العدد : ١٧٢٤٣ - الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٣ - الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

إغلاق مخيم الركبان للنازحين على الحدود السورية مع الأردن والعراق

الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

دمشق‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أغلق‭ ‬مخيم‭ ‬الركبان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يؤوي‭ ‬نازحين‭ ‬سوريين‭ ‬عند‭ ‬مثلث‭ ‬الحدود‭ ‬السورية‭ ‬العراقية‭ ‬الأردنية‭ ‬أبوابه،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬ومنظمة‭ ‬غير‭ ‬حكومية،‭ ‬بعد‭ ‬مغادرة‭ ‬آخر‭ ‬العائلات‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬سيئة‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬النزاع‭. ‬وكتب‭ ‬وزير‭ ‬الطوارئ‭ ‬والكوارث‭ ‬رائد‭ ‬الصالح‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬إكس‮»‬‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إغلاق‭ ‬مخيم‭ ‬الركبان‭ ‬يمثل‭ ‬نهاية‭ ‬لواحدة‭ ‬من‭ ‬أقسى‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬واجهها‭ ‬أهلنا‭ ‬النازحون‮»‬‭. ‬وكتب‭ ‬من‭ ‬جهته‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬حمزة‭ ‬المصطفى‭ ‬في‭ ‬منشور‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬نفسها‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بتفكيك‭ ‬مخيم‭ ‬الركبان‭ ‬وعودة‭ ‬النازحين‭ ‬يُطوى‭ ‬فصل‭ ‬مأساوي‭ ‬وحزين‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬النزوح‭ ‬التي‭ ‬صنعتها‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬للنظام‭ ‬البائد‮»‬‭. ‬

وأضاف‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الركبان‭ ‬مجرد‭ ‬مخيم،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬مثلث‭ ‬الموت‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬على‭ ‬قساوة‭ ‬الحصار‭ ‬والتجويع،‭ ‬حيث‭ ‬ترك‭ ‬النظام‭ ‬الناس‭ ‬لمواجهة‭ ‬مصيرهم‭ ‬المؤلم‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬القاحلة‮»‬‭. ‬وأعلنت‭ ‬المنظمة‭ ‬السورية‭ ‬للطوارئ‭ ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬إنسانية‭ ‬غير‭ ‬حكومية،‭ ‬في‭ ‬منشور‭ ‬على‭ ‬‮«‬إكس‮»‬‭ ‬ليل‭ ‬الجمعة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مخيم‭ ‬الركبان‭ ‬أغلق‭ ‬رسميا‭ ‬وبات‭ ‬فارغا‭. ‬كل‭ ‬العائلات‭ ‬والسكان‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‮»‬‭. ‬وأنشئ‭ ‬مخيم‭ ‬الركبان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وشكّل‭ ‬ملاذا‭ ‬لسوريين‭ ‬فروا‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬الجهاديين‭ ‬وقصف‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬السابق،‭ ‬آملين‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬الأردن‭. ‬

ويقع‭ ‬المخيم‭ ‬عند‭ ‬مثلث‭ ‬الحدود‭ ‬السورية‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬والأردن،‭ ‬ضمن‭ ‬منطقة‭ ‬أمنية‭ ‬بقطر‭ ‬55‭ ‬كيلومتراً‭ ‬أقامها‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الجهاديين‭ ‬بقيادة‭ ‬واشنطن،‭ ‬وأنشأ‭ ‬فيها‭ ‬قاعدة‭ ‬التنف‭ ‬حيث‭ ‬تنتشر‭ ‬قوات‭ ‬أمريكية‭. ‬وفي‭ ‬الذروة،‭ ‬آوى‭ ‬الركبان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭. ‬لكن‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬غادروه‭ ‬على‭ ‬مرّ‭ ‬السنوات،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬بعدما‭ ‬أغلق‭ ‬الأردن‭ ‬حدوده‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬ما‭ ‬أرغم‭ ‬كثراً‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية،‭ ‬هرباً‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬والفقر‭ ‬ونقص‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭. ‬وقبل‭ ‬سقوط‭ ‬حكم‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬كان‭ ‬المخيم‭ ‬يؤوي‭ ‬نحو‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬معزولين‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬السابق‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬السلطات‭ ‬حينها‭ ‬إلا‭ ‬نادرا‭ ‬بدخول‭ ‬المساعدات‭ ‬إليه‭. ‬

وبحسب‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بدأ‭ ‬السكان‭ ‬بالعودة‭ ‬تدريجيا‭ ‬إلى‭ ‬مناطقهم‭ ‬الأصلية‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬الأسد‭. ‬واعتبر‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬منشوره‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نهاية‭ ‬الركبان‭ ‬تمثل‭ ‬بداية‭ ‬طريق‭ ‬جديد‭ ‬لتفكيك‭ ‬باقي‭ ‬المخيمات‮»‬‭. ‬وشرّد‭ ‬النزاع‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬بعد‭ ‬قمع‭ ‬السلطات‭ ‬احتجاجات‭ ‬شعبية‭ ‬اندلعت‭ ‬ضدّ‭ ‬حكم‭ ‬عائلة‭ ‬الأسد،‭ ‬قرابة‭ ‬نصف‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬سوريا‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬وخارجها‭. ‬ولجأ‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬إلى‭ ‬مخيمات‭ ‬في‭ ‬إدلب‭ ‬ومحيطها‭. ‬وبعد‭ ‬إطاحة‭ ‬الأسد،‭ ‬عاد‭ ‬1‭.‬87‭ ‬مليون‭ ‬سوري‭ ‬فقط،‭ ‬من‭ ‬لاجئين‭ ‬ونازحين،‭ ‬إلى‭ ‬مناطقهم‭ ‬الأصلية،‭ ‬بحسب‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نقص‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬يشكل‭ ‬التحدي‭ ‬الأبرز‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬عودتهم‭. ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬نحو‭ ‬6‭.‬6‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬نازحين‭ ‬داخليا،‭ ‬وفق‭ ‬المصدر‭ ‬ذاته‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا