يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
الحرب والموقف الخليجي العربي
عندما شنت اسرائيل عدوانها على إيران، بادرت كل دول الخليج العربية، والدول العربية عامة، فورا بإدانة العدوان، واعتبرت انه انتهاك لسيادة إيران واستقلالها وللقانون الدولي.
وراء هذا الموقف الخليجي العربي اعتبارات مبدئية، ووعي بخطورة العدوان على المنطقة كلها.
معروف ان دول الخليج العربية لديها منذ سنوات طويلة مشاكل كبرى مع إيران بسبب تدخلاتها السافرة في شؤون الدول ودعمها لجماعات طائفية تخريبية، وبسبب الدور المدمر الذي تلعبه المليشيات التابعة لإيران في المنطقة.
ومع هذا بادرت دول الخليج العربية فورا بإدانة العدوان. فعلت هذا من حيث المبدأ، اذ لا يمكن ان تقبل عدوانا على سيادة واستقلال إيران وخرقا للقانون الدولي على هذا النحو في الوقت الذي ندعو فيه نحن الى عدم التدخل في شؤون دولنا واحترام القانون الدولي.
وبالإضافة الى هذا، وراء هذا الموقف وعي كامل بخطورة ما يمثله العدوان والحرب عموما من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها والأوضاع في كل الدول الخليجية.
الحقيقة انه غير هذا الموقف المبدئي، فإن دول الخليج العربية من الممكن ان تلعب اليوم أدوارا أساسية لها اهمية حاسمة لوقف الحرب اولا، ولاحتواء النتائج الخطيرة التي تترتب عليها.
دول الخليج العربية بحكم علاقاتها الدولية ومكانتها في موقع يتيح لها ان تلعب دورا رئيسيا اليوم.
من المهم هنا ان نشير الى أدوار رئيسية لدول الخليج العربية هي على النحو التالي:
بمقدور دول الخليج العربية ان تلعب دورا مهما مع إيران فيما بتعلق بمواقفها الحالية والمستقبلية بما من شأنه تجنيب المنطقة اخطارا داهمة.
بمقدور دول الخليج العربية ان تقنع إيران بالتوقف أولا عن التهديد باستهداف دول المنطقة تحت أي ذريعة، سواء كانت وجود قواعد امريكية أو غيرها.
يجب ان تفهم إيران ان دول الخليج العربية ليست مسؤولة عما وصلت اليه الأوضاع واندلاع الحرب بينها وبين إسرائيل. لسنا طرفا في الأسباب والعوامل التي قادت الى هذه الحرب وفجرتها. ودول الخليج العربية اتخذت موقفا مبدئيا مسؤولا برفض العدوان على إيران والمطالبة بوقفه.
يجب ان تفهم إيران في هذا السياق ان استهدافها لأي من دول الخليج العربية تحت أي ظرف يمكن ان ينسف كل الجهود الخليجية لإصلاح العلاقات معها. وفي هذه الحالة ستكون إيران هي الخاسرة.
كما بمقدور دول الخليج العربية ان تقنع ايران من أجل مصلحتها ومصلحة كل دول المنطقة ان تتجاوب بإيجابية مع أي جهود للتهدئة وانهاء الحرب والعودة الى المفاوضات والعمل على انجاحها.
ودول الخليج العربية لها دور مهم تلعبه مع أمريكا.
العلاقات الخليجية العربية الأمريكية علاقات استراتيجية، وتربطها مع أمريكا مصالح كبيرة ومتشابكة.
لهذا تستطيع دول الخليج العربية ان تتحدث مع أمريكا بوضوح وصراحة في هذه الظروف.
هناك قضايا كثيرة ملحة يجب اثارتها في هذا الإطار. اول هذه القضايا على الاطلاق ان تفهم أمريكا انها يجب الا تتدخل في الحرب على الاطلاق بأي شكل إلى جانب إسرائيل. يجب ان تبلغ دول الخليج العربية أمريكا ان هذا لو حدث فسوف يكون من شأنه تفجير الأوضاع في المنطقة كلها، وسوف تكون هذه كارثة للكل بمن فيهم أمريكا.
كما يجب اقناع الإدارة الأمريكية بأهمية ان تسعى فورا لوقف الحرب وتهدئة الوضع في المنطقة واعادة اطلاق المفاوضات مع إيران. الكل يعلم ان الإدارة الأمريكية هي القادرة اليوم على الضغط على اسرائيل لوقف هذه الحرب.
ودول الخليج العربية لها علاقات قوية بكل القوى الكبرى ومختلف دول العالم، من روسيا، إلى الصين، إلى الدول الأوروبية. يجب ان تستغل هذه العلاقات من اجل حشد جهد دولي لوقف الحرب.
باختصار دول الخليج العربية بمقدورها اليوم ان تلعب دورا حاسما لوضع حد لهذه الحرب وتجنيب المنطقة كلها تداعياتها الخطيرة.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك