الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
زيارة كريمة.. وأسرة واحدة
الزيارة الكريمة التي تفضل بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لمجلس عزاء ضحيتي الحادث المروري المروع، الذي وقع في منطقة سار مؤخرا.. تعكس الترابط الوثيق الذي يجمع القيادة الحكيمة مع المواطنين والعائلات الكريمة.. وترسخ مفهوم الأسرة البحرينية الواحدة، في ظل الرعاية الأبوية الرفيعة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
تفاعل سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مع الحادث المروري تحديدا.. ومع كل المناسبات والتحديات التي يشهدها الوطن عموما.. تعرض نموذجا وطنيا مسؤولا.. وإنسانيا رفيعا.. ورؤية مستقبلية لحماية المجتمع وأفراده، من كل تداعيات وآثار التحديات والحوادث الطارئة.. وتعزيزا لأهمية الترابط المجتمعي في البلاد، والحفاظ على القيم والثوابت البحرينية الأصيلة في التضامن والتكاتف.
فور وقوع الحادث المروري، وجّه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وزارة الداخلية بإعداد التشريعات اللازمة لتشديد العقوبات المتعلقة بالمخالفات والحوادث المرورية، التي ينتج عنها إصابات بليغة ووفيات، وذلك في إطار حرص الحكومة على تعزيز السلامة العامة والحد من الحوادث المرورية، وبما يسهم في رفع مستوى الالتزام بالقوانين والأنظمة المرورية، ويحفظ الأرواح والممتلكات.
وبالأمس اطلع مجلس الوزراء في جلسته على مذكرة معالي وزير الداخلية بشأن تعديل قانون المرور، وذلك برفع سقف العقوبات والغرامات على الحوادث المرورية التي ينشأ عنها إصابات أو وفيات، بالإضافة إلى تشديد العقوبات بالنسبة إلى بعض السلوكيات المرورية الخاطئة، التي تهدد سلامة مستخدمي الطريق.
تفاعل القيادة الحكيمة والمثال الرفيع في تعزيز الترابط لدى الأسرة البحرينية الواحدة، انعكس كذلك على تفاعل وتأثر المواطنين والمقيمين في كل المحافظات دون استثناء على ضحايا الحادث رحمهم الله، وأطفالهم الذين ندعو المولى عز وجل لهم بالشفاء العاجل.
ذات الأثر والتأثر الوطني والإنساني الإيجابي، انتقل إلى وزارة التربية والتعليم، وإلى المدارس التي يدرس فيها الأطفال المصابون، والتي أعلنت عدم تنظيم حفل التخرج للعام الدراسي، تضامنا مع الأسرة البحرينية في مصابها الجلل.
وأحسب أن مجلس عزاء ضحيتي الحادث المروري، للرجال والنساء، قد شهد حضور أفراد ومواطنين، وكذلك مراسم الدفن والجنازة في المقبرة، ربما لا تربطهم بالأسرة أية علاقة ورابط سوى الرابط الوطني والإنساني.. فنحن نعيش في وطن واحد وأسرة واحدة.
هذه هي البحرين التي تجمعنا معا.. في ظل الحكم الخليفي الكريم العريق.. وفي ظل دولة القانون والمؤسسات، ومجتمع الأسرة البحرينية الواحدة.. ارتكازا على القيم الوطنية، وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وامتثالا للحديث النبوي الشريف: «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى».
رحم الله الضحايا وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ومنَّ على الأطفال بالشفاء العاجل.. ولعل ما وقع درس للجميع في الالتزام بالقوانين والأنظمة المرورية، حماية للأرواح والممتلكات، وحتى لا يتسبب سائق متهور بموت أسرة، ويتم أطفال، وحزن مجتمع.. فحياة الإنسان هي أغلى ما يملك هذا الوطن.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك