العدد : ١٧٢٢٥ - الأربعاء ٢١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٥ - الأربعاء ٢١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي يستضيف نقيب الصحفيين المصريين

الأربعاء ٢١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

كتب‭: ‬وليد‭ ‬دياب

تصوير‭: ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

 

وصف‭ ‬نقيب‭ ‬الصحفيين‭ ‬المصريين‭ ‬الصحفي‭ ‬خالد‭ ‬البلشي‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بحق‭ ‬الصحفيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قائلا‭ ‬إننا‭ ‬امام‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬بحق‭ ‬الصحافة،‭ ‬مضيفا‭ ‬انه‭ ‬استشهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬230‭ ‬صحفيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬70‭ ‬مؤسسة‭ ‬إعلامية‭ ‬دمرت،‭ ‬وعشرات‭ ‬من‭ ‬اسر‭ ‬الصحفيين‭ ‬استهدفوا‭ ‬ولم‭ ‬نر‭ ‬سوى‭ ‬اعتراضات‭ ‬محدودة،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬10‭% ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬للصحفيين‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬بدولة‭ ‬غربية‭ ‬لقامت‭ ‬الدنيا‭ ‬ولم‭ ‬تقعد،‭ ‬قائلا‭ ‬اننا‭ ‬رأينا‭ ‬جنازات‭ ‬بحق‭ ‬صحفي‭ ‬واحد‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭.‬

وأوضح‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭ ‬اهتزت‭ ‬وانكشفت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬مفاهيم‭ ‬الحرية‭ ‬عند‭ ‬الغرب‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬فضيحة‭ ‬حقيقية‭ ‬لمن‭ ‬يدعون‭ ‬انهم‭ ‬يمارسون‭ ‬الحرية،‭ ‬ظهر‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬المعاملة‭ ‬والتزوير‭ ‬والتزييف‭ ‬للواقع،‭ ‬وأصبح‭ ‬العقل‭ ‬المسيطر‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬القاتل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المقتول‭ ‬واكتشفنا‭ ‬انه‭ ‬فرض‭ ‬علينا‭ ‬خوارزميات‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬جعلتنا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬التعبير‭ ‬بحرية‭ ‬عن‭ ‬آرائنا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل‭.‬

وقال‭ ‬خلال‭ ‬المحاضرة‭ ‬التي‭ ‬القاها‭ ‬ببيت‭ ‬عبدالله‭ ‬الزايد‭ ‬لتراث‭ ‬البحرين‭ ‬الصحفي،‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬آفاق‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭.. ‬القوانين‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬تكفي‮»‬‭: ‬ان‭ ‬الصحافة‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬تحرر‭ ‬المجتمعات‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬الناس،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الصحفي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يدرك‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬صحفي‭ ‬ينشر‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬يراه‭ ‬انه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬لديها‭ ‬عدة‭ ‬جوانب،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬صحفي‭ ‬ان‭ ‬يحاول‭ ‬ان‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬الحقيقة‭ ‬ويتحرى‭ ‬الدقة،‭ ‬مضيفا‭ ‬ان‭ ‬منظومة‭ ‬الصحافة‭ ‬تتطلب‭ ‬حرية‭ ‬الملكية‭ ‬والاصدار‭ ‬وقوانين‭ ‬تحرر‭ ‬الصحافة‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬قواعد‭ ‬وقيم‭ ‬يصنعها‭ ‬الصحفيون‭ ‬وإحداها‭ ‬ميثاق‭ ‬الشرف‭ ‬الإعلامي‭.‬

كما‭ ‬انتقد‭ ‬البلشي‭ ‬أداء‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬مراسلون‭ ‬بلا‭ ‬حدود‮»‬‭ ‬قائلا‭ ‬ان‭ ‬لديها‭ ‬ازمة‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬انها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وفي‭ ‬تقريرها‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬إسرائيل‭ ‬تراجعت‭ ‬مرتبتين‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬ارتكبت‭ ‬أكبر‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬بحق‭ ‬الصحافة‭ ‬والصحفيين‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬وقمنا‭ ‬بمخاطبتها‭ ‬وقلنا‭ ‬ان‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬التصنيف،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬التقرير‭ ‬تراجعت‭ ‬لبنان‭ ‬5‭ ‬مراتب‭ ‬بسبب‭ ‬استشهاد‭ ‬5‭ ‬صحفيين‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬برصاص‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬لذلك‭ ‬المعايير‭ ‬لدى‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة‭ ‬مختلة‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬مستقبل‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬أشار‭ ‬الى‭ ‬أهمية‭ ‬ان‭ ‬نتعامل‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬أداة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬تطوير‭ ‬الصحافة‭ ‬وليس‭ ‬بديلا‭ ‬عنها،‭ ‬وانه‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نشارك‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬معاييرها‭ ‬وقواعدها‭ ‬والا‭ ‬ننتظر‭ ‬حتى‭ ‬يضع‭ ‬اخرون‭ ‬تلك‭ ‬المعايير‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نشتكي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ظلم‭ ‬تلك‭ ‬القواعد‭.‬

وفي‭ ‬مداخلة‭ ‬للأستاذة‭ ‬سميرة‭ ‬رجب‭ ‬قالت‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬ركائز‭ ‬منظومة‭ ‬الحريات‭ ‬هو‭ ‬تنمية‭ ‬الناشئة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الحريات‭ ‬وقيمها‭ ‬ومبادئها‭ ‬وملازمتها‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لان‭ ‬ممارسة‭ ‬الحريات‭ ‬بدون‭ ‬مسؤولية‭ ‬تصبح‭ ‬فوضى‭ ‬وغوغاء،‭ ‬مضيفة‭ ‬في‭ ‬مداخلة‭ ‬لها‭ ‬خلال‭ ‬المحاضرة‭ ‬ان‭ ‬الحرية‭ ‬تنمية‭ ‬أخلاقية‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬مبادئها‭ ‬وقيمها‭ ‬كما‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحريات‭ ‬وبدون‭ ‬تلك‭ ‬القيم‭ ‬تتحول‭ ‬الصحافة‭ ‬الى‭ ‬صفراء‭ ‬وكل‭ ‬شخص‭ ‬يضع‭ ‬المحتوى‭ ‬الذي‭ ‬يراه‭ ‬وبالتالي‭ ‬المتضرر‭ ‬سيكون‭ ‬المواطن‭.‬

وتابعت،‭ ‬ان‭ ‬الامر‭ ‬الاخر‭ ‬متعلق‭ ‬بالخطاب‭ ‬العربي،‭ ‬معتبرة‭ ‬ان‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لتغيير‭ ‬خطاب‭ ‬الصحفيين‭ ‬العرب‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬الحريات‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬شاهدناه‭ ‬مما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اصابنا‭ ‬إحباط‭ ‬شديد‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب‭ ‬حول‭ ‬الحريات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬مواثيق‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عنها‭ ‬اغلب‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬نكتشف‭ ‬فجأة‭ ‬انها‭ ‬كانت‭ ‬كذبة‭ ‬كبرى،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يبدو‭ ‬اننا‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تجديد‭ ‬خطابنا،‭ ‬ونلجأ‭ ‬الى‭ ‬خطاب‭ ‬عربي‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وثقة‭.‬

فيما‭ ‬رأى‭ ‬البلشي‭ ‬ان‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬ليس‭ ‬معناها‭ ‬اسقاط‭ ‬القيم،‭ ‬بل‭ ‬هذا‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتمسك‭ ‬بها‭ ‬ونشتبك‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬تلك‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ان‭ ‬هؤلاء‭ ‬ليسوا‭ ‬رعاة‭ ‬للقيم‭ ‬واهدارهم‭ ‬للقيم‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬اهدار‭ ‬القيم‭ ‬نفسها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬اننا‭ ‬نتبنى‭ ‬مفهوما‭ ‬بشريا‭ ‬للحرية‭ ‬وقيما‭ ‬بشرية‭ ‬أسسها‭ ‬وصنعها‭ ‬البشر‭ ‬ويجب‭ ‬ان‭ ‬نتشارك‭ ‬في‭ ‬تطويرها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا