تكنولوجيا السكري الحديثة، من أجهزة مراقبة الجلوكوز المتطورة إلى أنظمة البنكرياس الاصطناعي والذكاء الاصطناعي، أصبحت واحدة من أكثر المجالات تطورًا في الرعاية الصحية، وتهدف بشكل أساسي إلى تحسين جودة حياة المريض، وتوفير تحكم أفضل بمستويات السكر، وتقليل مضاعفات السكري. في الحوار التالي مع الدكتورة ابتهال اليوسف استشاري الغدد الصماء والسكري بالمركز الطبي الجامعي مدينة الملك عبد الله سنتعرف على مستجدات تكنولوجيا السكري.
ما أبرز تقنيات السكري الحديثة (حتى 2025)؟
1. الأنظمة ذات الحلقة المغلقة (Closed-Loop Systems)
وتُعرف أيضًا باسم «البنكرياس الصناعي»
تجمع بين:
مضخة الأنسولين:
أصبحت مضخات الأنسولين واحدة من أهم الأدوات الحديثة في إدارة مرض السكري، خاصةً للنوع الأول، لكنها تُستخدم أيضاً لبعض حالات النوع الثاني المعقدة. تعمل هذه الأجهزة على محاكاة عمل البنكرياس الطبيعي من خلال إمداد الجسم بالأنسولين بشكل مستمر وقابل للتعديل
2- جهاز مراقبة الجلوكوز المستمرة (CGM).
3- خوارزمية ذكية تعدل جرعات الأنسولين تلقائيًا كل دقائق.
* أبرز الأمثلة للمضخات:
- MiniMed™ 780G من Medtronic. تتوافر في مملكة البحرين
- Tandem t:slim X2 with Control-IQ لم تتوافر في مملكة البحرين.
- Omnipod 5 من Insulet ( لاسلكية، لاصقة). لم تتوافر في مملكة البحرين
2. أجهزة مراقبة السكر المستمرة CGM))
Continuous Glucose Monitoring
* تقيس السكر بشكل لحظي عبر حساس صغير يُلصق على الجلد من دون الحاجة إلى وخز الأصابع بشكل متكرر
* أمثلة:
- Dexcom G6/G7
- Freestyle Libre 2 / 3
- Guardian Sensor 4 (من Medtronic)
5- linx CGM
6- Ican CGM
* التحسينات الجديدة في أجهزة قياس السكر بشكل مستمر:
- أجهزة أصغر حجمًا.
- دقة عالية.
- قراءات فورية عبر الهاتف.
- لا حاجة إلى الوخز بالإصبع.
- لا حاجة إلى تمرير الهاتف على الحساس (النظام السابق ل freestyle libre 1).
- تنبيهات فورية في حال انخفاض أو ارتفاع السكر.
- ممكن ربط أجهزة CGM أو المضخات بالهاتف المحمول ومشاركة البيانات مع الطبيب أو الأهل في الوقت الفعلي
لماذا هذه التكنولوجيا مهمة؟ وما فوائدها؟
- تمنح المريض حرية ومرونة أكبر في حياته اليومية.
- تقلل الحاجة إلى التفكير المستمر في الأكل والأنسولين.
- بإمكانها إعطاء جرعات دقيقة (جرعات صغيرة جدا)
-بعض المضخات لديها خاصية تقليل الضخ وتوقف الضخ عبر التنبؤ بانخفاض السكر قبل حدوثه ومن ثم إعادة ضخ الأنسولين.
-بعض المضخات لديها خاصية التصحيح التلقائي للارتفاعات.
-تقليل عدد الوخز المستخدم مع أقلام الانسولين (من 4-5 مرات يوميا) بينما يتم تغيير اداة التشريب كل 3 أيام لمستخدمي المضخة.
- تُحسن التحكم في السكر مع تقليل الانخفاضات والارتفاعات، بأقل جهد مبذول من قبل المريض.
- تقلل من مضاعفات السكري طويلة الأمد مثل أمراض القلب، الكلى، والعين.
ما هي سلبياتها؟
على الرغم من أن مضخات الأنسولين وأجهزة الاستشعار (CGM) تُعتبر من أهم التطورات في علاج السكري، إلا أنها ليست خالية من التحديات أو السلبيات، أبرزها:
1. الكلفة العالية للأجهزة والمستلزمات (الخزان، القنية، اللاصقات) باهظة الثمن.
2. الحاجة إلى التدريب: يتطلب استخدامها وعيًا عاليًا من المريض أو الأهل، ومعرفة دقيقة بحساب الكربوهيدرات وضبط الجرعات.
3. الأعطال أو الانسداد: قد يتعرض الأنبوب أو القنية للانسداد، مما يؤدي إلى توقف الإنسولين المفاجئ وارتفاع السكر أو حتى الحامض الكيتوني
4. صعوبة في الاستخدام لبعض الأشخاص: بعض المرضى يشعرون بالانزعاج من ارتداء الجهاز طوال الوقت، خاصة أثناء النوم أو النشاط البدني.
5. الحساسية أو تهيج الجلد: بعض المرضى يصابون بتحسس موضعي في مكان تركيب الجهاز.
6- قد تكون هناك فروقات بين قراءة المستشعر وقياس الإصبع (خصوصًا عند تغير السكر بسرعة أو انخفاضه الحاد).
7- التنبيهات قد تسبب إزعاجا للبعض.
8- مشكلة في التثبيت خلال النشاطات. قد ينفصل الجهاز أثناء السباحة أو التمارين أو التعرق الشديد.
ما الفئة المستهدفة لاستخدام مضخات الأنسولين؟
مضخات الأنسولين ليست حكرًا على فئة عمرية محددة، بل يمكن استخدامها من قبل مرضى السكري من جميع الأعمار، لكن هناك بعض الفئات التي تستفيد منها أكثر، وتشكل ما يُعرف بالفئة المستهدفة لاستخدام المضخة:
*الفئات المستهدفة لاستخدام مضخات الأنسولين:
1. الأطفال والمراهقون المصابون بالسكري من النوع الأول
- يصعب عليهم الالتزام بالحقن اليومية.
- لديهم نمط حياة متغير (نشاط بدني، تغذية غير منتظمة).
- يعانون من تقلبات شديدة في مستويات السكر.
- سهولة ضبط الجرعة الدقيقة بالمضخة تفيدهم كثيرًا.
2. البالغون المصابون بالنوع الأول ممن يعانون من:
- نوبات انخفاض سكر متكررة أو شديدة (خصوصًا اثناء النوم).
- تذبذب غير منضبط في السكر رغم التزامهم بالعلاج.
- الحاجة إلى مرونة في جرعات الإنسولين وتوقيت الوجبات.
3. النساء الحوامل المصابات بالسكري
- سواء سكري الحمل أو النوع الأول.
- المضخة توفر تحكمًا دقيقًا في السكر، مما يقلل من المضاعفات على الأم والجنين
من هم غير المناسبين مؤقتًا للمضخة:
- من لا يملكون الدراية أو الالتزام بمتابعة الجرعات.
- المرضى الذين يرفضون وجود جهاز دائم على أجسامهم.
- حالات نادرة من التحسس الشديد لمواد المضخة أو اللاصق
نحن نعيش عصرًا ذهبيًا في إدارة السكري، حيث أصبح التحكم أسهل وأكثر دقة بفضل تكنولوجيا تجمع بين الذكاء الاصطناعي، الأجهزة الذكية، والتطبيقات المتصلة. والمستقبل يحمل لنا المزيد من الابتكارات التي قد تغيّر كليًا كيفية تعاملنا مع هذا المرض. مضخات الأنسولين تمثل نقلة نوعية في علاج السكري، خاصة مع التكامل بين الذكاء الاصطناعي وأجهزة المراقبة المستمرة. رغم تحدياتها، فإن فوائدها تجعلها خياراً مثالياً لكثير من المرضى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك