تغطية: أمل الحامد
تصوير - عبدالأمير السلاطنة
أكد أسامة العلوي وزير التنمية الاجتماعية أن مملكة البحرين، وبتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تؤمن بأن الشباب هم الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، وصناع التغيير الإيجابي، وهم القادرون على قيادة مسارات التنمية التي ترتكز على قيم المسؤولية، والمشاركة، والتكافل الاجتماعي.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال مؤتمر الخليج الدولي الثاني للمسؤولية الاجتماعية للشباب 2025 تحت شعار: «ممارسة استراتيجية لغدٍ أفضل» يوم أمس الأربعاء، والذي نظمته الجمعية البحرينية للمسؤولية الاجتماعية، بالشراكة مع مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، وجمع عدد من السفراء وكبار الشخصيات والمسؤولين الحكوميين وخبراء المسؤولية الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وذكر الوزير العلوي أن وزارة التنمية الاجتماعية قد أولت أهمية خاصة لتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المجتمع البحريني، انطلاقاً من إيماننا بأن التنمية لا تتحقق إلا بتكامل الأدوار بين القطاع العام، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والشباب في طليعتهم، مؤكداً دعم العديد من المبادرات الشبابية والاجتماعية الرائدة، التي رسخت مفاهيم العطاء، والاستدامة، والعمل التطوعي، مشيداً برؤية هذه المبادرات تتوسع خليجياً من خلال هذا الملتقى الذي يوفر منصة لتبادل الخبرات، وتطوير المهارات، وتعزيز التعاون بين شباب دول الخليج العربي، بما يسهم في بناء مجتمع خليجي أكثر وعياً، وتماسكاً، وتكافلاً.
ودعا المشاركين والحضور ليكونوا رواداً للمسؤولية، ومبادرين في خدمة أوطانهم، حريصين على غرس قيم التعاون والمسؤولية في محيطهم، وليجعلوا من هذا الملتقى نقطة انطلاق لمشاريع ومبادرات تخدم الإنسان والمجتمع.
من جهتها، أكدت لولوة الشمري الأمين العام لمجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية أن المسؤولية الاجتماعية تعد اليوم من الأعمدة الرئيسة التي تقوم عليها التنمية الشاملة والمستدامة عالمياً.
وأشارت إلى أن المسؤولية الاجتماعية تمثل أداة استراتيجية فاعلة في ترسيخ الوحدة الخليجية، إذ تسهم في تعزيز الروابط الإنسانية بين شعوب المنطقة، وبناء مجتمعات مترابطة تتشارك الأهداف والمصير المشترك، مبينة أن دورها يبرز في تعميق الانتماء والولاء الوطني والخليجي، عبر مبادرات تعزز الهوية الخليجية وتحفز العمل الجماعي، وتسهم في تقليص الفوارق الاجتماعية من خلال دعم الفئات المحتاجة وتعزيز العدالة الاجتماعية، مما يقلل من التفاوتات الاقتصادية.
وتابعت كما تسهم في تطوير رأس المال البشري الخليجي من خلال الاستثمار في التعليم والصحة والبيئة والتمكين المجتمعي، وتعزز كذلك الشراكات بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني لبناء نموذج تنموي يرتكز على التكامل والمسؤولية.
وأكدت أن ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي، وتمكينهم من ممارستها بوعي وفاعلية، يمثل استثمارًا استراتيجيًا في استقرار المجتمعات واستدامة تنميتها. ويُعد هذا المؤتمر خطوة متقدمة في هذا المسار، نحو بناء جيل خليجي واعٍ مسؤول متمكن ومؤهل لقيادة التحولات التنموية في محيطه الإقليمي.
وأشارت إلى أن دول الخليج مجتمعة تعمل على تعزيز حضور المسؤولية الاجتماعية ضمن رؤاها وخططها التنموية، في ظل جهود متنوعة ونوعية من بينها ما تنهض به المملكة العربية السعودية من مبادرات استراتيجية وممارسات ريادية، تسهم في ترسيخ مفهوم المسؤولية، وتنمية الوعي المجتمعي، ودعم مسارات التعاون الخليجي نحو مستقبل أكثر تماسكاً وتكاملاً وازدهاراً.
من جانبه، سلّط خالد القعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية للمسؤولية الاجتماعية الضوء على هدف المؤتمر قائلاً: «المسؤولية الاجتماعية للشركات ليست مجرد مفهوم؛ بل هي التزامٌ بالعمل - والتزام متجذرةٌ في النزاهة والاستدامة والتغيير الإيجابي. من خلال التعاون وتبادل المعرفة والمشاركة الفعّالة، يُمكننا تسخير قوة الشباب لقيادة دفة تغيير نحو مستقبلٍ أكثر إشراقًا ومسؤوليةً اجتماعيًا».
وذكر أن المؤتمر يعد بمثابة منصة فريدة حيث تجتمع العقول الرائدة من مختلف القطاعات ذات الاختصاص لتبادل الأفكار والاستراتيجيات وقصص النجاح التي تدور حول المسؤولية الاجتماعية للشركات والتنمية المستدامة. ومع استمرار العالم من حولنا في التطور، يصبح معنى هذه الممارسات في تشكيل مستقبل إيجابي ومستدام أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأشار إلى مشاركة 10 متحدثين متميزين خبراتهم وتجاربهم، بالإضافة إلى أوراق العمل التفاعلية لبناء فرص عملية لاستكشاف المزيد من الأساليب المبتكرة التي تقود إلى التغيير الإيجابي في مجتمعاتنا وبيئتنا، لافتاً إلى أن من أبرز فعاليات المؤتمر هو المشاركات الأكاديمية المتميزة والتي تحمل محاور متميزة تحاكي تحديات المسؤولية الاجتماعية للشباب في الوقت الحالي، وإطلاق برنامج نوادي المسؤولية الاجتماعية في الجامعات المحلية ونأمل بافتتاح نوادي مماثلة عما قريب في دول الخليج وكذلك نشر البحوث المتخصصة في المسؤولية الاجتماعية وبدء الإعداد لدراسة شاملة مع شركة «كي بي ام جي» والجامعة البريطانية في مملكة البحرين عن واقع المسؤولية الاجتماعية في مملكة البحرين.
واستضاف المؤتمر متحدثين في المؤتمر بارزين، من بينهم أكاديميون، ورواد أعمال، وخبراء في المسؤولية الاجتماعية وتناولوا مواضيع مثل دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل هوية الشباب، دمج المسؤولية الاجتماعية للشركات في التعليم، التوظيف الشامل للشباب ذوي الهمم، الصحة النفسية والرفاهية للشباب، ودور المسؤولية الاجتماعية للشركات في العمل المناخي.
واختتم المؤتمر بدعوة إلى التعاون الإقليمي، والتعاون بين القطاعات، ومواصلة الاستثمار في الشباب وابتكارات المسؤولية الاجتماعية للشركات، مؤكدين أن الإجراءات المتخذة اليوم حاسمة لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك