العدد : ١٧٣٣٥ - الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٥ - الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

التاريخ يعيد نفسه: كيف تساعدنا التجارب الماضية على فهم الحاضر؟

بقلم: د. مأمون أبو رعد {

الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

لطالما‭ ‬ارتبط‭ ‬فهم‭ ‬الحاضر‭ ‬بقدرتنا‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬الماضي،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬التحولات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬تتغذى‭ ‬من‭ ‬سياقات‭ ‬تاريخية‭ ‬تشكل‭ ‬الخلفية‭ ‬العميقة‭ ‬للأحداث‭ ‬الجارية‭. ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬نردد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التاريخ‭ ‬يعيد‭ ‬نفسه‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المقولة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬تكرارًا‭ ‬آليًا‭ ‬للأحداث،‭ ‬بل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تشابه‭ ‬في‭ ‬الأنماط‭ ‬والسلوكيات،‭ ‬واستمرارية‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬التفاعل‭ ‬البشري‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬دراسة‭ ‬التاريخ‭ ‬بوصفه‭ ‬أداة‭ ‬تحليلية‭ ‬لفهم‭ ‬العالم‭ ‬المعاصر‭ ‬واستشراف‭ ‬مساراته‭ ‬المستقبلية‭.‬

التاريخ‭ ‬كمختبر‭ ‬لفهم‭ ‬القرارات‭ ‬المعاصرة

التاريخ‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬أرشيف‭ ‬للوقائع،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬بنك‭ ‬للخبرة‭ ‬الجماعية‭. ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تدرك‭ ‬ذلك‭ ‬تُظهر‭ ‬قدرة‭ ‬أعلى‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الأزمات‭. ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬فقط‭ ‬بتراكم‭ ‬المعلومات،‭ ‬بل‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬من‭ ‬التجارب؛‭ ‬فالدول‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬أخطائها‭ ‬التاريخية،‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬أو‭ ‬اليابان‭ ‬بعد‭ ‬قنبلتي‭ ‬هيروشيما‭ ‬ونجازاكي،‭ ‬قدمت‭ ‬نماذج‭ ‬ناجحة‭ ‬لتحويل‭ ‬الهزيمة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬نهوض‭ ‬وطني‭.‬

النزاعات‭ ‬المسلحة‭: ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين

تُعد‭ ‬الحروب‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الظواهر‭ ‬التي‭ ‬تكشف‭ ‬استمرارية‭ ‬النمط‭ ‬التاريخي‭. ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ (‬2022‭) ‬ليست‭ ‬معزولة‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬الفضاء‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والغرب؛‭ ‬فخلال‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬كانت‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬ساحات‭ ‬النفوذ‭ ‬السوفيتي،‭ ‬ومع‭ ‬استقلالها‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬لعبة‭ ‬التوازنات‭ ‬الجديدة‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وخاصة‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين،‭ ‬يتيح‭ ‬لنا‭ ‬فهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬ممتدة،‭ ‬مثل‭ ‬سعيها‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬‮«‬عمقها‭ ‬الاستراتيجي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬تأمين‭ ‬مواردها‭. ‬وإذا‭ ‬أضفنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬صعود‭ ‬القومية‭ ‬وإعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬الهويات‭ ‬التاريخية،‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬المعاصر‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬تكرار‭ ‬بلغة‭ ‬جديدة‭ ‬لمقولات‭ ‬قديمة‭.‬

الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭: ‬من‭ ‬الكساد‭ ‬الكبير‭ ‬إلى‭ ‬الأزمات‭ ‬المعولمة

تُظهر‭ ‬التجربة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬الكبرى‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتبع‭ ‬أنماطًا‭ ‬متشابهة‭: ‬صعود‭ ‬مفرط‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬ثم‭ ‬انهيار‭ ‬مفاجئ،‭ ‬يعقبه‭ ‬تدخل‭ ‬حكومي‭ ‬ومحاولات‭ ‬لإعادة‭ ‬الثقة‭. ‬الكساد‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬مدارس‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬الكينزية‭ ‬نسبة‭ ‬الى‭ ‬عالم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإنجليزي‭ ‬الشهير‭ ‬جون‭ ‬مينارد‭ ‬كينز،‭ ‬وشكّل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬الدولة‭ ‬بالاقتصاد‭. ‬وكانت‭ ‬أفكاره‭ ‬ونظرياته‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬أزمة‭ ‬الكساد‭ ‬الكبير‭.‬

أما‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬2008‭ ‬فذكّرت‭ ‬العالم‭ ‬بالحدود‭ ‬الحقيقية‭ ‬للعولمة‭ ‬المالية،‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬تلاشي‭ ‬الضوابط‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عابرة‭ ‬للقارات‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬تتكرر‭ ‬نفس‭ ‬الملامح‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬التضخم‭ ‬وارتفاع‭ ‬الديون‭ ‬السيادية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬لبنان‭ ‬وسريلانكا،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬استيعاب‭ ‬التجارب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السابقة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تجنّب‭ ‬الكوارث‭ ‬المستقبلية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬حدّتها‭.‬

التوترات‭ ‬الإقليمية‭: ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستعمار‭ ‬وإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط

رغم‭ ‬التغيرات‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الانقسامات‭ ‬التي‭ ‬أُسست‭ ‬في‭ ‬الحقبة‭ ‬الاستعمارية؛‭ ‬فقد‭ ‬خلفت‭ ‬اتفاقية‭ ‬‮«‬سايكس‭-‬بيكو‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1916‭ ‬حدودًا‭ ‬مصطنعة‭ ‬لم‭ ‬تراعِ‭ ‬مكونات‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬صراع‭ ‬دائم‭ ‬بين‭ ‬شرعية‭ ‬الحدود‭ ‬وشرعية‭ ‬الهويات‭.‬

ومع‭ ‬تراجع‭ ‬الأدوار‭ ‬التقليدية‭ ‬لبعض‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ظهرت‭ ‬تحالفات‭ ‬جديدة،‭ ‬وتحولت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬لصراع‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬يبرز‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬التنافس‭ ‬في‭ ‬تدخلات‭ ‬تركيا‭ ‬وروسيا‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬مثل‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭. ‬يتطلب‭ ‬فهم‭ ‬هذه‭ ‬التوترات‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬سياقات‭ ‬تاريخية‭ ‬لفهم‭ ‬كيف‭ ‬أسهم‭ ‬الاستعمار‭ ‬والتفكك‭ ‬المؤسسي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬هشاشة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭.‬

التكنولوجيا‭ ‬كفاعل‭ ‬تاريخي‭ ‬جديد

في‭ ‬السابق،‭ ‬كانت‭ ‬الجيوش‭ ‬والجغرافيا‭ ‬تُحدد‭ ‬ملامح‭ ‬القوة‭. ‬أما‭ ‬اليوم،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والإعلام‭ ‬الرقمي‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬التأثير‭ ‬الفعالة؛‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬النفسية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تعبئة‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬لأدوات‭ ‬الدعاية‭ ‬التي‭ ‬استُخدمت‭ ‬خلال‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين،‭ ‬ولكن‭ ‬بصيغ‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا‭ ‬وسرعة‭.‬

تكشف‭ ‬تجربة‭ ‬‮«‬كامبريدج‭ ‬أناليتيكا‮»‬‭ (‬Cambridge‭ ‬Analytica‭) ‬وتورطها‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬واستفتاء‭ ‬خروج‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ (‬بريكست‭) ‬عن‭ ‬تحول‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬للتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتوجيه‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وصنع‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭.‬

وتُعد‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬والتقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬السياسي‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭. ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬يستدعي‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬إعادة‭ ‬تأطير‭ ‬قراءتهم‭ ‬للتاريخ‭ ‬المعاصر،‭ ‬بحيث‭ ‬تُدرج‭ ‬العوامل‭ ‬الرقمية‭ ‬ضمن‭ ‬التحليل‭ ‬البنيوي‭ ‬لتطور‭ ‬السلطة‭ ‬وأشكال‭ ‬النفوذ‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭.‬

التنافس‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭.. ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬إلى‭ ‬سباق‭ ‬التكنولوجيا

ما‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬يُعد‭ ‬استمرارًا‭ ‬لنمط‭ ‬قديم‭ ‬في‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬المهيمنة‭. ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬كان‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬الآيديولوجيا‭. ‬أما‭ ‬اليوم،‭ ‬فقد‭ ‬انتقل‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬مجالات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي،‭ ‬والذكاء‭ ‬الصناعي،‭ ‬وسلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬العالمية‭.‬

تسعى‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬والطريق‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تذكر‭ ‬بمشاريع‭ ‬التوسع‭ ‬الإمبراطوري‭ ‬القديمة،‭ ‬ولكن‭ ‬بأدوات‭ ‬ناعمة‭.‬

بينما‭ ‬تحاول‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هيمنتها،‭ ‬باستخدام‭ ‬تحالفات‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬كواد‮»‬‭ ‬و«أوكوس‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تحاكي‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬تحالفات‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬آسيوي‭ ‬جديد‭.‬

وختامًا،‭ ‬التاريخ‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬ماضٍ‭ ‬يُروى،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أداة‭ ‬منهجية‭ ‬لفهم‭ ‬الحاضر‭ ‬وبناء‭ ‬المستقبل‭. ‬تكرار‭ ‬الأخطاء‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المجتمعات‭ ‬محكومة‭ ‬بأقدار‭ ‬معينة،‭ ‬بل‭ ‬يكشف‭ ‬ضعفًا‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الموارد‭ ‬المعرفية‭ ‬المتاحة‭. ‬وهنا‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تتعلم‭ ‬من‭ ‬تاريخها،‭ ‬وتُعيد‭ ‬قراءته‭ ‬نقديًا،‭ ‬تملك‭ ‬فرصًا‭ ‬أكبر‭ ‬للتطور‭ ‬والتعافي‭.‬

إن‭ ‬الفهم‭ ‬التاريخي‭ ‬العميق‭ ‬للأزمات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والتحولات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُمكّن‭ ‬صانعي‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬التصرف‭ ‬بحكمة،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬اللحظي‭ ‬والانفعالي‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬التاريخ‭ ‬يعيد‭ ‬نفسه،‭ ‬فإن‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬كبشر‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬دائرة‭ ‬التكرار،‭ ‬وصناعة‭ ‬سياقات‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬عدلًا‭ ‬واستقرارًا‭.‬

{‭ ‬أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬بقسم‭ ‬العلوم‭ ‬الاجتماعية

كلية‭ ‬الآداب‭ ‬‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا