العدد : ١٧٢٥٤ - الخميس ١٩ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٤ - الخميس ١٩ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

الجبهة الداخلية أولا

يتابع‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬اليوم‭ ‬تطورات‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬التي‭ ‬ألقت‭ ‬بالفعل‭ ‬بتأثيراتها‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭. ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬وحتى‭ ‬اللحظة‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬بمقدوره‭ ‬أن‭ ‬يجزم‭ ‬كيف‭ ‬ستنتهي‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬ستنتهي‭ ‬إليه،‭ ‬وكيف‭ ‬ستتطور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الخطيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬مستقبل‭ ‬الحرب‭ ‬وما‭ ‬سيترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬مرهون‭ ‬بحسابات‭ ‬دولية‭ ‬عقدة‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬تصبح‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬محل‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأول‭ ‬والأكبر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الكل‭.‬

بعبارة‭ ‬أدق،‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬يعتبر‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البحرين،‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وصلابة‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية،‭ ‬هي‭ ‬الهدف‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتقدمه‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬آخر‭.‬

القيادة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وكل‭ ‬الوزارات‭ ‬والأجهزة‭ ‬المعنية‭ ‬تقوم‭ ‬بواجبها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حرص‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬لاندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يستقبل‭ ‬أعضاء‭ ‬بمجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬الأعلى‭ ‬كي‭ ‬يتأكد‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬جاهزية‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬المعنية‭ ‬‮«‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬والذود‭ ‬عن‭ ‬مكتسباته‭ ‬وأمن‭ ‬مواطنيه‭ ‬الكرام‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬أرضه‮»‬‭.‬

وبالتأكيد‭ ‬يتابع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬وضع‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬ويتأكد‭ ‬من‭ ‬الجاهزية‭ ‬الدائمة‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭.‬

سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يجند‭ ‬كل‭ ‬إمكانات‭ ‬الحكومة‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬أي‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد،‭ ‬والاستعداد‭ ‬الدائم‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬طارئ،‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬

في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأخير‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حرص‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬تقرير‭ ‬تفصيلي‭ ‬قدمه‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬حول‭ ‬الاستعدادات‭ ‬لرفع‭ ‬الجاهزية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الطوارئ‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذها‭ ‬لتوفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

يجب‭ ‬التنويه‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬استباقية‭ ‬مهمة‭ ‬قد‭ ‬ترأس‭ ‬مجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب،‭ ‬وناقش‭ ‬الاجتماع‭ ‬تفاصيل‭ ‬الخطط‭ ‬الموضوعة‭ ‬تحسبا‭ ‬لأي‭ ‬تطورات‭.‬

سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتابع‭ ‬وعبر‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬مباشرة‭ ‬لغرف‭ ‬العمليات‭ ‬تفاصيل‭ ‬الاستعدادات‭ ‬القائمة‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وإعطاء‭ ‬التوجيهات‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭. ‬وقد‭ ‬زار‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬غرفة‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وغرفة‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أيضا‭ ‬مركز‭ ‬المدار‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭.‬

إذن،‭ ‬القيادة‭ ‬والدولة‭ ‬بكل‭ ‬أجهزتها‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬تقوم‭ ‬بواجبها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭.‬

الأمر‭ ‬المهم‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الدولة‭ ‬وحدها،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬الكل‭ ‬بأقصى‭ ‬درجات‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتصرف‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬يثبت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬ظروف‭ ‬طارئة‭ ‬أو‭ ‬استثنائية‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬يقف‭ ‬الشعب‭ ‬صفا‭ ‬واحدا‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭.‬

سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أكد‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬سموه‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭: ‬‮«‬إن‭ ‬تعاضد‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬وتماسكهم‭ ‬وبما‭ ‬يحملونه‭ ‬من‭ ‬روحٍ‭ ‬وطنية‭ ‬عالية‭ ‬ووعي‭ ‬كبير‭ ‬يشكلون‭ ‬مصدر‭ ‬قوةٍ‭ ‬نَستند‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬لنواصل‭ ‬معهم‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬ونمائها‮»‬‭.‬

أداء‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬لواجبهم‭ ‬اليوم،‭ ‬والإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬يعني‭ ‬أمورا‭ ‬كثيرة‭. ‬يعني‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬الوعي‭ ‬الكامل‭ ‬بخطورة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وما‭ ‬تحتمه‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭. ‬ويعنى‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بالتعليمات‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭. ‬ويعني‭ ‬الحرص‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والتماسك‭ ‬المجتمعي‭. ‬ويعني‭ ‬إدراك‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬فإن‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬قول‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضر‭ ‬بأمن‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬يثير‭ ‬البلبلة‭ ‬جريمة‭ ‬كبرى‭.. ‬وهكذا‭.‬

بتكاتف‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬وتحمل‭ ‬الكل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬الوطنية‭ ‬سوف‭ ‬تجتاز‭ ‬البحرين‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الخطيرة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬بسلام‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا