الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
رسالة المواصلات.. في يوم الدراجات
كثيرا ما شاهدنا العديد من الزعماء والرؤساء والمسؤولين يستخدمون الدراجات الهوائية، بهدف حث المجتمع على التنويع في استخدام وسائل المواصلات، والحد من التلوث، والتشجيع على ممارسة الرياضة، ورعاية الصحة والوقاية من الأمراض.. الأمم المتحدة تبنت يوم الثالث من يونيو من كل عام «اليوم العالمي للدراجة الهوائية»، وأوصت بدمج الدراجات في وسائل النقل العام في المناطق الحضرية والريفية، واتخاذ إجراءات لتحسين السلامة على الطرق، وتعزيز استخدام الدراجات كوسيلة من وسائل النقل.
على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، تم نشر خبر حول مشاركة مملكة البحرين في اليوم العالمي للدراجة الهوائية، والذي تم تنظيمه مساء يوم الأحد الماضي، في «مسار ناصر بن حمد الدائري» بمنطقة الزلاق، لمسافة 10 كيلومترات.. وبمشاركة معالي الشيخ د. عبد الله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات، وسعادة المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون البلديات والزراعة، وعدد من المسؤولين في الأمم المتحدة، وموظفي الوزارة، ولاعبي الاتحاد البحريني للدراجات الهوائية، وعدد من الشباب البحريني، وحضور متميز من هيئة «الحركة بركة».. وهي هيئة بحرينية، شبابية تطوعية.. تستحق الإشادة والإشارة، والدعم والتشجيع.
وكان لي شرف المشاركة في الفعالية.. استجابة لدعوة كريمة من معالي وزير المواصلات والاتصالات.. وأبلغته بأننا «أهل المحرق» يشق علينا الخروج من المحرق والذهاب إلى مناطق أخرى.. فرد عليّ مازحا: «أنا كل يوم أذهب إلى العمل بالمحرق».. والمشاركة في الفعالية ليست رياضية وبدنية وصحية فحسب، ولكنها رسالة حضارية للتشجيع على استخدام وسائل النقل المستدامة، وصديقة للبيئة.
في مملكة البحرين لدينا (18) مسارا للدراجة الهوائية، تمتد بإجمالي طول يبلغ 116 كيلومترا.. وهناك (9) مسارات شاركت وزارة المواصلات والاتصالات في تهيئتها.. وهي: ممشى إسكان سماهيج، وكورنيش الملك فيصل، وممشى أم الحصم، وممشى توبلي، وحديقة خليفة الكبرى، وممشى مجمع سترة، وممشى الرفاع، وممشى مدينة حمد مجمع 1206، وممشى الدور.
مع انطلاقة الفعالية عبر إشارة البداية من عاشق الوطن «إبراهيم مطر» الذي طالما شاهدنا وهو يحمل «علم» مملكة البحرين في كل المناسبات.. ركبت الدراجة وارتديت الخوذة الخاصة، وكنت في الصفوف الأمامية في البداية.. لم اركب الدراجة الهوائية منذ سنوات طويلة.. آخر عهدي بالدراجة حينما اشتريتها من محل «كرامي» في سوق الأربعاء بالمنامة.. ونظرا الى أن صناعة الدراجات قد تطورت ولم أواكب هذا التطور، وجدت نفسي بعد عشر دقائق في الصفوف الخلفية، حتى نبهني أحد الزملاء بتعديل «عدّاد السرعة» في الدراجة الحديثة.. بعدما لاحظ تعبي وتأخري.. فواصلت المسيرة، على الرغم من أن سعادة وزير البلديات أقترح عليّ قطع نصف المسافة فقط، والعودة معه إلى نقطة البداية.
ثمة رسالة حضارية.. أتصور أن وزارة المواصلات وبمشاركة وزارة البلديات أرادتا أن يتم استثمارها في اليوم العالمي للدراجة الهوائية، وبحضور السادة الوزراء شخصيا، من أجل تعزيز ثقافة المواصلات والنقل المستدامة.. صحيح أن الحالة الجوية لا تسمح في بلادنا على استخدام الدراجة الهوائية طوال اليوم في التنقلات.. ولكن التشجيع على ركوب الدراجة من منطلق رياضي، يسهم في الحفاظ على الصحة والبيئة، ويعكس جهود مملكة البحرين التنموية في تنويع وسائل النقل وتهيئة المسارات الخاصة بها.
في اليوم التالي.. فرحت جدا بقراءة خبر عقد اجتماع بحريني قطري مشترك، وبحث مشروع جسر البحرين - قطر للربط البري بين البلدين الشقيقين، بطول 40 كيلومتراً، ومشروع الربط البحري المشترك، وغيرها من المشاريع والمبادرات المشتركة، الهادفة إلى دعم جهود التنمية المستدامة، وتيسير حركة نقل الأفراد والبضائع والمركبات، والإسهام في تعزيز التبادل التجاري والسياحي، ورفع كفاءة سلاسل الإمداد، وتشجيع الاستثمارات المشتركة.. إلى جانب توفير فرص عمل جديدة، وترسيخ الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
فشكرا لوزارة المواصلات والاتصالات على الفعالية الحضارية الناجحة.. مع خالص التمنيات بالتوفيق والنجاح للمشروعات التنموية البحرينية القطرية.. ونتمنى أن يتضمن مشروع الجسر مسارا خاصا للدراجات الهوائية، ووسائل النقل المستدامة.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك