وقت مستقطع

علي ميرزا
الأداة الاستراتيجية
في عالم التنافس الرياضي، ليست الانتصارات تأتي فقط بقدرات اللاعبين البدنية ومهاراتهم الفنية، بل تلعب العوامل التكتيكية والنفسية دورا محوريا في تغيير مجرى المباريات، ومن بين هذه العوامل، يبرز «الوقت المستقطع» كأداة استراتيجية بامتياز، تمكن المدربين من التدخل في لحظات حاسمة لتعديل المسار، وتحفيز اللاعبين، أو كسر وتيرة الخصم.
والوقت المستقطع تختلف مدته وقوانينه بحسب نوع الرياضة، لكنه يشترك في كونه لحظة مراجعة وتقييم وإعادة توجيه.
وسنتطرق هنا إلى أهمية الوقت المستقطع في الكرة الطائرة بالذات كونها لعبة سريعة الإيقاع، تعتمد على التركيز العالي والتنسيق الجماعي، ولذا، فإن للوقت المستقطع دورا بارزا في وقف نزيف النقاط عندما يتعرض الفريق لسلسلة من النقاط المتتالية ضده، يمكن للمدرب أن يتدخل لتهدئة الوضع، وشرح مكامن الخلل.
وقد يلجأ المدرب إلى تعديل الخطة التكتيكية إذا لاحظ أن خطة اللعب لا تؤتي ثمارها أو أن الخصم غير تكتيكه، فإن الوقت المستقطع يصبح الوسيلة الوحيدة لتعديل المسار داخل الشوط.
وكثيرا ما يحدث الوقت المستقطع تحولا نفسيا عند اللاعبين، خاصة إذا صاحبه خطاب قوي «إظهار العين الحمراء» من المدرب.
ومتى ما استثمر الوقت المستقطع بشكل ذكي، قد يؤثر على تركيز الخصم، خاصة إذا كان في أوج عطائه.
وخلاصة القول، فإن الوقت المستقطع ليس مجرد استراحة، بل هو أداة استراتيجية حاسمة يجب أن تستخدم بحكمة، ووفق قراءة فنية دقيقة للحظة، والمدرب المحنك هو من يعرف متى يطلبه، ولماذا، وكيف يستثمره لتحقيق أقصى فائدة، وفي الكرة الطائرة، إذ تتغير الأمور في ثوان معدودة، يصبح الوقت المستقطع مفتاحا حقيقيا للنجاح أو الإخفاق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك