العدد : ١٧٢٣٥ - السبت ٣١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٥ - السبت ٣١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

600 يوم من العدوان والإبادة والتجويع في غزة.. وتنديد أممي بنظام توزيع المساعدات الإسرائيلي

الخميس ٢٩ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

واصل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬حربه‭ ‬المفتوحة‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تشديد‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ومنع‭ ‬إدخال‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬ما‭ ‬فاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬تفشي‭ ‬المجاعة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬القطاع‭.‬

وفي‭ ‬مشهد‭ ‬مؤلم‭ ‬يعكس‭ ‬عمق‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬سقط‭ ‬عشرات‭ ‬الضحايا‭ ‬جراء‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قرب‭ ‬مركز‭ ‬لتوزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬رفح،‭ ‬تديره‭ ‬شركة‭ ‬أمريكية‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬حمراء‮»‬‭ ‬خاضعة‭ ‬للسيطرة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الكاملة‭.‬

وكان‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الجائعين‭ ‬قد‭ ‬تجمعوا‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬الغذاء،‭ ‬وتمت‭ ‬معاملتهم‭ ‬بطرق‭ ‬مهينة‭ ‬داخل‭ ‬ممرات‭ ‬ضيقة‭ ‬ومحاطة‭ ‬بالأسلاك‭ ‬الشائكة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الحالة‭ ‬إلى‭ ‬فوضى‭ ‬دامية‭ ‬عقب‭ ‬فقدان‭ ‬السيطرة،‭ ‬ما‭ ‬استدعى‭ ‬تدخل‭ ‬مروحيات‭ ‬هجومية‭ ‬أطلقت‭ ‬النار‭ ‬بكثافة‭ ‬لتفريق‭ ‬الحشود‭. ‬فيما‭ ‬زعم‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لاحق‭ ‬أنه‭ ‬أطلق‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬طلقات‭ ‬تحذيرية‭ ‬خارج‭ ‬المركز‮»‬‭.‬

واعتبر‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ستيفان‭ ‬دوجاريك،‭ ‬المشاهد‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬مؤلمة‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬دولية‭ ‬جاهزة‭ ‬لتأمين‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭.‬

وقال‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أجيت‭ ‬سونغهاي‭ ‬للصحفيين‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬إن‭ ‬‮«‬نحو‭ ‬47‭ ‬شخصا‭ ‬أصيبوا‭ ‬بجروح‮»‬‭ ‬في‭ ‬حادثة‭ ‬الثلاثاء‭ ‬و«معظم‭ ‬الإصابات‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬مصدره‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭.‬

وأفاد‭ ‬مصدر‭ ‬طبي‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غزة‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬حادثة‭ ‬التدافع‭ ‬الثلاثاء‭ ‬‮«‬وصل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مصابا‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬ناصر،‭ ‬معظمهم‭ ‬مصابون‭ ‬بنيران‭ ‬إسرائيلية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬شخصا‭ ‬واحدا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬توفي‭ ‬من‭ ‬بينهم‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مدنيين‭ ‬آخرين‭ ‬وصلوا‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬مصابين‭ ‬بكدمات‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الجسم‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬فيليب‭ ‬لازاريني،‭ ‬وكيل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمفوض‭ ‬العام‭ ‬لوكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬لغوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬الأونروا‭)‬،‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬طوكيو،‭ ‬إن‭ ‬تفويض‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬لشركة‭ ‬خاصة‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يُعد‭ ‬‮«‬إهدارا‭ ‬للموارد‮»‬‭ ‬ويصرف‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الفظائع‭ ‬التي‭ ‬تُرتكب‭ ‬على‭ ‬الأرض‮»‬‭.  ‬

يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬دخل‭ ‬فيه‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يومه‭ ‬الـ‭ ‬600،‭ ‬وسط‭ ‬تصعيد‭ ‬ميداني‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬واستمرار‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬الاحتلال‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬والتي‭ ‬ازدادت‭ ‬حدة‭ ‬بعد‭ ‬استئناف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬قبل‭ ‬72‭ ‬يومًا‭ ‬إثر‭ ‬انهيار‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

وأكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أن‭ ‬مستشفيات‭ ‬القطاع‭ ‬استقبلت‭ ‬خلال‭ ‬الساعات‭ ‬الـ‭ ‬24‭ ‬الماضية‭ ‬79‭ ‬شهيدًا‭ ‬بينهم‭ ‬شهيد‭ ‬تم‭ ‬انتشاله،‭ ‬و163‭ ‬إصابة،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬حصيلة‭ ‬العدوان‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬نحو‭ ‬54,056‭ ‬شهيدًا،‭ ‬و123,129‭ ‬إصابة،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الطرقات،‭ ‬دون‭ ‬قدرة‭ ‬طواقم‭ ‬الإسعاف‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إليهم‭.‬

كما‭ ‬شنت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬عشرات‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭ ‬والمدفعية،‭ ‬وأطلقت‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬صواريخ‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬القطاع،‭ ‬أبرزها‭ ‬جباليا‭ ‬شمال‭ ‬القطاع،‭ ‬حيث‭ ‬استشهد‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭.‬

كما‭ ‬شهدت‭ ‬محاور‭ ‬عدة،‭ ‬خاصة‭ ‬شرق‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬وشمال‭ ‬القطاع،‭ ‬مواجهات‭ ‬مسلحة‭ ‬عنيفة‭ ‬بين‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وقوات‭ ‬الاحتلال‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا