وقت مستقطع

علي ميرزا
سؤال وجواب
} عندما يطوي اللاعب صفحة البطولات والمنافسات الرسمية، وما يصاحبها من جهد بدني ونفسي جراء عديد الضغوطات، يتبادر إلى ذهنه سؤال جوهري، يجعله في حيرة من أمره: ماذا بعد؟ هل يواصل نشاطه الرياضي كما هو؟ هل يغير وتيرته؟ أم ينسحب قليلا كي يرتاح، ويعيد من جديد شحن طاقته للموسم القادم؟
وردا على هذا السؤال الشائك والمركب في آن واحد، نرى أن هناك خيارات عديدة، كل واحد منها ربما يتناسب مع هذا اللاعب، ولا يتماشى مع الآخر.
} الراحة قد تبرز كأول الخيارات المنطقية، فالراحة لا تعد ترفا ومضيعة للوقت كما يتبادر إلى البعض، فالجسد يحتاج إلى استعادة عافيته، والنفس هي الأخرى تحتاج إلى إعادة التوازن. فالراحة الذكية تساعد الرياضي على العودة بحيوية وتجدد.
} وهناك من اللاعبين من يجد ضالته في تجربة أنشطة بديلة، كأن يلجأ لاعب الكرة الطائرة على سبيل المثال إلى السباحة، أو كرة القدم الخماسية، أو المشي الترويحي، فالهدف هنا ليس تنافسيا، بل لكسر الروتين الذهني، وتجديد العلاقة بالرياضة بشكل مرح وغير رسمي.
} وربما طرف آخر من الرياضيين يختار الاستمرار في ممارسة لعبته نفسها، لكن بنمط مختلف، مباريات ودية، تمارين خفيفة، أو مشاركة مع فرق أقل تنافسية، والغاية من هذا الخيار المحافظة على اللياقة والارتباط بالميدان، لكن دون مستوى التحدي الرسمي.
} وطرف آخر يرى في انتهاء المنافسات وقتا مثاليا لمراجعة الذات على مستويات تحليل الأداء، والوقوف عند نقاط القوة والضعف، فأصحاب هذا الخيار يرون في هذه الفترة بأنها «نقطة تقييم» تعزز من النضج الرياضي وتنمي التفكير الإستراتيجي.
وإن بقيت كلمة في هذا الشأن لابد من الإشارة إليها، فالرياضي ليس مجرد جسد في الميدان، بل هو إنسان له احتياجات نفسية واجتماعية، ومن هنا، قد تكون فترة ما بعد المنافسات فرصة لاستعادة شبكة العلاقات العائلية، والاعتناء بالجوانب الشخصية المهملة، واستعادة التوازن النفسي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك