واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه المفتوحة على المدنيين والبنية التحتية، في ظل تشديد الحصار على قطاع غزة، ومنع إدخال المواد الغذائية الأساسية منذ مطلع مارس الماضي، ما فاقم الأزمة الإنسانية وأدى إلى تفشي المجاعة في مناطق واسعة من القطاع.
وفي مشهد مؤلم يعكس عمق المأساة الإنسانية في قطاع غزة، سقط عشرات الضحايا جراء إطلاق النار من جنود الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب شرق رفح، تديره شركة أمريكية خاصة داخل «منطقة حمراء» خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وكان عشرات الآلاف من المواطنين الجائعين قد تجمعوا بحثًا عن الغذاء، وتمت معاملتهم بطرق مهينة داخل ممرات ضيقة ومحاطة بالأسلاك الشائكة، قبل أن تتحول الحالة إلى فوضى دامية عقب فقدان السيطرة، ما استدعى تدخل مروحيات هجومية أطلقت النار بكثافة لتفريق الحشود. فيما زعم جيش الاحتلال في بيان لاحق أنه أطلق فقط «طلقات تحذيرية خارج المركز».
واعتبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، المشاهد الواردة من غزة «مؤلمة للغاية»، مشيرًا إلى وجود خطة دولية جاهزة لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي للصحفيين في جنيف إن «نحو 47 شخصا أصيبوا بجروح» في حادثة الثلاثاء و«معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي».
وأفاد مصدر طبي في جنوب غزة وكالة فرانس برس أنه بعد حادثة التدافع الثلاثاء «وصل أكثر من 40 مصابا إلى مستشفى ناصر، معظمهم مصابون بنيران إسرائيلية». وأضاف أن شخصا واحدا على الأقل توفي من بينهم. وأضاف أن «مدنيين آخرين وصلوا أيضا إلى المستشفى مصابين بكدمات في أنحاء مختلفة من الجسم».
وقال فيليب لازاريني، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأونروا لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، خلال زيارة إلى طوكيو، إن تفويض توزيع المساعدات لشركة خاصة بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة يُعد «إهدارا للموارد» ويصرف الأنظار عن «الفظائع التي تُرتكب على الأرض».
يأتي ذلك في وقت دخل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 600، وسط تصعيد ميداني غير مسبوق، واستمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي ازدادت حدة بعد استئناف العمليات العسكرية قبل 72 يومًا إثر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ 24 الماضية 79 شهيدًا بينهم شهيد تم انتشاله، و163 إصابة، فيما بلغت حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 نحو 54,056 شهيدًا، و123,129 إصابة، مع وجود عدد كبير من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض أو في الطرقات، دون قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليهم.
كما شنت قوات الاحتلال عشرات الغارات الجوية والمدفعية، وأطلقت طائرات مسيرة صواريخ على مناطق متفرقة من القطاع، أبرزها جباليا شمال القطاع، حيث استشهد العشرات من المواطنين.
كما شهدت محاور عدة، خاصة شرق مدينة غزة وشمال القطاع، مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك