العدد : ١٧٢٤٣ - الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٣ - الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

سؤال وجواب

} عندما‭ ‬يطوي‭ ‬اللاعب‭ ‬صفحة‭ ‬البطولات‭ ‬والمنافسات‭ ‬الرسمية،‭ ‬وما‭ ‬يصاحبها‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬بدني‭ ‬ونفسي‭ ‬جراء‭ ‬عديد‭ ‬الضغوطات،‭ ‬يتبادر‭ ‬إلى‭ ‬ذهنه‭ ‬سؤال‭ ‬جوهري،‭ ‬يجعله‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمره‭: ‬ماذا‭ ‬بعد؟‭ ‬هل‭ ‬يواصل‭ ‬نشاطه‭ ‬الرياضي‭ ‬كما‭ ‬هو؟‭ ‬هل‭ ‬يغير‭ ‬وتيرته؟‭ ‬أم‭ ‬ينسحب‭ ‬قليلا‭ ‬كي‭ ‬يرتاح،‭ ‬ويعيد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬شحن‭ ‬طاقته‭ ‬للموسم‭ ‬القادم؟

وردا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬الشائك‭ ‬والمركب‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خيارات‭ ‬عديدة،‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منها‭ ‬ربما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬اللاعب،‭ ‬ولا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭.‬

 

}‭ ‬الراحة‭ ‬قد‭ ‬تبرز‭ ‬كأول‭ ‬الخيارات‭ ‬المنطقية،‭ ‬فالراحة‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ترفا‭ ‬ومضيعة‭ ‬للوقت‭ ‬كما‭ ‬يتبادر‭ ‬إلى‭ ‬البعض،‭ ‬فالجسد‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬عافيته،‭ ‬والنفس‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬التوازن‭. ‬فالراحة‭ ‬الذكية‭ ‬تساعد‭ ‬الرياضي‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬بحيوية‭ ‬وتجدد‭.‬

 

}‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬من‭ ‬يجد‭ ‬ضالته‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬أنشطة‭ ‬بديلة،‭ ‬كأن‭ ‬يلجأ‭ ‬لاعب‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬إلى‭ ‬السباحة،‭ ‬أو‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الخماسية،‭ ‬أو‭ ‬المشي‭ ‬الترويحي،‭ ‬فالهدف‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬تنافسيا،‭ ‬بل‭ ‬لكسر‭ ‬الروتين‭ ‬الذهني،‭ ‬وتجديد‭ ‬العلاقة‭ ‬بالرياضة‭ ‬بشكل‭ ‬مرح‭ ‬وغير‭ ‬رسمي‭.‬

 

}‭ ‬وربما‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الرياضيين‭ ‬يختار‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬لعبته‭ ‬نفسها،‭ ‬لكن‭ ‬بنمط‭ ‬مختلف،‭ ‬مباريات‭ ‬ودية،‭ ‬تمارين‭ ‬خفيفة،‭ ‬أو‭ ‬مشاركة‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬أقل‭ ‬تنافسية،‭ ‬والغاية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬اللياقة‭ ‬والارتباط‭ ‬بالميدان،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬مستوى‭ ‬التحدي‭ ‬الرسمي‭.‬

 

}‭ ‬وطرف‭ ‬آخر‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬انتهاء‭ ‬المنافسات‭ ‬وقتا‭ ‬مثاليا‭ ‬لمراجعة‭ ‬الذات‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬تحليل‭ ‬الأداء،‭ ‬والوقوف‭ ‬عند‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والضعف،‭ ‬فأصحاب‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬يرون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬نقطة‭ ‬تقييم‮»‬‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬الرياضي‭ ‬وتنمي‭ ‬التفكير‭ ‬الإستراتيجي‭.‬

وإن‭ ‬بقيت‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها،‭ ‬فالرياضي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬جسد‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬إنسان‭ ‬له‭ ‬احتياجات‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬المنافسات‭ ‬فرصة‭ ‬لاستعادة‭ ‬شبكة‭ ‬العلاقات‭ ‬العائلية،‭ ‬والاعتناء‭ ‬بالجوانب‭ ‬الشخصية‭ ‬المهملة،‭ ‬واستعادة‭ ‬التوازن‭ ‬النفسي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا