العدد : ١٧٢٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

ذروة الإثارة

مع‭ ‬وصول‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية‭ ‬للرجال‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬إلى‭ ‬مراحلها‭ ‬الإقصائية،‭ ‬والتي‭ ‬تتواصل‭ ‬حتى‭ ‬الرابع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬الجاري،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬المنافسة‭ ‬ذروتها،‭ ‬إذ‭ ‬تودع‭ ‬المنتخبات‭ ‬مرحلة‭ ‬الحسابات‭ ‬النظرية،‭ ‬وتدخل‭ ‬في‭ ‬مواجهات‭ ‬مصيرية‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬القسمة‭ ‬على‭ ‬اثنين‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للتجريب‭ ‬أو‭ ‬المجازفة‭ ‬المحدودة،‭ ‬فكل‭ ‬منتخب‭ ‬يدخل‭ ‬الملعب‭ ‬مدركا‭ ‬أن‭ ‬الخطأ‭ ‬الواحد‭ ‬قد‭ ‬يطيح‭ ‬بآماله،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬نقطة‭ ‬تحتسب‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬فاصلة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬التقدم‭ ‬أو‭ ‬الخروج،‭ ‬هنا‭ ‬تكشف‭ ‬الأوراق،‭ ‬ويرمى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬جعبة‭ ‬الفرق‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬وتكتيكات‭ ‬وأسرار،‭ ‬لأن‭ ‬اللعب‭ ‬بات‭ ‬على‭ ‬المكشوف،‭ ‬والرهان‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬الكامل‭.‬

وغالبا‭ ‬ما‭ ‬تشهد‭ ‬هذه‭ ‬المباريات‭ ‬إطالة‭ ‬زمنية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الثلاثة‭ ‬أشواط،‭ ‬إذ‭ ‬يصبح‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الشوط‭ ‬الخامس‭ ‬أمرا‭ ‬متوقعا،‭ ‬بفعل‭ ‬تقارب‭ ‬المستويات‭ ‬الفنية‭ ‬وتشابه‭ ‬الطموحات‭ ‬بين‭ ‬المنتخبات،‭ ‬وعند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬تصبح‭ ‬كل‭ ‬لمسة‭ ‬وكل‭ ‬صافرة‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬كبير،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬تقنية‭ ‬الفيديو‭ ‬‮«‬تحدي‭ ‬الجلنج‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاضرة‭ ‬بكثافة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رغبة‭ ‬كل‭ ‬فريق‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬أدق‭ ‬القرارات‭ ‬المصيرية‭.‬

ومع‭ ‬انطلاق‭ ‬الدور‭ ‬ربع‭ ‬النهائي،‭ ‬تبدأ‭ ‬المنتخبات‭ ‬المتأهلة‭ ‬ماراثونا‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬البدني‭ ‬والذهني،‭ ‬إذ‭ ‬يختبر‭ ‬مخزونها‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬التحمل،‭ ‬وسط‭ ‬جدول‭ ‬مضغوط‭ ‬لا‭ ‬يرحم،‭ ‬فالفريق‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬طاقاته‭ ‬بذكاء،‭ ‬وتوزيع‭ ‬مجهوداته‭ ‬بين‭ ‬أشواط‭ ‬المباريات‭ ‬المتتالية،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬سيبقى‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الذهب‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‭.‬

الأدوار‭ ‬الإقصائية‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬إلا‭ ‬بالمنضبطين‭ ‬تكتيكيا،‭ ‬والواعين‭ ‬بكل‭ ‬لحظة‭ ‬في‭ ‬مجريات‭ ‬اللعب،‭ ‬فكل‭ ‬هفوة‭ ‬في‭ ‬التمركز،‭ ‬وكل‭ ‬تردد‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬قد‭ ‬تكلف‭ ‬خسارة‭ ‬شوط‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬المباراة،‭ ‬الخبرة‭ ‬هنا‭ ‬تلعب‭ ‬دور‭ ‬المنقذ،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬الأشواط‭ ‬حين‭ ‬تتصاعد‭ ‬الأعصاب‭ ‬ويضيق‭ ‬هامش‭ ‬الخطأ‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يفتقد‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬المنتخبات‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬جماهيري‭ ‬كبير،‭ ‬نتطلع‭ ‬نحن‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬جمهورنا‭ ‬دور‭ ‬‮«‬اللاعب‭ ‬الثامن‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬ودافع‭ ‬معنوي‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬فارقا،‭ ‬فمع‭ ‬ارتفاع‭ ‬حدة‭ ‬التنافس،‭ ‬ترتفع‭ ‬الآهات،‭ ‬ويصبح‭ ‬لكل‭ ‬صرخة‭ ‬وزن،‭ ‬ولكل‭ ‬هتاف‭ ‬صدى‭.‬

أملنا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬مباريات‭ ‬تليق‭ ‬بالمناسبة،‭ ‬ترتقي‭ ‬فيها‭ ‬المستويات،‭ ‬وتحسم‭ ‬بالأداء،‭ ‬لا‭ ‬بالأخطاء،‭ ‬فالمنصة‭ ‬لا‭ ‬تتسع‭ ‬إلا‭ ‬للأكثر‭ ‬جاهزية،‭ ‬والأكثر‭ ‬تركيزا،‭ ‬والأقدر‭ ‬على‭ ‬مجاراة‭ ‬ضغوط‭ ‬اللحظة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا