الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الشباب البحريني في مجلس الأمن
مع أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تترشح فيها مملكة البحرين للحصول على مقعد في مجلس الأمن.. إلا أنها المرة الأولى التي نجد فيها الحضور الفاعل والتحركات المدروسة، محليا وعربيا، وإقليميا ودوليا، للدبلوماسيين البحرينيين الشباب، من أجل تعزيز فرص الفوز بالمقعد هذه المرة.
ومع أن الأهداف والغايات التي تسعى إلى تحقيقها مملكة البحرين خلال وجودها داخل مجلس الأمن كثيرة.. دبلوماسية وسياسية وإنسانية.. إلا أن ثمة هدفا محددا، واضحا ومتميزا، يكاد يكون مختلفا عن باقي الأهداف، ولربما لم نشهده في أهداف العديد من الدول خلال ترشحها لمجلس الأمن، والذي يتمثل في دعم مملكة البحرين للدبلوماسيين الشباب وإسهاماتهم في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
قد يتساءل المواطن البحريني عن سبب ترشح مملكة البحرين لهذا المقعد؟ وماذا ستكسب منه؟ وماذا ستحقق من خلاله؟ أسئلة طبيعية ومشروعة، ولعل إجابتها تتلخص في أن مملكة البحرين تتقدم للترشح لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن للأمم المتحدة للفترة 2026–2027، انطلاقًا من التزامها الراسخ بالسلم والأمن الدوليين.
كما أن مملكة البحرين تمتلك تجربة سابقة تعتبر بناء صلبًا في هذا المجال، حيث شغلت عضوية غير دائمة في مجلس الأمن خلال الفترة 1998–1999، وأسهمت بفعالية آنذاك في دعم جهود المجتمع الدولي.
ومن خلال ما أعلنته وزارة الخارجية فسوف ترتكز رؤية مملكة البحرين خلال عضويتها على مبدأ «بناء جسور السلام من أجل الحاضر والمستقبل»، والإيمان بترسيخ السلام والاستقرار، ومواجهة التهديدات الأمنية التقليدية والناشئة، وضمان الشمولية والمشاركة، وتعزيز التعددية.
ولا شك أن هناك حزمة من الأولويات الرئيسية التي تسعى مملكة البحرين لتحقيقها خلال فترة العضوية، وتتضمن: ترسيخ ثقافة السلام والتعايش، وتعزيز القانون الدولي والعمل الإنساني، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم الأمن السيبراني، ومواجهة التحديات المناخية والبحرية، وتفعيل دور المنظمات الإقليمية وتطوير أساليب عمل مجلس الأمن، بجانب الهدف المتميز وهو تمكين الشباب والمرأة.
لذلك.. فمع كل الأهداف والغايات والثوابت.. ثمة أمر جديد سيكون قيمة مضافة الى مجلس الأمن من خلال تفعيل دور الشباب الدبلوماسي، حيث يعد تمكين الشباب أولوية وطنية، وقد نفذت المملكة العديد من المبادرات التي تعكس التزامها بدعم دور الشباب المحوري في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا، مثل: مشروع «لامع» لاكتشاف المواهب، وبرنامج «مساري» لتدريب الشباب، ومشروع «مدينة الشباب 2030»، وجائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما تؤمن مملكة البحرين بأن الشباب ركيزة أساسية في جهود بناء السلام، وتحرص على إشراكهم في المحافل الدولية وصناعة القرار، بما في ذلك في رؤية البحرين 2030.. هذا بجانب حرص مملكة البحرين على تهيئة جيل جديد من الشباب القادر على تمثيل المملكة في المحافل الدولية بوعي ومسؤولية، وذلك عبر دمجهم في العمل الخارجي وتوفير إمكانات تدريبية متميزة لهم في المجال الدبلوماسي من خلال أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية.
وبناء عليه.. فإن مملكة البحرين ومن خلال عضوية مجلس الأمن، ستسهم في تعزيز مشاركة الشباب في أجندة السلام والأمن العالمي.. وهي مساهمة ذات رؤية مستقبلية تفيد العالم والبشرية.. وتؤكد الرسالة النبيلة لمملكة البحرين في ظل قيادتها الحكيمة، ونهجها الاستراتيجي في استدامة العمل الدبلوماسي الحقيقي الفاعل.
 
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك