الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الدرس البحريني.. في الوضع الإقليمي
ما قامت به مملكة البحرين، انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية، وتنفيذا للسياسة الخارجية الحكيمة، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، خلال ما شهدته المنطقة من تطورات الوضع الإقليمي مؤخرا، مع ترؤس جلالته، للاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء، وما تضمنه الاجتماع من مواقف محورية، وإشارات بالغة الأهمية.. يعد درسا بحرينيا نموذجيا، يستحق التوقف والتأمل والاستفادة.. ليس على المستوى المحلي فحسب، ولكن على المستوى الإقليمي والدولي كذلك.
كما أن القيادة الميدانية المتميزة، والتخطيط الاستراتيجي المدروس، لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكل الإجراءات الاستباقية والوقائية، شكلت أيقونة النجاح والتميز، وتجاوز كل التحديات والتوقعات، والخروج بأفضل النتائج، التي وضعت سلامة الوطن والمواطن على قمة الأولويات.
في مجال الأمن والسلامة المدنية.. كانت وزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية والعسكرية على أهبة الاستعداد والجاهزية.. وفي مجال ضمان توفير الأمن الغذائي والمائي، الدوائي والصحي، الطاقة والبيئة والطيران المدني وغيرها.. كانت الجهات المعنية والمختصة على قدر المسؤولية.. أما في تحركات وزارة الخارجية لعودة المواطنين من الخارج، فتلك قصة نجاح تم صياغتها وتنفيذها بمهنية واحترافية.. أما في المجال الإعلامي.. فقد كانت وزارة الإعلام ومركز الاتصال الوطني، والصحف المحلية والمنصات الإعلامية، على قدر كبير من تعزيز ثقافة «الخطاب الرسمي»، ونشر الوعي الوطني، والثقة والاطمئنان المجتمعي.
وفي المجال الدبلوماسي.. كان الموقف البحريني واضحا منذ البداية، من خلال تأكيد موقف مملكة البحرين الثابت والداعي إلى حل الأزمات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية، وأهمية اعتماد الحلول السلمية، لكل ما فيه صالح شعوب العالم.. كما أن حرص مملكة البحرين على المشاركة في الاجتماعات الخليجية والعربية، خلال تلك الفترة، أكدت العناية القصوى بالموقف الخليجي والعربي الموحد، ومن أجل ضمان الأمن والسلم الدوليين.
درس بحريني جديد وبارز، وجدناه كذلك، من خلال الاهتمام بالشأن الاقتصادي والدفاعي والأمني معا، خلال تلك الفترة، كرسالة بحرينية رفيعة، بأن الأمن ركيزة التنمية، والاقتصاد رفيق السياسة، في كل الظروف.. والسعي إلى تحقيق النمو الاقتصادي والمكاسب الاستثمارية، الذي يسهم في توفير فرص العمل للشباب البحريني.. فأي دولة سارت بهذا النهج الحكيم سوى مملكة البحرين.. وقد تم ذلك من خلال زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للعاصمة لندن، وانضمام المملكة المتحدة إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار، والتوقيع على اتفاقية ومذكرة تفاهم، والشراكة الاستراتيجية الثانية في مجال الاستثمار، والتعاون الدفاعي.
درس بحريني رفيع آخر، تمثل في مشاركة مملكة البحرين في منتدى «سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» في روسيا الاتحادية، برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، ولقاء سموه مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، بجانب مشاركة وفد مملكة البحرين في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في الصين.
ومن أهم الدروس البحرينية المستفادة.. هو تعزيز التماسك المجتمعي، وترسيخ قيم الولاء والانتماء الوطني.. فكان الرهان على وعي المواطن البحريني هو الرهان الناجح والمستدام، الذي يجب المواصلة فيه، والبناء عليه، وخاصة في المرحلة المقبلة، محليا وخارجيا.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك