الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
جزء من سلوكيات مرفوضة
ذات مرة كتب الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله يستنكر ويستغرب من ممارسات وتصرفات يقوم بها بعض أفراد من المشاهدين في «دار السينما».. حيث الأصوات والتصفيق، والأكل ورمي بقايا الطعام.. من دون احترام لحق الآخرين، ومن دون التزام بالهدوء، والاكتفاء بمشاهدة الفيلم.. واصفا تلك السلوكيات بأنها جزء من ثقافة دخيلة، مرفوضة وغير حضارية.
تذكرت ذلك الكلام، ونحن نتابع ونشهد في مجتمعنا أمورا وتصرفات بعيدة كل البعد عن التحضر والاحترام والأخلاقيات، والثقافة المجتمعية البحرينية الأصيلة و«السنع».. حيث نتابع هذه الأيام الحديث عن ممارسات يقوم بها بعض الأفراد والأسر في الحدائق العامة والمتنزهات والسواحل، حيث عدم الالتزام بالنظافة العامة، وترك بقايا الطعام في المكان، ورمي المخلفات في غير أماكنها، مع ترك الأطفال يقومون بتخريب المرافق العامة.. هل عرفتم الآن لماذا أصرت البلديات على فرض رسوم لدخول المتنزهات والحدائق العامة؟
وبين حين وآخر تصل إلي العديد من الشكاوى والملاحظات المرورية، كتجاوز طابور السيارات، واستخدام مسار الطوارئ، والتوقف داخل المربع الأصفر، وعدم لبس الخوذة عند استخدام الدراجات النارية في الشوارع الفرعية، وغيرها من التجاوزات المزعجة والخطرة.
مؤخرا أبلغني أحد المواطنين عن انتشار ظاهرة سلبية في المجمع السكني، حيث قيام بعض الشباب بالتجمع خارج المنزل، والسهر حتى آذان الفجر، وسد الطرق ورفع الأصوات وإزعاج الآخرين.. في ظاهرة تصورنا أنها انتهت من مجتمعنا ذات يوم.
وكثيرا ما نشاهد صورا وأشكال ملابس غير لائقة يرتديها أشخاص كبار وصغار.. رجال ونساء وشباب لا تليق بالمكان العام الذي يوجدون فيه.. حتى المساجد لم تخل من تلك الظاهرة بوجود مصلين يرتدون «جلابية النوم» في المسجد.. والمشكلة أن البعض من هؤلاء قد يتذمر أو يشتكي من التحرش أو كلمات غير لائقة وتنمر من الآخرين.
حتى في منصات التواصل الاجتماعي، برزت لنا العديد من الظواهر السلبية، من مشاهدات وصور، وفيديوهات وعبارات وتعليقات، تخدش الحياء، وتدعو وتحرض على تجاوز الأخلاقيات فضلا عن القانون والإساءة للآخرين، والتأثير السلبي على الناشئة والأطفال.
أذكر أنه في عام 2019 قامت المملكة العربية السعودية الشقيقة بتطبيق لائحة الذوق العام، وعرفت باسم قانون الذوق العام، التي شملت 19 مخالفة يعاقب مرتكبها بغرامة مالية، وتحظر لائحة الذوق العام قائمة طويلة من التصرفات والمخالفات التي قد تخدش الحياء العام.. منها: البصق ورمي النفايات في أماكن غير مخصصة لذلك.. الجلوس في مقاعد ومرافق كبار السن أو مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة.. ارتداء ملابس معدة للنوم في داخل الأماكن العامة.. أي ملابس يتم ارتداؤها في الأماكن العامة تحتوي على عبارات أو صور مخالفة وتخدش الحياء العام أو الذوق العام، أو تحمل عبارات أو صورا أو أشكالا فيها إثارة للعنصرية أو التعاطي أو الإباحية ممنوعة.. وضع الملصقات أو المنشورات التجارية في الأماكن العمومية من دون امتلاك التراخيص اللازمة لذلك.
وبناء عليه.. فإن الحديث الحاصل اليوم عن عدم الالتزام بقواعد واشتراطات النظافة في الحدائق والمتنزهات وغيرها.. هي جزء من سلوكيات مرفوضة.. معروفة أسبابها.. وأفرادها.. وتداعياتها.. ونتائجها.. فماذا ننتظر؟
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك