رسالتنا إلى الأسرة الدولية هي أننا نترشح بروح الشراكة والإيمان بأن الأمن والسلام مسؤولية مشتركة
نقول لشعب البحرين إن هذا الترشح هو انعكاس لقيمكم ودوركم الحضاري
رؤية المملكة تتميز بالالتزام بالحوار والتفاهم والقدرة على التفاعل مع الجميع بروح إيجابية وبناءة
بناء جسور تواصل فعالة مع جميع المجموعات الجغرافية والسياسية
المملكة في الأمم المتحدة تتبنى خطابًا يرتكز على التوازن والاحترام المتبادل
نطمح إلى أن تكون البحرين صوتا يعبر عن تطلعات منطقتنا وشعوبها
نتطلع إلى تطوير آليات عمل مجلس الأمن ليكون أكثر استجابة وفعالية أمام التحديات المتسارعة
أكد السفير جمال فارس الرويعي المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن ترشح مملكة البحرين لنيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة (2026-2027) يحظى باهتمام وتقدير من قبل الدول الأعضاء، وتفاعل نابع من تقدير المجتمع الدولي لسياسة المملكة المتوازنة، ومواقفها الداعمة للحلول السلمية، والتزامها بمبادئ القانون الدولي وسمعتها الدولية المرموقة.
وقال خلال حوار اختص به صحيفة (أخبار الخليج) «إن بعثة البحرين الدبلوماسية البحرينية حرصت على بناء جسور تواصل فعالة مع جميع المجموعات الجغرافية والسياسية، من خلال اللقاءات الثنائية والمشاركة الفاعلة في مختلف فعاليات الأمم المتحدة، حيث عرضنا خلالها أولويات المملكة ورؤيتها لعضوية فاعلة ومسؤولة، مستندين إلى سجل مملكة البحرين في دعم الأمن الإقليمي، وتعزيز العمل الإنساني، واحترام القانون الدولي. كما أن هذا الجهد يجري بتنسيق مستمر مع وزارة الخارجية وبعثات المملكة حول العالم، لضمان وصول رسالة مملكة البحرين بوضوح وشمولية».
وتطرق إلى أن أولويات مملكة البحرين ستنطلق من التزامها المعروف بدعم الأمن والسلم الدوليين، مع التركيز على الوقاية من النزاعات، وحماية المدنيين، وتعزيز العمل الإنساني. كما ستحرص المملكة على أن تولي أهمية كبيرة لقضايا تقدم المرأة وتمكين الشباب، والتغير المناخي، وأمن الملاحة البحرية. ونطمح أن يكون حضور مملكة البحرين في المجلس مؤثرًا وإيجابيًا، من خلال مبادرات ملموسة تسهم في معالجة الأزمات وتدعم الاستقرار في منطقتنا والعالم.
وهذا نص الحوار:
سعادة السفير، أنتم في قلب المشهد الأممي يوميًا في نيويورك، فكيف تقيمون التفاعل الدولي مع ترشح مملكة البحرين لعضوية مجلس الأمن، في ظل التحديات الدولية الراهنة؟
يحظى ترشح مملكة البحرين لنيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة (2026-2027) باهتمام وتقدير من قبل الدول الأعضاء، وهو تفاعل نابع من تقدير المجتمع الدولي لسياسة المملكة المتوازنة، ومواقفها الداعمة للحلول السلمية، والتزامها بمبادئ القانون الدولي وسمعتها الدولية المرموقة.
وفي ظل التحديات الراهنة، يأتي ترشح مملكة البحرين في إطار الدفع باتجاه الحوار ومد الجسور بين الدول، وفقاً للرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، والتي وضعت المملكة في موقع يبرز التزامها الثابت بقيم السلام والاستقرار، مما يعزز من تأثيرها الإيجابي في الساحة الدولية.
ما أبرز الجهود التي قامت بها البعثة الدائمة لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك حتى الآن ضمن الحملة الترويجية لترشح المملكة لعضوية مجلس الأمن؟
حرصت البعثة على بناء جسور تواصل فعالة مع جميع المجموعات الجغرافية والسياسية، من خلال اللقاءات الثنائية والمشاركة الفاعلة في مختلف فعاليات الأمم المتحدة، حيث عرضنا خلالها أولويات المملكة ورؤيتها لعضوية فاعلة ومسؤولة، مستندين إلى سجل مملكة البحرين في دعم الأمن الإقليمي، وتعزيز العمل الإنساني، واحترام القانون الدولي. كما أن هذا الجهد يجري بتنسيق مستمر مع وزارة الخارجية وبعثات المملكة حول العالم، لضمان وصول رسالة مملكة البحرين بوضوح وشمولية.
كيف تصيغ مملكة البحرين خطابها الدبلوماسي داخل أروقة الأمم المتحدة بما يتناسب مع تنوع الكتل الجغرافية والسياسية؟
تتبنى مملكة البحرين في الأمم المتحدة خطابًا يرتكز على التوازن والاحترام المتبادل، ويبنى على فهم عميق لتنوع الخلفيات السياسية والثقافية للدول الأعضاء. ونحرص على بناء علاقات قائمة على الثقة مع مختلف المجموعات، مؤكدين مبادئنا الثابتة في السلم والتعاون والحلول السلمية للنزاعات، مع الحفاظ على مرونة تسمح لنا بالتفاعل الإيجابي مع مختلف التوجهات، بما يخدم أهداف العمل المتعدد الأطراف.
إلى أي مدى تلعب الشراكات الإقليمية – مثل المجموعة العربية، ومجموعة آسيا والمحيط الهادئ، ودول عدم الانحياز – دورًا في دعم ترشح مملكة البحرين لنيل هذه العضوية؟
تلعب هذه الشراكات دورًا محوريًا في ترشيح مملكة البحرين، إذ تمثل امتدادًا طبيعيًا لعلاقاتنا التاريخية والوثيقة معها والتنسيق المشترك المستمر بيننا. ولقد لمسنا دعمًا صادقًا من المجموعة العربية، ودول آسيا والمحيط الهادئ، ومجموعة عدم الانحياز، وهو دعم يعكس الثقة المتبادلة، ويؤكد أهمية العمل الجماعي في مواجهة التحديات العالمية. هذا التكاتف الإقليمي هو ترجمة عملية لمبدأ التضامن الذي نؤمن به ونعمل من خلاله.
في حال فوز مملكة البحرين بالمقعد، ما القضايا التي تنوون إعطاءها أولوية؟ وهل هناك ملفات محددة ستسعى المملكة إلى ترك بصمة فيها؟
ستنطلق أولويات مملكة البحرين من التزامها المعروف بدعم الأمن والسلم الدوليين، مع التركيز على الوقاية من النزاعات، وحماية المدنيين، وتعزيز العمل الإنساني. كما ستحرص المملكة على أن تولي أهمية كبيرة لقضايا تقدم المرأة وتمكين الشباب، والتغير المناخي، وأمن الملاحة البحرية. ونطمح أن يكون حضور مملكة البحرين في المجلس مؤثرًا وإيجابيًا، من خلال مبادرات ملموسة تسهم في معالجة الأزمات وتدعم الاستقرار في منطقتنا والعالم.
ما طبيعة المبادرات أو الأفكار الجديدة التي يمكن أن تطرحها مملكة البحرين داخل مجلس الأمن، سواء على صعيد مخرجاته، أو تطوير أساليب عمله؟
نتطلع إلى الإسهام في تطوير آليات عمل المجلس، ليكون أكثر استجابة وفعالية أمام التحديات المتسارعة. وسنعمل على دفع مبادرات تعزز من التعاون الدولي، وتشرك المنظمات الإقليمية في جهود حل النزاعات، وتوسع من دور الأعضاء غير الدائمين. كما سنركز على قضايا مثل تقدم المرأة وتمكين الشباب في عمليات بناء السلام، وتحسين آليات المجلس في الاستجابة للأزمات الإنسانية.
سبق لمملكة البحرين أن شغلت مقعدًا في مجلس الأمن خلال عامي 1998–1999، كيف توظفون هذا الإرث في دعم ترشح مملكة البحرين لهذه العضوية؟
العضوية السابقة لمملكة لبحرين شكلت تجربة دبلوماسية مهمة عززت من فهمنا لآليات المجلس وأولويات العمل الجماعي في الساحة الدولية. هذا الإرث يمنحنا اليوم أساسًا صلبًا نبني عليه، ويقدم لنا تأكيدًا لرؤية مملكة البحرين الشمولية وإيمانها الراسخ بمسؤوليتها ودورها في معالجة التحديات المعاصرة بفعالية.
ما الذي يميز رؤية مملكة البحرين عن غيرها من الدول المرشحة؟ وهل تعتقدون أنه سيكون للقيم البحرينية في التسامح والانفتاح تأثير داخل عمل المجلس خلال هذه المرحلة في حال انتخابها؟
ما يميز رؤية مملكة البحرين هو التزامها الصادق بالحوار والتفاهم، وقدرتها على التفاعل مع الجميع بروح إيجابية وبناءة. إن قيم التسامح والانفتاح التي تؤمن بها المملكة ليست مجرد شعارات، بل ممارسات راسخة في سياستها الخارجية. هذه القيم ستكون حاضرة في طريقة تفاعلنا داخل المجلس، وستسهم في تعزيز التوافق بين الأعضاء، وهو ما نحتاج إليه بشدة في هذه المرحلة الدقيقة.
أخيرًا، ما الرسالة التي تودون توجيهها – من نيويورك – إلى الأسرة الدولية، وإلى شعب مملكة البحرين، في هذه المرحلة الدبلوماسية المهمة؟ وما الذي تطمح المملكة إلى تحقيقه للمنطقة والعالم من خلال هذا المقعد؟
رسالتنا إلى الأسرة الدولية هي أن مملكة البحرين تدخل هذا الترشح بروح الشراكة والقناعة والايمان العميق بأن الأمن والسلام مسؤولية مشتركة. نحن نطرح أنفسنا كطرف فاعل ومسؤول يسعى إلى تقريب وجهات النظر ودعم الحلول المستدامة.
أما لشعب مملكة البحرين، فنقول: إن هذا الترشح هو انعكاس لقيمكم ودوركم الحضاري، وثمرة لرؤية جلالة الملك المعظم، وتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ونحن نطمح أن تكون مملكة البحرين، من خلال هذا المقعد، صوتاً يعبر عن تطلعات منطقتنا وشعوبها، ويسهم في الوصول إلى مستقبل أكثر أمناً وسلاماً وعدالة للعالم أجمع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك