تصادف هذه الأيام الذكرى المئوية لتأسيس مركز الأطفال العالمي «آرتيك» بروسيا الاتحادية، الذي تم إنشاؤه في عام 1925 كمصحة للأطفال ثم تحول إلى مركز تعليمي وترفيهي لأطفال الاتحاد السوفيتي لتقديم الخدمات التعليمية والثقافية والفنية والاجتماعية والترفيهية طوال العام على شكل نوبات كل نوبة مدتها ثلاثة أسابيع، كما يتضمن برنامج النوبة لقاءات مع مشاهير روسيا من مسؤولين ورجال أعمال ورواد الفضاء والفنانين والشعراء والمثقفين حتى أصبح هذا المركز أفضل مركز للأطفال في العالم يحتضن الأطفال من 9 سنوات إلى 17 سنة وحلم كل طفل روسي المشاركة في أنشطة هذا المركز الذي يقع في منطقة تم اختيارها بعناية فائقة وهي ضاحية «غرزوف» على ضفاف البحر الأسود بشبه جزيرة القرم التي تتميز بمناخها الصحي وأجوائها المنعشة وجمال طبيعتها على مساحة تبلغ 218 هكتار وتضم 150 مبنى و3 مراكز صحية واستديو سينمائي ومسرح و9 مخيمات كل مخيم يتسع لـ150 طفلا وطفلة وصالات رياضية ومسابح ومسارح وقاعات ومؤتمرات ويستقبل سنويا آلاف الأطفال من مختلف الجمهوريات والمقاطعات والأقاليم الروسية من أكثر من 80 دولة من دول العالم بما فيها مملكة البحرين حيث يشارك أطفال البحرين في فعاليات النوبة التاسعة خلال شهر أغسطس من كل عام منذ عام 2007.
وخلال الحرب الوطنية العظمى أيام الحرب العالمية الثانية احتلت القوات الألمانية المركز وقامت بتدمير بنيته التحتية وتحويله إلى قاعد عسكرية بعد ان تم نقل الأطفال منه حتى تم تحريره في 15 أبريل من عام 1944 حيث خصصت الحكومة السوفيتية مبالغ ضخمة لإعادة بنائه وتأهيله ليتمكن من استقبال الأطفال بعد انتهاء الحرب.
وبعد استعادة روسيا الاتحادية لشبه جزيرة القرم في عام 2014 أجرت الحكومة الروسية عملية ترميم شاملة للمركز بسبب الإهمال الذي تعرض له وعدم إجراء الصيانة اللازمة مدة طويلة، لدرجة أنه جرى الحديث عن إمكانية إغلاقه، فضلا عن تحسين البرامج والأنشطة التي يقدمها المركز للأطفال وتوفير الكوادر المؤهلة من أكاديميين ومتخصصين وشباب متطوع لرعاية ومتابعة الأطفال لإدارة المركز.
وقد حرصت جمعية الصداقة البحرينية الروسية على الاستفادة من الإمكانات التي يوفرها المركز من خلال إرسال 10 أطفال بحرينيين سنويا بالتعاون مع سفارة روسيا الاتحادية لدى مملكة البحرين للمشاركة في فعاليات النوبة التاسعة للمركز مدة 3 أسابيع، كما أسلفنا، حيث يتحمل الطفل قيمة التذكرة أما باقي المصاريف فيتحملها المركز مشكورا بهدف قضاء جزء من الإجازة الصيفية في أنشطة مفيدة لأطفالنا وإكسابهم مهارات الاعتماد على الذات والثقة بالنفس والمشاركة الإيجابية في الحوارات والنقاشات التي تدور بين الأطفال خلال فترة المشاركة وإقامة علاقات صداقة مع الأطفال الروس للمساهمة في تشكيل شخصية الطفل البحريني تمهيدا لإعداده للمستقبل للمساهمة في مسيرة البلاد، وخصوصا ان الطفل البحريني بطبيعته خجول ويعيش في مجتمع محافظ ولا يميل للمشاركة في النقاشات أو اللقاءات.
وبالرغم من المشاركة البحرينية في أنشطة المركز إلا أنه من الملاحظ تردد أولياء الأمور في إرسال أبنائهم خوفا عليهم وذلك راجع إلى طبيعة المجتمع البحريني وعاداته وتقاليده رغم الجهود التي تبذل لإقناع أولياء الأمور بالمردود الإيجابي للمشاركة وهذه إشكالية تواجهها الجمعية سنويا رغم أن المشاركة شبه مجانية وتسهم في القضاء على الفراغ الذي يعاني منه أبناؤنا وبناتنا خلال العطلة الصيفية التي يقضونها بين السهر والألعاب الإلكترونية والنوم طوال النهار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك