العدد : ١٧٢٣٥ - السبت ٣١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٥ - السبت ٣١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

سمو الأمير سلمان بن حمد ورؤية البحرين الآسيوية الاستراتيجية

ليستا‭ ‬مجرد‭ ‬كلمتين‭ ‬في‭ ‬قمتين‭. ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬للبحرين‭ ‬طرحها‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭.‬

أقصد‭ ‬بالطبع‭ ‬الكلمتين‭ ‬اللتين‭ ‬القاهما‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ودول‭ ‬الآسيان،‭ ‬وقمة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والآسيان‭ ‬مع‭ ‬الصين‭.‬

‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الكلمتان‭ ‬حديثا‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ودول‭ ‬الاسيان‭ ‬والصين‭ ‬وأهميتها‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وإنما‭ ‬أراد‭ ‬ان‭ ‬يقدم‭ ‬رؤية‭ ‬بحرينية‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬للتحولات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات،‭ ‬ولموقع‭ ‬دول‭ ‬المجموعتين‭ ‬والصين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التحولات،‭ ‬وللمستقبل‭ ‬وقضاياه‭ ‬الأساسية‭ ‬كما‭ ‬تراه‭ ‬البحرين‭.‬

قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬كان‭ ‬أمرا‭ ‬ملفتا‭ ‬يستحق‭ ‬التقدير‭ ‬الكبير‭ ‬حرص‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يبرز‭ ‬في‭ ‬كلمتيه‭ ‬دور‭ ‬البحرين‭ ‬الرائد‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الآسيان‭ ‬والصين،‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬بادرت‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬واستضافت‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬للحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ودول‭ ‬الآسيان‭. ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬لعلاقات‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬التي‭ ‬تطورت،‭ ‬وتطور‭ ‬الحوار‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬الحالية‭.‬

وكان‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬التزامات‭ ‬البحرين‭ ‬بالعمل‭ ‬الدولي‭ ‬المشترك‭ ‬والذي‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬البحرين‭ ‬وما‭ ‬طرحه‭ ‬خلالها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬رؤى،‭ ‬وما‭ ‬خرجت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬والتزامات‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬الكلمتين،‭ ‬طرح‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ابعادا‭ ‬وجوانب‭ ‬محددة‭ ‬تمثل‭ ‬مجتمعة‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الاسيوية‭.‬

ويمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬ابعاد‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬أربعة‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

أولا‭: ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسسا‭ ‬راسخة‭ ‬قوية‭ ‬لعلاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والآسيان‭ ‬والصين‭.‬

كان‭ ‬ملفتا‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬وضع‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هذه‭ ‬الأسس‭ ‬القيم‭ ‬المشتركة‭ ‬والأبعاد‭ ‬الإنسانية‭.‬

هذه‭ ‬رؤية‭ ‬صائبة‭ ‬تماما‭. ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬عموما،‭ ‬والدول‭ ‬الآسيوية،‭ ‬لديها‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬عامة‭ ‬تحكم‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬والنظرة‭ ‬للعالم،‭ ‬متوافقة‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬وهي‭ ‬مثلا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭.‬

هذا‭ ‬البعد‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬التوافق‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬العامة،‭ ‬والبُعد‭ ‬الإنساني‭ ‬عموما‭ ‬هي،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬سموه،‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الرؤية‭ ‬المشتركة‭. ‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬حرص‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وراءه‭ ‬قناعة‭ ‬مؤداها‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬للعلاقات‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬ورسوخا‭ ‬واستدامة‭.‬

وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬تماما‭ ‬لأن‭ ‬التوافق‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬والأبعاد‭ ‬الإنسانية‭ ‬يعطي‭ ‬للعلاقات‭ ‬عمقا‭ ‬شعبيا‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬المصالح‭ ‬المباشرة‭.‬

وغير‭ ‬هذا‭ ‬البعد،‭ ‬هناك‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬اعتبارات‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ودول‭ ‬الآسيان‭ ‬والصين،‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬أسسا‭ ‬لعلاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

ثانيا‭: ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬ليست‭ ‬مصلحة‭ ‬مشتركة‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنها‭ ‬ضرورة‭ ‬تحتمها‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭.‬

نعلم‭ ‬بالطبع‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬خطيرة‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وتغييرات‭ ‬متسارعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬وفي‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭. ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬تفرض‭ ‬بالطبع‭ ‬تحديات‭ ‬هائلة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وعلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والآسيوية‭ ‬خصوصا‭.‬

سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬وصف‭ ‬الأجواء‭ ‬العالمية‭ ‬الحالية‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مرتبكة‮»‬،‭ ‬ووصف‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭ ‬بأنها‭ ‬معقدة‭ ‬ومتشابكة‭. ‬وهذا‭ ‬توصيف‭ ‬دقيق‭.‬

المهم‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬العالمي،‭ ‬ينبغي‭ ‬إدراك‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تواجهها‭ ‬وتتعامل‭ ‬معها‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬بمفردها‭.‬

وهذا‭ ‬بالضبط‭ ‬هو‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬أكده‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭. ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحنا‭ ‬إلا‭ ‬بالعمل‭ ‬معا‭ ‬وعبر‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ودول‭ ‬الآسيان‭ ‬والصين‭.‬

ثالثا‭: ‬ان‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ودول‭ ‬الآسيان‭ ‬والصين‭ ‬تمثل‭ ‬معا‭ ‬قوة‭ ‬عالمية‭ ‬هائلة‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وسياسيا‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭.‬

سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬قال‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭: ‬‮«‬تشكل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والآسيان‭ ‬والصين‭ ‬معا‭ ‬ربع‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬ونحو‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬شراكتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إمكانات‭ ‬هائلة،‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‮»‬‭.‬

إذن‭ ‬نحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬عالمية‭ ‬كبرى‭ ‬تمتلك‭ ‬إمكانيات‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭. ‬هذا‭ ‬بالطبع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والاسيان‭ ‬والصين‭. ‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬بمقدور‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬مصالح‭ ‬دولها‭ ‬وشعوبها‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭ ‬إذا‭ ‬هي‭ ‬حشدت‭ ‬قوتها‭ ‬معا‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬مؤهلة‭ ‬لأن‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤوليات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭.‬

هذا‭ ‬بعد‭ ‬استراتيجي‭ ‬للشراكة‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬حاسمة‭.‬

رابعا‭: ‬حرص‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬في‭ ‬رؤيته‭ ‬التي‭ ‬قدم‭ ‬أبعادها‭ ‬وملامحها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬بدقة‭ ‬قضايا‭ ‬ومهام‭ ‬المستقبل‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والآسيان‭ ‬والصين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

سموه‭ ‬طرح‭ ‬بالتفصيل‭ ‬أبعاد‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬وقضاياها‭ ‬وركز‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬والمهام‭ ‬التالية‭:‬

إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭.‬

تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬المستدامة‭.‬

الاستثمار‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬عبر‭ ‬التعليم‭ ‬والبحث‭. ‬

التعاون‭ ‬الفعّال‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬وتحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬استخدامها،‭ ‬وإنشاء‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬مستدامة‭ ‬ومرنة‭ ‬لخدمة‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

الإدارة‭ ‬الحكيمة‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬العالمي،‭ ‬وهو‭ ‬مجال‭ ‬يخلق‭ ‬فرصا‭ ‬هائلة،‭ ‬وبينما‭ ‬نُسرّع‭ ‬وتيرة‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نضمن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬قيم‭ ‬ثقافية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتطبيق‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إبرام‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬تُنظم‭ ‬تطوير‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بطريقة‭ ‬مسؤولة‭ ‬وأخلاقية‭. ‬

توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬والالتزام‭ ‬الجماعي‭ ‬لتجديد‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬لتكون‭ ‬أكثر‭ ‬شمولاً‭ ‬وإنصافًا‭ ‬وقادرةً‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬متطلبات‭ ‬الحاضر‭ ‬واحتياجات‭ ‬المستقبل‭.‬

تجديد‭ ‬الدعوة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وفق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭. ‬

إذا‭ ‬تأملنا‭ ‬أبعاد‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬وقضاياها‭ ‬وأجندتها‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬للشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والآسيان‭ ‬والصين،‭ ‬فسوف‭ ‬نجد‭ ‬انه‭ ‬يطرح‭ ‬أجندة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬بدقة‭ ‬شديدة‭. ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬للمستقبل‭ ‬واعية‭ ‬وحضارية‭ ‬وإنسانية‭ ‬متقدمة‭ ‬لها‭ ‬طابع‭ ‬عالمي‭. ‬هذه‭ ‬رؤية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للشراكة‭ ‬الخليجية‭ ‬الآسيوية،‭ ‬وإنما‭ ‬لعالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنا‭ ‬واستقرارا‭ ‬وإنسانية‭. ‬وليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬سموه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬للشراكة،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬الدائم‭.‬

هذه‭ ‬إذن‭ ‬الملامح‭ ‬العامة‭ ‬لرؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الآسيوية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬كما‭ ‬طرحها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬كلمتيه‭.‬

لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬لها‭ ‬اليوم‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬عموما‭ ‬والدول‭ ‬الآسيوية‭.‬

نعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نظاما‭ ‬عالميا‭ ‬جديدا‭ ‬آخذ‭ ‬في‭ ‬التشكل‭. ‬العالم‭ ‬يشهد‭ ‬تحولات‭ ‬متسارعة،‭ ‬وتغيرات‭ ‬في‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭.‬

الرؤية‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬سموه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تحدد‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬ملامح‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ ‬العادل‭ ‬والإنساني‭ ‬المنشود،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تضمن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬معا‭ ‬قوة‭ ‬أساسية‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬وفي‭ ‬تقرير‭ ‬شؤون‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭ ‬والآسيوية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تضمن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬أكثر‭ ‬تعددية‭ ‬وتحضرا‭ ‬وعدلا‭ ‬وإنسانية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا