نواب خاضوا العمل البلدي لـ«أخبار الخليج»: التعاون والتنسيق المشترك يخدم المواطن
ضرورة توعية المواطن بمهام كل طرف حتى يقيم عملهم طبقا لصلاحيتهم
التدخل النيابي يضعف العمل البلدي.. ولماذا اختفى المنتدى النيابي البلدي؟!
تقرير: وليد دياب
العلاقة بين عضو المجلس البلدي وعضو مجلس النواب وتداخل الصلاحيات بين الطرفين هو موضوع دائما ما يحدث لغطا، فهناك من يتبنى الرأي الذي يؤكد وجود توتر في العلاقة بين الطرفين، او رغبة كل طرف في الظهور على حساب الطرف الاخر، وهناك رأي اخر يرى ان هناك تجارب أخرى كثيرة شهدت حالة من الانسجام والتنسيق الكبير بين الجانبين، والذي نتج عنه منفعة كبيرة على المواطن في النهاية.
«أخبار الخليج » حرصت على استيضاح الأمر بصورة أكبر من خلال أخذ رأي عدد من الشخصيات التي مثلت الجانبين سواء كان عضوا بلديا او نائبا للتعرف عن قرب على طبيعة هذه العلاقة وكيفية وضع اطر ثابتة من اجل تحقيق أفضل النتائج من تلك العلاقة.
ويقول النائب بدر التميمي إنه قبل ان يكون نائبا، شغل منصب رئيس مجلس بلدي الجنوبية ومن قبلها انتخب عضوا في مجلس بلدي الجنوبية، مشيرا في تصريحات لـ«اخبار الخليج» إلى انه عندما كان في المجلس البلدي تعرض لموقفين متضادين، ففي احدى دوراته في المجلس البلدي كان هناك تعاون كبير بينه وبين نائب الدائرة ونتج عن هذا التعاون تنفيذ العديد من المشاريع لأهالي الدائرة، وعلى النقيض في دورة أخرى له بالمجلس البلدي لم يكن هناك أي نوع من التعاون مع نائب الدائرة، قائلا: «كان كل منا يعمل في وادٍ بعيد عن الطرف الثاني».
وأشار النائب التميمي الى ان الامر ليس له معايير محددة في تحديد العلاقة بين عضو البلدي والنائب وان الموضوع يتم بناء على شخصية وطبيعة كل شخص، مؤكدا أهمية ان يكون هناك تعاون بين الطرفين لان كل منهما يكمل الاخر، فالعضو البلدي يكون اكثر قربا ودراية بصغائر الأمور داخل الدائرة ويستطيع اطلاع النائب على كل صغيرة وكبيرة في دائرته من مشروعات مطلوبة، في حين ان النائب لديه من الصلاحيات والسلطات الأكبر من العضو البلدي ويستطيع من خلال منصبه واطلاعه على ميزانية الدولة ان يحقق عمل العضو البلدي عبر تنفيذ المشروعات المطلوبة في الدائرة.
وأعرب عن تمنياته ان يكون هناك تنسيق دائم بين الطرفين ما ينعكس إيجابا على خدمة الوطن والمواطن، مضيفا انه أحيانا يكون هناك تدخل من النائب في عمل العضو البلدي، فهناك نواب يعملون لأنفسهم لكسب الناس، وأيضا هناك بلديون لا يرحبون بالتعاون مع النائب خوفا من ان يحصل هو على النجاح كله، بينما يجب ان يعلم الطرفان ان تحقيق أي نجاح سيحسب للاثنين.
النائب ورئيس مجلس بلدي الشمالية السابق محمد بوحمود أشار الى انه عمل من بداية دخوله مجلس بلدي الشمالية على حل هذه المعضلة، مشيرا الى انه كان صاحب فكرة المنتدى النيابي البلدي والذي تم انعقاده مرتين فقط في 2015 و2017، وكان الهدف منه إيجاد نوع من التقارب بين العمل البلدي والعمل النيابي، موضحا ان النسختين للأسف لم يسفرا عن شيء مجدٍ، معربا عن تمنياته ان يتم إعادة تنظيم هذا المنتدى في بداية كل فصل تشريعي.
وبين انه أحيانا يكون غياب التنسيق بين الطرفين بسبب اختلاف الأيديولوجيات والأفكار أو الانتماءات بين الطرفين، وهذا يعود بالسلب على المواطنين، لافتا إلى أن تدخل النائب في العمل البلدي يضعف من المجالس البلدية، قائلا: «من غير المعقول ان يكون هناك تداخل في الصلاحيات بهذه الصورة في ظل ان مملكة البحرين من أوائل دول المنطقة في العمل البلدي، فيجب ان يكون هناك شكل أكبر من التنسيق بين الجانبين».
وذكر بوحمود ان عددا ليس بالقليل من النواب يتدخل في العمل البلدي رغبة منه في الظهور على حساب العضو البلدي الذي يحتاج الى وقت طويل لتنفيذ أمور معينة على عكس النائب الذي لديه السلطة لإنهاء أمور بصورة أسرع، مبينا ان هناك بالفعل تداخل في الصلاحيات بين الطرفين، فنجد ان لجنة المرافق العامة والبيئة بمجلس النواب جل اعمالها تتعلق بالعمل البلدي، ولكن مهام النائب تكون اكبر ومشروعاته اضخم من عضو البلدي الذي يتابع صغار المشروعات في الدائرة والتي لا يجب ان ينشغل بها النائب الذي من المفترض ان يكون لديه اعمال ومهام اكبر من ذلك، وبالتالي نرى ان العملين يكملان بعضهما البعض.
وأشار الى ان هناك تجارب مميزة للتعاون والانسجام بين عضو البلدي والنائب، مستشهدا بتجربته خلال رئاسته لمجلس بلدي الشمالية وانه كان بينه وبين النائب تنسيق كامل ما نتج عن هذا التعاون مشروعات متميزة أضيفت اليه والى نائب الدائرة.
واكد انه في الوقت ذاته هناك نواب كانوا يطلبون من مسؤولين خلال زيارات لدوائرهم بعدم دعوة عضو بلدي الدائرة حتى لا يحل على أي اشادة من الأهالي، موضحا ان هناك نواب قد يتخوفون من منافسة عضو البلدي لهم عبر ترشحه للمقعد النيابي.
وتابع قوله ان العمل الأساسي للنائب هو الرقابة والتشريع، وان الخدمات هي عمل فرعي وليس العمل الأساسي الذي يجب ان يقوم به النائب، ولكن بسبب ان المواطن اهتماماته الأساسية هو ما يراه من خدمات ملموسة تتعلق بحياته اليومية فهذا يدفع النائب الى التدخل في عمل العضو البلدي حتى يظهر امام المواطن بأنه يقدم له ما يحتاج اليه من خدمات.
وعن رأيه في الحل لهذه الإشكالية، قال بوحمود: اننا ينقصنا الوعي في التفرقة بين مهام النائب ومهام العضو البلدي، لان كل طرف له عمله ولن يؤثر هذا على عمل الاخر، مضيفا انه من الصعوبة ان نحدد معايير ثابتة من اجل توفير نوع من التنسيق بين الطرفين لان الامر خاضع لشخصية كل من العضو والبلدي والنائب، وبالتالي زيادة إقامة الندوات والفعاليات المجتمعية تساعد في زيادة توعية المواطنين بدور كل من البلدي والنائب وان المواطن يمكنه ان يضغط على الطرفين من اجل التنسيق المشترك، خدمة له في النهاية.
من جانبه أشار النائب الحالي وعضو بلدي المحرق السابق النائب خالد بوعنق الى ضرورة ان يهتم النائب بدعم العمل البلدي، مؤكدا ان التعاون والتنسيق والتكامل النيابي والبلدي من صميم المسؤوليات والواجبات البرلمانية، وان التواصل المستمر بين النائب البرلماني وعضو المجلس البلدي يهدف إلى خدمة الوطن والمواطنين، مع ضرورة تأكيد احترام مهام كل طرف وعدم التداخل في الاختصاصات.
وتابع قوله انه من خلال تجربته الشخصية ومعرفته بعمل العضو البلدي، فإنه يحرص على عدم التداخل في المهام، مشيرا الى انه لديه في دائرته تجربة ناجحة ومتميزة في التعاون والتكامل والتنسيق بين النائب والعضو البلدي، وان هذا التعاون نتج عنه معالجة الكثير من الأمور والقضايا لمصلحة الأهالي والدائرة كل بحسب اختصاصه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك