خطاب‭ ‬الخميني‭ ‬إبان‭ ‬قبوله‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬العراق،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬اتخذ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭. ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬الغائبة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬النظام‭ ‬وبقائه‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬أولا‭.‬

في‭ ‬المشهد‭ ‬الحالي‭ ‬يتكرر‭ ‬الموقف‭ ‬نفسه؛‭ ‬فيعزى‭ ‬المرشد‭ ‬الحالي‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬القبول‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬وتضحياته،‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬غير‭ ‬المعلنة‭ ‬هي‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬نظامه‭ ‬من‭ ‬السقوط‭ ‬وهذا‭ ‬الخوف‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬قراءته‭ ‬لتصريحات‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬حينما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬الآن‭ ‬فرصة‭ ‬للتحرك‭ ‬لإسقاط‭ ‬النظام،‭ ‬وأن‭ ‬الطريق‭ ‬معبد‭ ‬له‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‭.‬

‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭. ‬لكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تراجعت‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬بضغط‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬الأوروبيين‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬عدم‭ ‬تغيير‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ويسعون‭ ‬إلى‭ ‬احتوائه‭ ‬وترويضه‭ ‬اعتقاداً‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬التغيير‭ ‬قد‭ ‬يحول‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة‭ ‬وهذا‭ ‬بحسب‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مصلحتهم‭.‬

في‭ ‬تقديري،‭ ‬أن‭ ‬موافقة‭ ‬خامنئي‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬تأكيدات‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عبر‭ ‬وسطاء‭ ‬بأن‭ ‬ترامب‭ ‬سيضمن‭ ‬له‭ ‬بقاء‭ ‬النظام،‭ ‬وأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضغطت‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إلغاء‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تترك‭ ‬لإسرائيل‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬وحدها،‭ ‬وأنها‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ستقوم‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭ ‬ولن‭ ‬تتركها‭ ‬لمزاج‭ ‬نتنياهو‭ ‬ليقرر‭ ‬مصيرها‭. ‬لكن‭ ‬الثمن‭ ‬الذي‭ ‬ستدفعه‭ ‬إيران‭ ‬مقابل‭ ‬عدم‭ ‬إسقاط‭ ‬نظامها‭ ‬سيكون‭ ‬غاليا‭ ‬جداً،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬ترامب‭ ‬مؤخراً‭ ‬حول‭ ‬مساعيه‭ ‬إلى‭ ‬جر‭ ‬إيران‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬‮«‬اتفاقات‭ ‬إبراهيم‮»‬‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬بداية‭ ‬الخيط‭ ‬في‭ ‬ابعاد‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬ساحة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والاقرار‭ ‬بوجود‭ ‬إسرائيل‭.‬

ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وأن‭ ‬غايته‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬جلبها‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬ليملي‭ ‬عليها‭ ‬شروطه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قصقصت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أجنحتها‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬فهل‭ ‬ستضطر‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬القبول‭ ‬بالشروط‭ ‬الامريكية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬بقاء‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬أي‭ ‬صيغة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬المأزق‭ ‬الراهن‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا