يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
الإرهابي مجرم الحرب معكم!!
من سخريات القدر ومهازل السياسة في عالم اليوم أن يخرج إرهابي مجرم حرب مثل نتنياهو ويخاطب الشعب الإيراني قائلا له: «أنا معكم».
نتنياهو بعد أن تفاخر بالدمار الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي على إيران وما سوف يحدثه، قال للشعب الإيراني إن هذه فرصته التاريخية كي يتحرك لإسقاط النظام وقال: «هذه فرصتكم للحرية. نساء، حياة، حرية. أنا معكم، وشعب إسرائيل معكم».
قبل كل شيء نتنياهو آخر شخص في العالم يحق له أن يتحدث عن الحرية أو الحياة أو أي قيمة إنسانية. هذا إرهابي مجرم حرب بحكم المحكمة الجنائية الدولية ومطلوب اعتقاله دوليا. مجرم الحرب هذا يبيد شعبا فلسطينا بأسره في غزة ودمر غزة بالكامل وارتكب كل ما عرفه العالم من جرائم إبادة ضد الإنسانية. كيف يمكن لشخص مثل هذا أن يتحدث عن الحرية أو الحياة في أي مكان في العالم؟
ونتنياهو يخاطب الشعب الإيراني بهذا الكلام في الوقت الذي يشن فيه عدوانا سافرا على بلاده وينتهك سيادته واستقلاله، ويدمر منشآته وقدراته ويغتال علماءه وقادته. من المثير للسخرية أن يحاول نتنياهو تصوير هذا العدوان على أنه خدمة للشعب الإيراني، وأن يتصور أن الإيرانيين سوف يسعدون بالعدوان ويستجيبون لما يقوله لهم.
الإيرانيون شعب له تاريخ عريق ويعتز بوطنه وأرضه. ومهما كانت خلافاتهم مع النظام وعدم رضاهم عنه لا يمكن أن يقبلوا مثل هذا العدوان، ولا يمكن أن ينقلبوا على النظام أو يخرجوا ضده في هذا الوقت بالذات، في الوقت الذي يتعرضون فيه لهذا العدوان الغاشم.
المهم هنا، ماذا وراء ما قاله نتنياهو؟.
نتنياهو يعتقد أن العدوان الحالي من الممكن ألا يقتصر تأثيره فقط على تدمير قدرات إيران النووية والعسكرية أو جزء كبير منها، وإنما من الممكن أن يقود إلى إسقاط النظام الإيراني.
في المخطط الإسرائيلي أن مصلحة إسرائيل لا تقتضي فقط القضاء على قوة إيران النووية والعسكرية، وإنما القضاء على النظام الإيراني ذاته طالما ظل متمسكا بمواقفه الاستراتيجية المعلنة.
هذه استراتيجية إسرائيلية في منتهى الخطورة ليس على إيران وحدها وإنما على المنطقة بأسرها.
صحيح أن هناك قطاعات واسعة من الشعب الإيراني غير راضية عن النظام، وسبق أن خرجت بالفعل في انتفاضات ضده احتجاجا على أوضاعها المعيشية المتردية ورفضا لسياساته الخارجية. وصحيح أن هناك قطاعات من الشعب الإيراني تتمنى تغيير النظام أو حتى تسعى إلى ذلك.
لكن القضية المهمة هنا أن هناك فارقا شاسعا بين أن يسقط النظام الإيراني في إطار عملية داخلية من الاحتجاجات الشعبية مثلا أو أي وسيلة داخلية أخرى، وبين أن يسقط بسبب عدوان إسرائيلي، أو ينسب الفضل في سقوطه إلى إسرائيل.
إذا حدث هذا.. إذا سقط النظام بسبب عدوان إسرائيلي أو بمخطط إسرائيلي، فسوف تكون هذه كارثة استراتيجية كبرى ليس بالنسبة لإيران وحدها وإنما لكل المنطقة ودولها.
منذ فترة طويلة يتحدث نتنياهو عن سعي إسرائيل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط. وهو هدف استراتيجي إسرائيلي. والمقصود بهذا فرض الهيمنة الإسرائيلية الكاملة على المنطقة ومقدراتها.
وإذا حدث أن سقط النظام الإيراني في إطار يمكن أن ينسب إلى إسرائيل وعملائها في إيران، فسوف تكون هذه كما قلت كارثة استراتيجية كبرى على المنطقة كلها.. ستكون تدشينا لعهد جديد من الإرهاب الإسرائيلي في المنطقة، ومن التهديدات بإسقاط نظم وتدمير دول إذا لم ترضخ للهيمنة الإسرائيلية.
التاريخ سوف يتوقف طويلا أمام هذا السؤال: كيف يسمح العالم لإرهابي مجرم حرب مثل نتنياهو أن يمارس كل هذا الإرهاب ويشن هذه الاعتداءات ويرتكب هذه الجرائم في المنطقة من دون رادع؟
يبقى رغم كل ما ذكرناه أن كل هذا لا ينفي مسؤولية النظام الإيراني وحساباته عما يحل بإيران اليوم من دمار.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك