العدد : ١٧٢٣٦ - الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٦ - الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

كلمة لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية

السبت ٣١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الثلاثي بين آسيان والصين

ومجلس التعاون لدول الخليج العربية  كوالالمبور  يوم ٢٧ مايو عام ٢٠٢٥


دولة‭ ‬السيد‭ ‬أنور‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الماليزي‭ ‬المحترم‭ ‬السادة‭ ‬الضيوف‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والسيدات‭ ‬والسادة

يسعدني‭ ‬أن‭ ‬أجتمع‭ ‬معكم‭ ‬في‭ ‬كوالالمبور‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للمنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الثلاثي‭ ‬بين‭ ‬آسيان‭ ‬والصين‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭.‬

انعقدت‭ ‬قمة‭ ‬أسيان‭ - ‬الصين‭ - ‬الخليج‭ ‬اليوم‭ ‬بنجاح،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة،‭ ‬مما‭ ‬فتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬ودار‭ ‬النقاش‭ ‬المعمق‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬حول‭ ‬العنوان‭ ‬الرئيسي‭ ‬‮«‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الفرص‭ ‬وتقاسم‭ ‬الازدهار‮»‬،‭ ‬ويرى‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬المعادلة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬تشهد‭ ‬الآن‭ ‬تغيرات‭ ‬عميقة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬حيث‭ ‬ازدادت‭ ‬تحديات‭ ‬مشتركة‭ ‬أمام‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الفرص‭ ‬التنموية‭ ‬أكثر‭ ‬ندرة‭ ‬وقيمة،‭ ‬وزاد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬البصيرة‭ ‬البعيدة‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النقاش،‭ ‬لما‭ ‬يكتسب‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يجرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجوانب‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال،‭ ‬بما‭ ‬يبلور‭ ‬الحكمة‭ ‬والتوافق‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭. ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أنتهز‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬لأشارككم‭ ‬رؤيتي‭ ‬ذات‭ ‬النقاط‭ ‬الثلاث‭.‬

أولا‭: ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬العصرية‭ ‬الحالية،‭ ‬إن‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬يدا‭ ‬بيد‭ ‬هو‭ ‬بذاته‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭. ‬تتعرض‭ ‬العولمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬لصدمات‭ ‬كبيرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬ويواجه‭ ‬ما‭ ‬تتمسك‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والمفاهيم‭ ‬مثل‭ ‬التنمية‭ ‬السلمية‭ ‬والتعاون‭ ‬والكسب‭ ‬المشترك‭ ‬تحديات‭ ‬خطيرة‭. ‬إن‭ ‬التعامل‭ ‬المشترك‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬لهذه‭ ‬المشاكل‭ ‬سيأتي‭ ‬بفرص‭ ‬مهمة‭ ‬لدول‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬تصاعد‭ ‬الصراعات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والاستقطاب‭ ‬والمواجهة،‭ ‬سنتمكن‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬استراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى،‭ ‬طالما‭ ‬تمسكنا‭ ‬بتعميق‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬وتعزيز‭ ‬التضامن‭. ‬تدل‭ ‬سيرة‭ ‬التنمية‭ ‬السريعة‭ ‬لأسيا‭ ‬طيلة‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بشكل‭ ‬عميق‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التضامن،‭ ‬والثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭. ‬إن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬يرتبط‭ ‬فيه‭ ‬مستقبل‭ ‬بعضها‭ ‬بالبعض،‭ ‬ستظهر‭ ‬وتتصاعد‭ ‬الخلافات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نقص‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬التعاون‭. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬عززنا‭ ‬التضامن‭ ‬والثقة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬فسنتمكن‭ ‬من‭ ‬تبادل‭ ‬الدعم‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وإجراء‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالي‭ ‬المستوى‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭ ‬وبشكل‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬في‭ ‬وجه‭ ‬تصاعد‭ ‬الحمائية‭ ‬والأحادية‭ ‬سنتمكن‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬سوق‭ ‬رحبة‭ ‬طالما‭ ‬تمسكنا‭ ‬بتوسيع‭ ‬الانفتاح‭ ‬وإزالة‭ ‬الحواجز‭. ‬تعد‭ ‬دول‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬العولمة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬كسبت‭ ‬فرصا‭ ‬تنموية‭ ‬هائلة‭ ‬أثناء‭ ‬اندماجها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭. ‬ستبني‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬إحدى‭ ‬أكبر‭ ‬الأسواق‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬والترابط‭ ‬بين‭ ‬أسواقها،‭ ‬بما‭ ‬يشكل‭ ‬التأثير‭ ‬المضاعف‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬تقاسم‭ ‬فوائد‭ ‬أوفر‭ ‬عبر‭ ‬التشارك‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬السوق‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الممارسات‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬وقطع‭ ‬السلاسل‭ ‬وبناء‭ ‬الجدران‭ ‬ووضع‭ ‬الحواجز‭. ‬سنتمكن‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬للتحول‭ ‬والترقية‭ ‬طالما‭ ‬تمسكنا‭ ‬بتقاسم‭ ‬الموارد‭ ‬والتمكين‭ ‬المتبادل‭ ‬نظرا‭ ‬لتباين‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الموارد‭ ‬والإمكانيات‭ ‬والهياكل‭ ‬الصناعية‭. ‬يمكن‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬تحقيق‭ ‬التوزيع‭ ‬الأمثل‭ ‬للموارد‭ ‬ورفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬الصناعية‭ ‬وتعزيز‭ ‬القوة‭ ‬الدافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬النشطة‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬الصناعي‭ ‬الدولي،‭ ‬وتمكين‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بمزاياها‭ ‬مع‭ ‬تطوير‭ ‬ذاتها‭ ‬بمزايا‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭.‬

 

ثانيا‭: ‬يضرب‭ ‬التعاون‭ ‬الودي‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬ودول‭ ‬آسيان‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بجذوره‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬التاريخ،‭ ‬ويبشر‭ ‬بمستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭. ‬منذ‭ ‬وصول‭ ‬أول‭ ‬قافلة‭ ‬صينية‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأول‭ ‬أسطول‭ ‬صيني‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬شرقي‭ ‬آسيا‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألفي‭ ‬سنة‭. ‬امتدت‭ ‬التبادلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والشعبية‭ ‬والثقافية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬قرنا،‭ ‬ولم‭ ‬تنقطع،‭ ‬بل‭ ‬تزداد‭ ‬متانة‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭. ‬سيسجل‭ ‬التعاون‭ ‬الثلاثي‭ ‬صفحات‭ ‬باهرة‭ ‬جديدة‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭. ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬العميق‭ ‬سنتمتع‭ ‬بمجال‭ ‬أرحب‭ ‬للتنمية‭. ‬يشكل‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬الإجمالي‭ ‬وحجم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإجمالي‭ ‬لدول‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬حوالي‭ ‬ربع‭ ‬سكان‭ ‬واقتصاد‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬تجارتها‭ ‬الإجمالي‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬نحو‭ ‬5‭% ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬فلا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬إمكانيات‭ ‬هائلة‭. ‬مع‭ ‬تعميق‭ ‬التعاون‭ ‬الثلاثي‭ ‬باستمرار‭ ‬سيتنامى‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬باطراد،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬ونمو‭ ‬شركاتها‭. ‬سنتمتع‭ ‬بفوائد‭ ‬اقتصادية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬أعلى‭. ‬إن‭ ‬التدفق‭ ‬السلس‭ ‬للعوامل‭ ‬والارتباط‭ ‬والتناسق‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬الصناعية‭ ‬لدول‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة،‭ ‬يعني‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬موارد‭ ‬الطاقة‭ ‬بتكلفة‭ ‬أقل‭ ‬ونظام‭ ‬لوجستي‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬وخدمات‭ ‬مالية‭ ‬أسهل‭ ‬ودعم‭ ‬علمي‭ ‬وتكنولوجي‭ ‬أحدث‭ ‬وسيعزز‭ ‬ذلك‭ ‬تنافسية‭ ‬وصلابة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬للأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وسيحقق‭ ‬تنمية‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬وسلامة‭. ‬سنتمتع‭ ‬ببيئة‭ ‬أكثر‭ ‬حيوية‭ ‬للابتكار‭. ‬تظهر‭ ‬الأنشطة‭ ‬الابتكارية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬نشاطا‭ ‬كبيرا‭ ‬ولكل‭ ‬منها‭ ‬خصائصها‭ ‬المتميزة‭. ‬إن‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬والاستفادة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬المواهب‭ ‬وتكامل‭ ‬المزايا‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الابتكار‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬البحثي‭ ‬والتطويري‭ ‬المتميز‭ ‬وسيناريوهات‭ ‬التطبيق‭ ‬الغنية‭ ‬للابتكار‭. ‬وتربية‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬والأعمال‭ ‬الجديدة،‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬ومكانة‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬الابتكار‭ ‬العالمية‭.‬

إن‭ ‬المحيط‭ ‬الأزرق‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬شاسع‭ ‬جدا،‭ ‬وذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬ملموسة‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وتكوينه‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل‭. ‬إن‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬آسيان‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬المواءمة‭ ‬للاستراتيجيات‭ ‬التنموية‭ ‬وتعميق‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬تحرير‭ ‬وتسهيل‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬بحزم‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬التجارة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬مركزا‭ ‬لها،‭ ‬وتدفع‭ ‬بتهيئة‭ ‬بيئة‭ ‬مستقرة‭ ‬ومنتظمة‭ ‬للسوق‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الجولة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والتحول‭ ‬الصناعي‭.‬

من‭ ‬منظور‭ ‬التوجه‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬إن‭ ‬الصين‭ ‬اقتصاد‭ ‬فائق‭ ‬الضخامة،‭ ‬وما‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة‭ ‬الكبيرة‭ ‬مثل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني‭ ‬هو‭ ‬الطلب‭ ‬المحلي‭ ‬السائد‭ ‬وقابلية‭ ‬التدوير‭ ‬الداخلي‭. ‬ستركز‭ ‬استراتيجياتنا‭ ‬التنموية‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬المحلي‭ ‬وتقوية‭ ‬الدورة‭ ‬المحلية‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬القوة‭ ‬الدافعة‭ ‬الداخلية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الصيني‭ ‬باستمرار‭. ‬نعمل‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬المحلي‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة‭ ‬وإطلاق‭ ‬الحملة‭ ‬الخاصة‭ ‬بتحفيز‭ ‬الاستهلاك‭ ‬بهدف‭ ‬توجيه‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬والموارد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيحرر‭ ‬إمكانية‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬الطلب‭. ‬كما‭ ‬تواصل‭ ‬تعميق‭ ‬الإصلاح‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬شامل‭ ‬وتسريع‭ ‬تحول‭ ‬الصناعات‭ ‬لتصبح‭ ‬صناعات‭ ‬راقية‭ ‬وذكية‭ ‬وخضراء،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيخلق‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الطلب‭ ‬الجديد‭ ‬أيضا‭. ‬إن‭ ‬حجم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني‭ ‬الهائل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬سوقا‭ ‬ضخمة‭ ‬للمنتجات‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬المميزة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬سنعمل‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الانفتاح‭ ‬العالي‭ ‬المستوى‭ ‬بكل‭ ‬ثبات‭ ‬وتطبيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬للانفتاح‭ ‬المستقل‭ ‬والانفتاح‭ ‬الأحادي‭ ‬الجانب،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬الدورتين‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية،‭ ‬وتمكين‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬آسيان‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وباقي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تقاسم‭ ‬الفرص‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تنمية‭ ‬الصين‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭.‬

السيدات‭ ‬والسادة‭ ‬والأصدقاء،

إن‭ ‬التعاون‭ ‬هو‭ ‬الجواب‭ ‬الصائب‭ ‬الوحيد‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭. ‬تحرص‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬آسيان‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬لتعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستقر‭ ‬والسليم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاون‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحا‭ ‬والعمل‭ ‬يدا‭ ‬بيد‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬الفرص‭ ‬وتقاسم‭ ‬الازدهار‭.‬

شكرا‭ ‬لكم

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا