وقت مستقطع

علي ميرزا
ذروة الإثارة
مع وصول بطولة كأس الأمم الآسيوية للرجال في الكرة الطائرة إلى مراحلها الإقصائية، والتي تتواصل حتى الرابع والعشرين من يونيو الجاري، يتوقع أن تبلغ المنافسة ذروتها، إذ تودع المنتخبات مرحلة الحسابات النظرية، وتدخل في مواجهات مصيرية لا تقبل القسمة على اثنين.
في هذه المرحلة، لا مجال للتجريب أو المجازفة المحدودة، فكل منتخب يدخل الملعب مدركا أن الخطأ الواحد قد يطيح بآماله، وأن كل نقطة تحتسب قد تكون فاصلة في طريق التقدم أو الخروج، هنا تكشف الأوراق، ويرمى بكل ما في جعبة الفرق من مهارات وتكتيكات وأسرار، لأن اللعب بات على المكشوف، والرهان على الأداء الكامل.
وغالبا ما تشهد هذه المباريات إطالة زمنية تتجاوز الثلاثة أشواط، إذ يصبح الوصول إلى الشوط الخامس أمرا متوقعا، بفعل تقارب المستويات الفنية وتشابه الطموحات بين المنتخبات، وعند هذا الحد، تصبح كل لمسة وكل صافرة ذات أثر كبير، مما يزيد من أهمية تقنية الفيديو «تحدي الجلنج»، التي يتوقع أن تكون حاضرة بكثافة، في ظل رغبة كل فريق في مراجعة أدق القرارات المصيرية.
ومع انطلاق الدور ربع النهائي، تبدأ المنتخبات المتأهلة ماراثونا من العطاء البدني والذهني، إذ يختبر مخزونها الحقيقي من التحمل، وسط جدول مضغوط لا يرحم، فالفريق القادر على إدارة طاقاته بذكاء، وتوزيع مجهوداته بين أشواط المباريات المتتالية، هو من سيبقى في سباق الذهب حتى النهاية.
الأدوار الإقصائية لا تعترف إلا بالمنضبطين تكتيكيا، والواعين بكل لحظة في مجريات اللعب، فكل هفوة في التمركز، وكل تردد في اتخاذ القرار، قد تكلف خسارة شوط أو ربما المباراة، الخبرة هنا تلعب دور المنقذ، خاصة في الربع الأخير من الأشواط حين تتصاعد الأعصاب ويضيق هامش الخطأ.
وفي الوقت الذي يفتقد فيه بعض المنتخبات إلى دعم جماهيري كبير، نتطلع نحن إلى أن يلعب جمهورنا دور «اللاعب الثامن»، بما يملكه من حماس ودافع معنوي قد يحدث فارقا، فمع ارتفاع حدة التنافس، ترتفع الآهات، ويصبح لكل صرخة وزن، ولكل هتاف صدى.
أملنا أن نرى مباريات تليق بالمناسبة، ترتقي فيها المستويات، وتحسم بالأداء، لا بالأخطاء، فالمنصة لا تتسع إلا للأكثر جاهزية، والأكثر تركيزا، والأقدر على مجاراة ضغوط اللحظة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك