الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الجائزة والجمعية.. والصحافة البحرينية
من أبرز التحديات التي واجهتها وتواجهها الصحافة عموما، والبحرينية خصوصا.. التأثر بالمستجدات المحلية والتطورات العالمية.. (صحيفة البحرين) التي صدرت في الثامن من مارس عام 1938م باعتبارها «أول صحيفة بحرينية» على يد الأستاذ الرائد عبدالله الزايد رحمه الله.. واجهت خلال الحرب العالمية الثانية مشكلة في استيراد الأوراق، واضطرت إلى طباعة أعدادها على ورق أخضر وبنفسجي..!!
يذكر المؤرخ الأستاذ مبارك الخاطر رحمه الله، أن جريدة «البحرين» واجهت تحديات عديدة، من ضمنها أن المرحوم «عبدالله الزايد» نشر مقالاً في جريدته سنة 1940 ينتقد الحالة العلاجية بمستشفى الحكومة، فتمت محاكمته، وصدر حكم بتغريمه مبلغ 500 روبية.. وهو مبلغ كبير وثروة ضخمة في ذلك الزمن.
واليوم وفي ظل المشروع الإصلاحي والمسيرة التنموية الشاملة، وما تشهده الصحافة البحرينية من تطور وتقدم، بفضل الرعاية الملكية السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، فإن الصحافة البحرينية تسير جاهدة نحو تحقيق رسالتها النبيلة، في ظل التوجه الحاصل لقرب إقرار تشريع قانون عصري للصحافة والإعلام.
كما أن دعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، بالدور الحيوي والمحوري للصحافة البحرينية، ورعايته الكريمة لجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، التي أصبحت محطة للتنافس والإنجاز من أجل تقديم عمل صحفي، وطني ومجتمعي، مهني وأخلاقي وإبداعي كذلك.
بالأمس، شهدنا حفل الجائزة في دورتها التاسعة 2025، بفئاتها العشر المطورة، التي شملت: أفضل عمود رأي، أفضل تحقيق صحفي، أفضل حوار صحفي، أفضل صورة صحفية، أفضل صفحة متخصصة أو ملحق، أفضل محتوى صحفي مرئي (فيديو)، أفضل «إنفوجرافيك»، أفضل موقع أو حساب إخباري لمؤسسة صحفية، أفضل مشروع صحفي طلابي للجامعات، بالإضافة إلى «جائزة شخصية العام الصحفية».. وننتهز هذه الفرصة لتهنئة جميع الزملاء الفائزين.
وبالأمس كذلك، شهدنا احتفالية جمعية الصحفيين البحرينية بمناسبة اليوبيل الفضي على تأسيسها، وتكريم المؤسسين والرواد والداعمين.. في لحظة فارقة لمسيرة الصحافة البحرينية، برعاية صاحب السمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وحضور سعادة الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، وسعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام، وسعادة السيد عيسى بن عبدالرحمن الحمادي مستشار شؤون الإعلام بديوان ولي العهد، وعدد كبير من المسؤولين والصحفيين والإعلاميين.
وكما هي التحديات التي واجهها الأستاذ المرحوم «عبدالله الزايد».. فإن ثمة تحديات مختلف.. تواجهها الصحافة البحرينية اليوم.. تكنولوجية لاعتبارات العصر والزمن.. ومستدامة لاعتبارات الدعم والتمويل، وتخريج جيل صحفي جديد.. ومن الواجب التوقف عندها، والمصارحة بها.. ومعالجتها بشكل عاجل.
لا يمكننا تجاوز احتفالية الصحافة البحرينية من دون الحديث عن إسهامات الأستاذ الراحل «علي سيار» رحمه الله.. صاحب المقالات الثائرة، والعناوين المؤثرة، من ضمنها: «الوطن والرقابة.. «الديمقراطية ليست نقيضا للدولة».. «المطلوب من السلطة والمواطن».. «البحرنة.. البحرنة.. البحرنة».. وغيرها.
ولعل كلمة الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير «أخبار الخليج» في احتفالية جمعية الصحفيين، قد أصابت كبد الحقيقة، حينما قال: «إن الصحافة في مملكة البحرين تمر بمرحلة انتقالية كبيرة جدا.. الجيل الصحفي الجديد مهني غير مسيس.. الصحفي صاحب كاميرا وليس رساما.. هو ناقل للحقيقة وليس راسمها».
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك