العدد : ١٧٢٢٩ - الأحد ٢٥ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٩ - الأحد ٢٥ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

جنود إسرائيليون: قادة بالجيش أمروا باستخدام فلسطينيين دروعا

الأحد ٢٥ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

‭(‬العربية‭ ‬نت‭): ‬أقر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بأن‭ ‬قادة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬أصدروا‭ ‬أوامر‭ ‬باستخدام‭ ‬فلسطينيين‭ ‬دروعا‭ ‬بشرية‭.‬

كما‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تُجبر‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬كدروع‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتُرسلهم‭ ‬إلى‭ ‬المباني‭ ‬والأنفاق‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬متفجرات‭ ‬أو‭ ‬مسلحين،‭ ‬وفقا‭ ‬لوكالة‭ ‬‮«‬أسوشييتد‭ ‬برس‮»‬‭. ‬وشددوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬الخطيرة‭ ‬أصبحت‭ ‬شائعة‭ ‬خلال‭ ‬العدوان‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬شهرا‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬جنديان‭ ‬إسرائيليان‭ ‬تحدثا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أسوشييتد‭ ‬برس‮»‬،‭ ‬وثالث‭ ‬قدم‭ ‬شهادة‭ ‬لمنظمة‭ ‬‮«‬كسر‭ ‬الصمت‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬القادة‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬باستخدام‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬دروعا‭ ‬بشرية‭ ‬وتسامحوا‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬أصدر‭ ‬بعضهم‭ ‬أوامر‭ ‬بذلك‮»‬‭.‬

كذلك‭ ‬أشار‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬دروعا‭ ‬بشرية‭ ‬كان‭ ‬يُشار‭ ‬إليه‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬بروتوكول‭ ‬البعوض‮»‬،‭ ‬وإن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬كانوا‭ ‬يُطلق‭ ‬عليهم‭ ‬أيضًا‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الدبابير‮»‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭.‬

بدوره،‭ ‬كشف‭ ‬ضابط‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬طلب‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هويته‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬الانتقام‭: ‬‮«‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬الأوامر‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الأعلى،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬فصيل‭ ‬عسكري‭ ‬تقريبا‭ ‬يستخدم‭ ‬فلسطينيا‭ ‬لتطهير‭ ‬المواقع‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬كلامه‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أوضح‭ ‬ناداف‭ ‬فايمان،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمنظمة‭ ‬‮«‬كسر‭ ‬الصمت‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬شهادات‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الجيش،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬روايات‭ ‬معزولة،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تُشير‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬منهجي‭ ‬وانهيار‭ ‬أخلاقي‭ ‬مُريع،‭ ‬بحسب‭ ‬تعبيره‭.‬

بدورهم‭ ‬كشف‭ ‬7‭ ‬فلسطينيين‭ ‬استخدامهم‭ ‬كدروع‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭. ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬الشاب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أيمن‭ ‬أبو‭ ‬حمدان‭ (‬36‭ ‬عاما‭) ‬لوكالة‭ ‬أسوشييتد‭ ‬برس،‭ ‬إن‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أجبرته،‭ ‬مرتديا‭ ‬زيا‭ ‬عسكريا‭ ‬وكاميرا‭ ‬مثبتة‭ ‬على‭ ‬جبهته،‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬منازل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬خلوها‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬والمسلحين،‭ ‬وعندما‭ ‬تنتهي‭ ‬إحدى‭ ‬الوحدات‭ ‬منه،‭ ‬ينقل‭ ‬إلى‭ ‬التالية‭.‬

وفي‭ ‬معرض‭ ‬وصفه‭ ‬لفترة‭ ‬احتجازه‭ ‬مدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬ونصف،‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي،‭ ‬لدى‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة،‭ ‬قال‭ ‬أبو‭ ‬حمدان‭: ‬‮«‬ضربوني‭ ‬وقالوا‭ ‬لي‭: ‬ليس‭ ‬لديك‭ ‬خيار‭ ‬آخر،‭ ‬افعل‭ ‬هذا‭ ‬وإلا‭ ‬قتلناك‮»‬‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬احتُجز‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬فصله‭ ‬عن‭ ‬عائلته،‭ ‬وأخبره‭ ‬الجنود‭ ‬أنه‭ ‬سيساعد‭ ‬في‭ ‬‮«‬مهمة‭ ‬خاصة‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬أُجبر،‭ ‬مدة‭ ‬17‭ ‬يوما،‭ ‬على‭ ‬تفتيش‭ ‬المنازل‭ ‬وتفتيش‭ ‬كل‭ ‬حفرة‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬أنفاق،‭ ‬فيما‭ ‬يقف‭ ‬الجنود‭ ‬خلفه،‭ ‬وبمجرد‭ ‬اتضاح‭ ‬الأمور،‭ ‬يدخلون‭ ‬المباني‭ ‬لتدميرها‭ ‬أو‭ ‬تخريبها‭.‬

أيضاً‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المرات‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬غير‭ ‬مقيد‭ ‬أو‭ ‬معصوب‭ ‬العينين‭ ‬كانت‭ ‬عندما‭ ‬استخدمه‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬درعا‭ ‬بشريا‭. ‬وشدد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يقضي‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬مقيدا‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬مظلمة،‭ ‬ليستيقظ‭ ‬ويجبر‭ ‬على‭ ‬تكرار‭ ‬العملية‭.‬

أما‭ ‬الشاب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مسعود‭ ‬أبو‭ ‬سعيد‭ (‬36‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬فقال‭ ‬إن‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬استخدمته‭ ‬درعا‭ ‬مدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع‭.‬

ونقلا‭ ‬عما‭ ‬قاله‭ ‬لجندي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬آنذاك،‭ ‬قال‭ ‬أبو‭ ‬سعيد‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬بالغ‭ ‬الخطورة،‭ ‬ولديّ‭ ‬أطفال‭ ‬وأريد‭ ‬العودة‭ ‬إليهم‮»‬‭. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬أُجبر‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬منازل‭ ‬ومبانٍ‭ ‬ومستشفى‭ ‬لحفر‭ ‬أنفاق‭ ‬مشتبه‭ ‬فيها‭ ‬وتطهير‭ ‬المناطق،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يرتدي‭ ‬سترة‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬لسهولة‭ ‬التعرف‭ ‬عليه،‭ ‬ويحمل‭ ‬هاتفا‭ ‬ومطرقة‭ ‬وقواطع‭ ‬سلاسل‭.‬

وخلال‭ ‬إحدى‭ ‬العمليات،‭ ‬التقى‭ ‬أبو‭ ‬سعيد‭ ‬بأخيه،‭ ‬الذي‭ ‬استخدمته‭ ‬وحدة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أخرى‭ ‬كدرع،‭ ‬وتعانقا،‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬ظننتُ‭ ‬أن‭ ‬جيش‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬أعدمه‮»‬‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬قالت‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هزار‭ ‬إستيتي‭ ‬عن‭ ‬استخدامها‭ ‬درعا‭ ‬بشريا،‭ ‬إن‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أخذوها‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وأجبروها‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬عدة‭ ‬شقق‭ ‬وتطهيرها‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬القوات‭. ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬توسلت‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬ابنها‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬21‭ ‬شهرا،‭ ‬لكن‭ ‬الجنود‭ ‬لم‭ ‬يستمعوا‭. ‬وتابعت‭: ‬‮«‬كنتُ‭ ‬خائفةً‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقتلوني،‭ ‬وألا‭ ‬أرى‭ ‬ابني‭ ‬مرةً‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬فلسطينيون‭ ‬آخرون‭ ‬بأنهم‭ ‬استُخدموا‭ ‬كدروع‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا