جنيف – الوكالات: طالبت منظمة أطباء بلا حدود امس الجمعة بوقف نشاط «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة معتبرة أنها تتسبب «بمجازر متكررة».
وقالت أطباء بلا حدود في بيان: إن مؤسسة غزة الإنسانية التي بدأت نشاطها الشهر الماضي «بدعم وتمويل من إسرائيل والولايات المتحدة صممت لإهانة الفلسطينيين بإجبارهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات» وطالبت بوقف نشاطها «فورا».
وأشارت إلى أن «أكثر من 500 شخص قتلوا وأصيب نحو 4000 آخرين أثناء توجههم إلى مراكز التوزيع للحصول على طعام».
تستقبل الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود يوميا أشخاصا قُتلوا أو أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في أحد المواقع التابعة للمؤسسة، وقد لاحظت زيادة كبيرة في عدد الإصابات الناجمة عن طلقات نارية مع استمرار عمليات التوزيع.
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية من أن هذه الفوضى تمنع النساء والأطفال والمسنين وذوي الإعاقة من الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
وأوضح أيتور زابالخوغياسكوا، منسق عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة أن «مواقع التوزيع الأربعة، وكلها في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية بشكل كامل بعد نزوح سكانها قسرا، يبلغ حجمها حجم ملعب كرة قدم وهي محاطة بنقاط مراقبة وسواتر ترابية وأسلاك شائكة. مدخلها المسوّر لا يسمح إلا بنقطة وصول واحدة». وأضاف: «إذا وصل الناس مبكرا واقتربوا من نقاط التفتيش، يُطلق عليهم النار. وإذا وصلوا في الوقت المحدد وكان هناك عدد كبير جدا من الأشخاص وقفزوا فوق السواتر والأسلاك الشائكة، يُطلق عليهم النار. إذا وصلوا متأخرين، فلا ينبغي أن يكونوا هنا لأنها تعد منطقة تم أخلاؤها، فيُطلق عليهم النار».
وانتقدت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مؤسسة غزة الإنسانية ورفضت التعاون معها، بسبب مخاوف بشأن عملياتها وحيادها.
وأمس أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن البحث عن الطعام ينبغي ألا «يكون بمثابة حكم بالإعدام» في غزة، منددا بالنظام الجديد لتوزيع المساعدة الإنسانية في القطاع والذي يؤدي «إلى قتل الناس».
وصرح غوتيريش للصحفيين في نيويورك: «يقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا ينبغي على الإطلاق أن يكون البحث عن الطعام بمثابة حكم بالإعدام»، وذلك من دون أن يسمي مؤسسة غزة الإنسانية التي تتخلل عملياتها لتوزيع المساعدات مشاهد فوضوية ودامية.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد نحو 550 شخصا وجرح أكثر من 4000 آخرين خلال تجمعات ضخمة لأشخاص يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة منذ أن بدأت «مؤسسة غزة الإنسانية» عملياتها في نهاية مايو.
وأمس أفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد ما لا يقل عن 62 فلسطينيا في ضربات أو نيران إسرائيلية في القطاع المحاصر والمدمر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس: «استشهد 62 فلسطينيا حتى الآن بسبب استمرار الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة اليوم (الجمعة)، بينهم عشرة كانوا ينتظرون الحصول على مساعدة إنسانية».
وبحسب بصل، استشهد ستة أشخاص في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة أثناء محاولتهم الدخول إلى مركز توزيع الطرود الغذائية الذي تديره «مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي منظمة ذات تمويل غامض مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.
كما أفاد بسقوط «ثلاثة شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من منتظري المساعدات قرب دوار النابلسي» في جنوب غرب مدينة غزة.
وسقط الشهيد العاشر من منتظري المساعدات «جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات للمواطنين... على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة» في وسط القطاع، وفق محمود بصل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك