العدد : ١٧٢٣٦ - الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٦ - الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

النيابة والمجتمع..
جهود مملكة البحرين في مكافحة التدخين.. تشريعات صارمة ورقابة فعالة لحماية الصحة العامة

بقلم: عدنان السيد علي الوداعي

السبت ٣١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

يحتفل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لمكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬الذي‭ ‬أقرته‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬بهدف‭ ‬التوعية‭ ‬بأخطار‭ ‬التدخين‭ ‬وآثاره‭ ‬الضارة‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬ولدعم‭ ‬الجهود‭ ‬العالمية‭ ‬لتقليل‭ ‬حالات‭ ‬الوفاة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬أمراض‭ ‬التدخين‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬التزامها‭ ‬بحماية‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وتحقيق‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬التدخين،‭ ‬تقود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬جهودًا‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الصارمة‭ ‬والإجراءات‭ ‬الرقابية‭ ‬الفعّالة‭ ‬حيث‭ ‬أرست‭ ‬أسسًا‭ ‬قانونية‭ ‬واضحة‭ ‬لمكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصدار‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬8‭) ‬لسنة‭ ‬2009‭ ‬بشأن‭ ‬مكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬والتبغ،‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬التدخين‭ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬التدخين‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬والمحال‭ ‬العامة‭ ‬المغلقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المطاعم‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬وأماكن‭ ‬العمل‭ ‬وحظر‭ ‬زراعة‭ ‬وصناعة‭ ‬وإعادة‭ ‬تصنيع‭ ‬التبغ،‭ ‬وقيد‭ ‬الترويج‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬التدخين‭ ‬بحظر‭ ‬إعلان‭ ‬منتجات‭ ‬التبغ‭ ‬والسجائر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلان‭ ‬وحظر‭ ‬التوزيع‭ ‬المجاني‭ ‬للتبغ‭ ‬ومنتجاته‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬الهدايا‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬دعاية‭ ‬للتبغ‭ ‬ومنتجاته‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الترويج‭ ‬أو‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬التبغ‭ ‬ومنتجاته،‭ ‬وإدخال‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬إعلاناً‭ ‬أو‭ ‬دعاية‭ ‬للتبغ‭ ‬ومنتجاته‭ ‬أو‭ ‬تصنيعها‭ ‬كحلويات‭ ‬أو‭ ‬ألعاب‭ ‬أطفال‭ ‬سواء‭ ‬بغرض‭ ‬بيعها‭ ‬أو‭ ‬عرضها‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة‭ ‬كانت،‭ ‬كما‭ ‬أولى‭ ‬القانون‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬لحماية‭ ‬الأطفال‭ ‬بأن‭ ‬حظر‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬ارتياد‭ ‬الأماكن‭ ‬المخصصة‭ ‬للتدخين‭ ‬وحظر‭ ‬بيع‭ ‬التبغ‭ ‬والسجائر‭ ‬أو‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬لهم،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬استيراد‭ ‬أو‭ ‬توزيع‭ ‬أو‭ ‬بيع‭ ‬أي‭ ‬مواد‭ ‬عشبية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬عشبية‭ ‬بغرض‭ ‬استعمالها‭ ‬كوسيلة‭ ‬بديلة‭ ‬لتدخين‭ ‬التبغ‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬النيكوتين،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬التدابير‭ ‬السابقة‭ ‬نص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬ضوابط‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬وتداول‭ ‬منتجات‭ ‬التبغ،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يُسمح‭ ‬بدخول‭ ‬وتداول‭ ‬أي‭ ‬شحنة‭ ‬من‭ ‬التبغ‭ ‬أو‭ ‬منتجاته‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬فحصها‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬مطابقتها‭ ‬المواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬المعتمدة‭ ‬وصدور‭ ‬تصريح‭ ‬معتمد‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بذلك‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬لردع‭ ‬المخالفين‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الحبس‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭ ‬وغرامات‭ ‬مالية‭ ‬يتراوح‭ ‬مقدارها‭ ‬بين‭ ‬عشرين‭ ‬دينارًا‭ ‬ومائة‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بحسب‭ ‬الجرم‭ ‬المرتكب،‭ ‬كما‭ ‬تشمل‭ ‬العقوبات‭ ‬التكميلية‭ ‬غلق‭ ‬المحل‭ ‬المخالف‭ ‬مدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬مصادرة‭ ‬المواد‭ ‬المستعملة‭.‬

‭ ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بالقانون‭ ‬من‭ ‬محظورات‭ ‬وتنظيم‭ ‬لعملية‭ ‬بيع‭ ‬التبغ‭ ‬فقد‭ ‬ألزم‭ ‬القانون‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الأماكن‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬باتباع‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وبموجب‭ ‬قرار‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬رقم‭ (‬2‭) ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الواجب‭ ‬توافرها‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المحلات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬التبغ‭ ‬ومشتقاته‭ ‬لأغراض‭ ‬التدخين‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬تخصيص‭ ‬مساحة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬50‭% ‬من‭ ‬صالة‭ ‬الطعام‭ ‬أو‭ ‬الشراب‭ ‬للتدخين،‭ ‬وعزل‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬للمدخنين‭ ‬عن‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬لغير‭ ‬المدخنين،‭ ‬وحظر‭ ‬عرض‭ ‬التبغ‭ ‬بأنواعه‭ ‬ومنتجاته‭ ‬بطريقة‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬مباشرةً؛‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬تخصيص‭ ‬قسم‭ ‬خاص‭ ‬لبيع‭ ‬التبغ‭ ‬ومنتجاته‭ ‬ومستلزمات‭ ‬تحضيره‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬بوصول‭ ‬الزبائن‭ ‬إليه‭ ‬مباشرةً،‭ ‬كما‭ ‬تضمن‭ ‬القرار‭ ‬أيضاً‭ ‬حظر‭ ‬تقديم‭ ‬الشيشة‭ ‬في‭ ‬الحدائق‭ ‬والمتنزهات‭ ‬والنوادي‭ ‬الرياضية‭.‬

وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬التشريعات‭ ‬جهودًا‭ ‬حثيثة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬التدخين‭ ‬وتعزير‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بأضراره؛‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حرص‭ ‬المشرع‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

ورغم‭ ‬تقدمنا‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬تظل‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬مستمرة‭ ‬مثل‭ ‬إقبال‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬التدخين‭ ‬وانتشار‭ ‬منتجات‭ ‬التبغ‭ ‬البديلة،‭ ‬ويتطلب‭ ‬تحقيق‭ ‬بيئة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬التدخين‭ ‬تعاوناً‭ ‬مستمراً‭ ‬وجهوداً‭ ‬متضافرة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬ليست‭ ‬مسؤولية‭ ‬فردية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجتمعية‭ ‬تستلزم‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيقها،‭ ‬وإن‭ ‬حماية‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وتحقيق‭ ‬بيئة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬التدخين‭ ‬تعد‭ ‬تحدياً‭ ‬مهماً‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬التفاني‭ ‬في‭ ‬مواجهته‭.‬

رئيس‭ ‬نيابة‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬العامة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا