باريس - (أ ف ب): إذا كان منتخبا البرازيل وإنجلترا لكرة القدم قاما بتغيير النمط التقليدي من خلال الاستعانة بخبرات مدربين أجنبيين للعودة الى القمة، فإن المرشحين الآخرين لمونديال 2026 المقرر في الفترة من 11 يونيو الى 19 يوليو سيعتمدون على نقاط قوتهم التقليدية أمثال إسبانيا وفرنسا.
تجديد دماء ألمانيا
قررت ألمانيا الاعتماد على عنصر الشباب بدءا من اختيار مدرب شاب هو يوليان ناغلسمان (37 عاما) والاعتماد على جيل جديد بوجود النجمين جمال موسيالا وفلوريان فيرتس وكلاهما يبلغ الثانية والعشرين من العمر. تملك ألمانيا سجلا رائعا في نهائيات كأس العالم من خلال بلوغها الدور نصف النهائي 13 مرة في 20 مشاركة، لكنها قدمت أسوأ مستوى لها في آخر نسختين لتخرج من الدور الأول بخفي حنين.
إنجلترا تتخلى عن التقليد
استعان المنتخب الإنجليزي بخدمات الألماني توماس توخل في محاولة لإحراز ثاني لقب عالمي بعد تتويجه للمرة الأخيرة عام 1966 في البطولة التي استضافها. وبعد خسارتين في مباراتين نهائيتين في كأس أوروبا أمام إيطاليا بركلات الترجيح 2-3 (الوقت الاصلي والإضافي 1-1) صيف عام 2021، ثم ضد إسبانيا 1-2 صيف 2024، اقترب منتخب «الأسود الثلاثة» من التتويج. من أجل التتويج بلقب كبير، يعتمد المنتخب الإنكليزي على جيل ذهبي يضم في صفوفه جود بيلينغهام وبوكايو ساكا بقيادة الهداف وقائد المنتخب هاري كاين. بدأ التصفيات المؤهلة الى مونديال 2026 بأفضل طريقة ممكنة بفوزه على ألبانيا 2-0 وعلى لاتفيا 3-0.
الأرجنتين دائما في القمة
لا يزال ليونيل ميسي (191 مباراة دولية مع 112 هدفا) موجودا وبقيادته تتصدر الأرجنتين التصنيف الدولي. ألحق المنتخب الأرجنتيني خسارة مذلة بغريمه التقليدي البرازيل 4-1 في تصفيات مونديال 2026 لمنطقة كونميبول في غياب ميسي. حاز المنتخب الأرجنتيني ايضا كوبا أميركا عام 2024 ولم يخسر سوى 3 مباريات من أصل 28 خاضها بعد تتويجها لمونديال 2022 بفوزه على فرنسا بركلات الترجيح. يبدو المنتخب الأرجنتيني أقوى في الوقت الحالي مع تألق هدافه خوليان الفاريس في صفوف اتلتيكو مدريد ولاوتارو مارتينيس مع إنتر.
البرازيل بنكهة إيطالية
بعد أن وجد نفسه في أزمة خلال تصفيات أميركا الجنوبية، استعان المنتخب البرازيلي بالمدرب الإيطالي المحنك كارلو أنشيلوتي خلفا لدوريفال جونيور، ليصبح أول مدرب أجنبي في تاريخ بلاد السامبا منذ مرور الأرجنتيني فيليبو نونيس لفترة وجيزة عام 1965. من المتوقع ان يتأهل المنتخب حامل كأس العالم 5 مرات آخرها عام 2002، إلى النهائيات. لم يستعد نجمه نيمار كامل لياقته البدنية، لكن البرازيل تعتمد على سحر أنشيلوتي وسجله الناصع لاستعادة الامجاد.
إسبانيا واثقة من قوتها
تبدو إسبانيا أقوى من أي وقت مضى بعد إحرازها كأس أوروبا عام 2024 لتضيفها إلى دوري الأمم الأوروبية عام 2023، وقد بلغت أيضا نهائي دوري الأمم في نسخته الحالية حيث تلتقي البرتغال في النهائي الأحد وذلك بعد فوز مثير على فرنسا 5-4. تضم في صفوفها الجناح المتألق لامين جمال (17 عاما) وصانع الألعاب صاحب الرؤية الثاقبة بيدري.
فرنسا تعتمد على مواهبها
تُعتبر فرنسا الأكثر ثباتا في المستوى على مر السنوات الثلاثين الاخيرة إذ توجت بطلة للعالم في مونديال روسيا عام 2018 وبلغت نهائي مونديال قطر بعدها بأربع سنوات. تملك منجما للمواهب على مر السنوات أمثال جناح باريس سان جرمان ديزيريه دويه أو ميكايل أوليسيه الذي تألق في مباراة بلاده ضد كرواتيا ليقلب خسارة الذهاب بهدفين نظيفين الى فوز بالنتيجة ذاتها قبل أن يحسم فريقه النتيجة بركلات الترجيح 5-4 في ربع النهائي. سينهي مدرب فرنسا ديدييه ديشان عهدا استمر 14 عاما بنهاية مونديال 2026.
البرتغال تعتمد على رونالدو دائما
لا يزال كريستيانو رونالدو قادرا على التسجيل على الرغم من بلوغه الأربعين من عمره، وكانت آخر اهدافه في شباك ألمانيا عندما منح فريقه الفوز 2-1 وقاده إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية. والهدف هو الرقم 137 في 220 مباراة دولية. يلهث رونالدو المتعطش للأرقام القياسية وراء لقب عالمي لم يحرزه بتاتا. يستطيع أن يحذو حذو حارس مرمى إيطاليا الشهير دينو زوف الذي أحرز اللقب كقائد لفريقه بعمر الأربعين عام 1982. اذا قدر لرونالدو المشاركة في النسخة المقبلة من كأس العالم، سيصبح اللاعب الوحيد الذي شارك في ست نسخ مختلفة للمونديال. والى جانب القائد، يعتمد مدرب البرتغال الإسباني روبرتو مارتينيس على كوكبة من النجوم الكبار بينهم رباعي باريس سان جرمان الفائز بدوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي وهم نونو منديش، فيتينيا، جواو نيفيش وغونسالو راموش.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك