يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
الجبهة الداخلية أولا
يتابع العالم كله اليوم تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران التي ألقت بالفعل بتأثيراتها الخطيرة على المنطقة وعلى دول الخليج العربية. هذه الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات وحتى اللحظة لا أحد بمقدوره أن يجزم كيف ستنتهي وما الذي ستنتهي إليه، وكيف ستتطور الأوضاع الخطيرة في المنطقة. مستقبل الحرب وما سيترتب عليها من أوضاع مرهون بحسابات دولية عقدة.
في هذه الظروف تصبح الجبهة الداخلية في البحرين هي محل الاهتمام الأول والأكبر بالنسبة إلى الكل.
بعبارة أدق، في الظروف الحالية يعتبر حفظ أمن واستقرار البحرين، وتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين، وصلابة الجبهة الداخلية، هي الهدف الأكبر الذي لا يتقدمه أي هدف آخر.
القيادة في البحرين وكل الوزارات والأجهزة المعنية تقوم بواجبها على أكمل وجه.
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حرص في الساعات الأولى لاندلاع الحرب على أن يستقبل أعضاء بمجلس الدفاع الأعلى كي يتأكد جلالته من جاهزية كل الأجهزة المعنية «من أجل حماية الوطن والذود عن مكتسباته وأمن مواطنيه الكرام والمقيمين على أرضه».
وبالتأكيد يتابع جلالة الملك على مدار الساعة وضع الجبهة الداخلية ويتأكد من الجاهزية الدائمة لحفظ الأمن وتلبية احتياجات المواطنين.
سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء يجند كل إمكانات الحكومة بلا استثناء من أجل تحقيق هذه الأهداف، أي حفظ أمن واستقرار البلاد، والاستعداد الدائم لمواجهة أي طارئ، وتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين.
في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء حرص المجلس على الاستماع إلى تقرير تفصيلي قدمه وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني حول الاستعدادات لرفع الجاهزية في إدارة الطوارئ والإجراءات التي يتم اتخاذها لتوفير الاحتياجات الأساسية، وغير ذلك من القضايا ذات الصلة.
يجب التنويه هنا إلى أن وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في خطوة استباقية مهمة قد ترأس مجلس الدفاع المدني قبل اندلاع الحرب، وناقش الاجتماع تفاصيل الخطط الموضوعة تحسبا لأي تطورات.
سمو ولي العهد رئيس الوزراء حرص على أن يتابع وعبر زيارات ميدانية مباشرة لغرف العمليات تفاصيل الاستعدادات القائمة لحفظ الأمن وتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين، وإعطاء التوجيهات بهذا الخصوص. وقد زار سموه في هذا السياق غرفة الطوارئ في مجلس الوزراء، وغرفة الطوارئ في وزارة الداخلية، أيضا مركز المدار في وزارة الخارجية.
إذن، القيادة والدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها تقوم بواجبها على أكمل وجه في هذه الظروف الاستثنائية.
الأمر المهم هنا أن المسؤولية لا تقع على عاتق الدولة وحدها، وإنما على عاتق كل المواطنين والمقيمين.
في هذه الظروف الصعبة، يجب أن يتحلى الكل بأقصى درجات الإحساس بالمسؤولية الوطنية والتصرف بناء على ذلك.
تاريخ البحرين يثبت أنه في أي ظروف طارئة أو استثنائية تمر بها البلاد يقف الشعب صفا واحدا مسؤولا عن حماية الوطن والدفاع عن المصلحة الوطنية العليا.
سمو ولي العهد رئيس الوزراء أكد هذا المعنى حين قال سموه قبل يومين: «إن تعاضد أبناء البحرين وتماسكهم وبما يحملونه من روحٍ وطنية عالية ووعي كبير يشكلون مصدر قوةٍ نَستند إليه في مختلف التحديات لنواصل معهم الحفاظ على أمن البحرين ونمائها».
أداء المواطنين والمقيمين لواجبهم اليوم، والإحساس بالمسؤولية الوطنية يعني أمورا كثيرة. يعني قبل كل شيء الوعي الكامل بخطورة الأوضاع الحالية في المنطقة وما تحتمه من مسؤولية. ويعنى الالتزام الكامل بالتعليمات التي تصدرها الأجهزة الرسمية المعنية. ويعني الحرص الكامل على الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي. ويعني إدراك أنه في الظروف الحالية فإن الإقدام على أي قول أو فعل يمكن أن يضر بأمن الوطن أو يثير البلبلة جريمة كبرى.. وهكذا.
بتكاتف أبناء الوطن مع الدولة وتحمل الكل مسؤوليته الوطنية سوف تجتاز البحرين هذه الظروف الخطيرة الاستثنائية بسلام بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك