العدد : ١٧٢٤٠ - الخميس ٠٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٠ - الخميس ٠٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

زيارة كريمة.. وأسرة واحدة

الزيارة‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬تفضل‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬لمجلس‭ ‬عزاء‭ ‬ضحيتي‭ ‬الحادث‭ ‬المروري‭ ‬المروع،‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬سار‭ ‬مؤخرا‭.. ‬تعكس‭ ‬الترابط‭ ‬الوثيق‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬والعائلات‭ ‬الكريمة‭.. ‬وترسخ‭ ‬مفهوم‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬الواحدة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرعاية‭ ‬الأبوية‭ ‬الرفيعة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

تفاعل‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬مع‭ ‬الحادث‭ ‬المروري‭ ‬تحديدا‭.. ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬المناسبات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬الوطن‭ ‬عموما‭.. ‬تعرض‭ ‬نموذجا‭ ‬وطنيا‭ ‬مسؤولا‭.. ‬وإنسانيا‭ ‬رفيعا‭.. ‬ورؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده،‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تداعيات‭ ‬وآثار‭ ‬التحديات‭ ‬والحوادث‭ ‬الطارئة‭.. ‬وتعزيزا‭ ‬لأهمية‭ ‬الترابط‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والثوابت‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬التضامن‭ ‬والتكاتف‭.‬

فور‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬المروري،‭ ‬وجّه‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بإعداد‭ ‬التشريعات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمخالفات‭ ‬والحوادث‭ ‬المرورية،‭ ‬التي‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬إصابات‭ ‬بليغة‭ ‬ووفيات،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حرص‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية،‭ ‬وبما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المرورية،‭ ‬ويحفظ‭ ‬الأرواح‭ ‬والممتلكات‭.‬

وبالأمس‭ ‬اطلع‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬على‭ ‬مذكرة‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بشأن‭ ‬تعديل‭ ‬قانون‭ ‬المرور،‭ ‬وذلك‭ ‬برفع‭ ‬سقف‭ ‬العقوبات‭ ‬والغرامات‭ ‬على‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬ينشأ‭ ‬عنها‭ ‬إصابات‭ ‬أو‭ ‬وفيات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬السلوكيات‭ ‬المرورية‭ ‬الخاطئة،‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬سلامة‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطريق‭.‬

تفاعل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والمثال‭ ‬الرفيع‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬لدى‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬الواحدة،‭ ‬انعكس‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬تفاعل‭ ‬وتأثر‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافظات‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬على‭ ‬ضحايا‭ ‬الحادث‭ ‬رحمهم‭ ‬الله،‭ ‬وأطفالهم‭ ‬الذين‭ ‬ندعو‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬لهم‭ ‬بالشفاء‭ ‬العاجل‭. ‬

ذات‭ ‬الأثر‭ ‬والتأثر‭ ‬الوطني‭ ‬والإنساني‭ ‬الإيجابي،‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وإلى‭ ‬المدارس‭ ‬التي‭ ‬يدرس‭ ‬فيها‭ ‬الأطفال‭ ‬المصابون،‭ ‬والتي‭ ‬أعلنت‭ ‬عدم‭ ‬تنظيم‭ ‬حفل‭ ‬التخرج‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي،‭ ‬تضامنا‭ ‬مع‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مصابها‭ ‬الجلل‭.‬

وأحسب‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬عزاء‭ ‬ضحيتي‭ ‬الحادث‭ ‬المروري،‭ ‬للرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬حضور‭ ‬أفراد‭ ‬ومواطنين،‭ ‬وكذلك‭ ‬مراسم‭ ‬الدفن‭ ‬والجنازة‭ ‬في‭ ‬المقبرة،‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تربطهم‭ ‬بالأسرة‭ ‬أية‭ ‬علاقة‭ ‬ورابط‭ ‬سوى‭ ‬الرابط‭ ‬الوطني‭ ‬والإنساني‭.. ‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬واحد‭ ‬وأسرة‭ ‬واحدة‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تجمعنا‭ ‬معا‭.. ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحكم‭ ‬الخليفي‭ ‬الكريم‭ ‬العريق‭.. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬ومجتمع‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬الواحدة‭.. ‬ارتكازا‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف،‭ ‬وامتثالا‭ ‬للحديث‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭: ‬‮«‬مثلُ‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬تَوادِّهم،‭ ‬وتَرَاحُمِهِم،‭ ‬وتعاطُفِهِمْ‭. ‬مثلُ‭ ‬الجسَدِ‭ ‬إذا‭ ‬اشتكَى‭ ‬منْهُ‭ ‬عضوٌ‭ ‬تدَاعَى‭ ‬لَهُ‭ ‬سائِرُ‭ ‬الجسَدِ‭ ‬بالسَّهَرِ‭ ‬والْحُمَّى‮»‬‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬الضحايا‭ ‬وأسكنهم‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وألهم‭ ‬أهلهم‭ ‬وذويهم‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان،‭ ‬ومنَّ‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬بالشفاء‭ ‬العاجل‭.. ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬درس‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المرورية،‭ ‬حماية‭ ‬للأرواح‭ ‬والممتلكات،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يتسبب‭ ‬سائق‭ ‬متهور‭ ‬بموت‭ ‬أسرة،‭ ‬ويتم‭ ‬أطفال،‭ ‬وحزن‭ ‬مجتمع‭.. ‬فحياة‭ ‬الإنسان‭ ‬هي‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.  ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا